مقالات

لقد هَرِمنا من أجل هذه اللحظة !! (بقلم: منى فؤاد- مصر)

توقفت الكلمات وكُتمت الأنفاس، حتى خرجت من بين مسامنا مصريتنا وكأننا نصارع؛ كأمٍ تتمخض لتلد مولودًا عفيًا لا تشوبه إعاقة أو عيب.

3 أبريل يوم إعادة ما سُلب منا طوال عقود سابقة وزرع أچندات لتغير هويتنا؛ بل أقول وشرفُنا لأن الهوية مثل الشرف اذا سلبت أصبحنا بلا قيمة.. وسامحوني في التشبيه القاسي؛ لقد جعلونا مثل العاهرة التي تُمثل وتتمسح في الشرف؛ فكل كلامها وأفعالها في الخارج توحي بالتقوى والورع والتدين، ولكن في داخل الغرف تقلع تقواها لتمارس الرزيلة في الخفاء بعشوائية مفرِطة.

بدأت بانقلابات سياسية واللعب علي المشاعر الدينية والخوف من بطش الخالق.. حاشا، وتخبط بين الدين والوطنية، وكأنهم يجبرونك على الاختيار بين أن تكون وطنيًا مُحبًا لوطنك؛ أو تكون متدينًا مطيعًا لربك، ولأننا شعب عاطفي ومتدين كما أوهمونا بالجمل الرنانة؛ إختار البعض التدين واعتبروا الوطن حِفنة من التراب العَفِنْ، ومن خرج عن إطار هذا التدين وصفوه بـ(الملحد)، وكان لسان حال الوطنيين (أحنا ازاي بقينا كدة؟ وإيه اللي وصَّلنا لكده؟).

تربت ونشأت أجيال وأجيال على فكرة الدين والإلحاد وضاع الوطن بينهما.

جاءت اللحظة لننتفض ونتذكر أن مصر ليس لها علاقة بهذه الصراعات الخببثة، وفعلناها.

السبت الموافق 3 أبريل تاريخ ظهور حقيقة الشعب الوطني المحب لوطنة؛ حتى أني قرأت كلمات للبعض في وصف مصر لم ولن يسبق لها مثيل؛ عبارات كلها حب وانتماء؛ بعد احتفال نقل ملوك مصر الي المتحف الجديد؛ ساعتها أدركنا أن كل ما حدث في العقود السابقة ما هي إلا فقاعات صابون، وظهرت الچينات الحقيقية للشعب المصري العريق عندما أزلت من عليه تراب الخونة.

كان احتفالا يليق بنا وبأجدنا وبأصولنا العريقة.. كم الفخر والعِزة والكرمة أمام العالم لا توصف؛ حتى إن بعض شعوب الدول الشقيقة كتبت أنها تتمنى أن تكون بلادهم مثل مصر العظيمة.

أهم إنجاز تم من وجهة نظري في العصر الحديث؛ هو إنجاز عودة الهوية المصرية.. حمدلله على السلامة.

اخيرًا وليس آخرً نتوقع بث الإشاعات لبناء معبدهم الرخيص من جديد بعدما هُدم على رؤوسهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلافتهم الوهمية؛ فاحذروا السقوط مرة أخرى
لقد هَرَمنا من أجل هذه اللحظة.

_______________

بقلم/ منى فؤاد- مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى