شارع الصحافة/ متابعة: في بوادر صدام بين المملكة العربية السعودية وقطر، شنت صحيفة «سبق» السعودية الشهيرة هجومًا ضاريًا على ما وصفته بـ آخر سقطات “نظام الحمدين”، مبينة أنه في اصطفاف واضح مع كندا وتأييد تدخلها في شؤون السعودية في قضية من أسمتهم “أوتاوا” بـ”نشطاء المجتمع المدني”، رفضت وزارة الخارجية القطرية، اليوم، تصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، التي أعرب فيها عن تأييده التام للإجراءات التي اتخذتها الرياض ضد كندا، معلنة في بيان أن “تصريحات الزياني لا تعبّر عن رأي دولة قطر”.
ولم تكتفِ بذلك، بل أمعنت في الانحياز الأعمى لكندا، بالتصريح من خلال مصدر مسؤول في الخارجية القطرية، لم يذكر اسمه، أن “ما يجمع بين دولة قطر وكندا هي علاقات وطيدة تمتدّ لعقود”.
وتمادت الدوحة في الرعونة أكثر، بمحاولتها إضفاء الشرعية على الانتهاك الكندي الصارخ في حق المملكة، من خلال مطالبة المصدر “المجهول” بـ”ضرورة حماية حق الدول والمنظمات الدولية في التعبير عن رأيها، ولاسيّما عندما يرتبط الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير”، على حد زعمه.
في غضون ذلك قالت صحيفة «سبق»، إنه في أول تصريح رسمي يصدر عن جهة سيادية كندية، تعليقًا على رد السعودية على تدخل كندا في شؤونها الداخلية في قضية من اسمتهم “نشطاء المجتمع المدني”، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكندية ماري بير باريل في بيان اليوم (الاثنين)- حسب صحيفة سبق السعودية- “إن كندا ستدافع دائمًا عن حماية حقوق الإنسان خصوصًا حقوق المرأة، وحرية التعبير في كل أنحاء العالم”، مضيفة: “أن حكومة كندا لن تتردد أبدًا في الترويج لهذه القيم”.
وعلى الرغم من الخلط الذي تمارسه كندا في التذرع بقيم حقوق الإنسان وحرية التعبير؛ للتدخل في شؤون الدول الأخرى، بهذا الإصرار المستفز كما عبّرت عنه المتحدثة باسم الخارجية الكندية، فإنه من المستحسن التعرف على ما تقصده حكومة كندا بهذه “القيم”، التي تطلق عادة على محملها الإنساني والأخلاقي، فيما يقصد بها في الواقع تمرير مفاهيم هدامة تؤدي إلى خلخلة توازن المجتمعات المستقرة، ونشر الرذائل فيها.
ودون الحاجة إلى الاجتهاد أو التكهن في التعرف على حقيقة مفهوم كندا لـ”قيم” حقوق الإنسان، فإن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تكفل بكشف المقصود منها، عبر مشاركته أمس (الأحد) في مسيرة للمثليين في مدينة فانكوفر، ونشره في حسابه الرسمي على “تويتر” تغريدة تضمنت صورًا له في المسيرة، التي عرفت بـ”Vancouver Pride”، موضحًا أنه تناول الإفطار مع المثليين وشاركهم في المسيرة التي نظموها.
وتحت عنوان فرعي (ترويج استفزازي)، كتبت «سبق» ما يلي: المؤسف أن ترودو يدافع عن دعم المثليين والسماح لهم بممارسة الشذوذ والانحطاط الأخلاقي مدعاة للفخر، واتخاذ ذلك شعارًا لمسيرة المثليين الذي جاء على هذا النحو “Vancouver Pride”، والذي يعني “فخر فانكوفر”، فبأي مبرر تسمح كندا لنفسها بفرض هذا الشذوذ والانحلال على الدول الأخرى كالسعودية، وتصر في استفزاز على أنها لن تتردد في الترويج له، كما ذكرت المتحدثة ماري بير باريل، على الرغم من تعارض ممارساتها مع القوانين والمبادئ المنظمة للعلاقات بين الدول؟
وأضافت «سبق»: وما يؤكد توحد مفهوم “قيم” حقوق الإنسان، وقيامه على الجانب المدمر للأخلاق، بين كل مكونات الحكومة الكندية، نشرت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، صورًا لترودو في المسيرة، ضمن تغريدة عبر حسابها الرسمي في “تويتر”، قالت فيها: “نرحب اليوم بأصدقاء من 80 دولة في (تحالف من أجل المساواة)، لا يوجد أفضل من مسيرة Vancouver Pride للترحيب بهم”، واحتفاء كريستيا فريلاند التي تتحمل جانبًا كبيرًا من مسؤولية إفساد علاقات بلادها مع السعودية بمسيرة المثليين، يكشف عن أن تشدق المسؤولين الكنديين بـ”قيم” حقوق الإنسان ليس سوى وسيلة لتبرير التدخل في شؤون الدول الأخرى.