أَبـَداً لــنْ تَســكُـتَ ألْحـــانِي || أبَـداً لَــنْ أقْــمــــعَ وُجْــــدانِي
إنّـي لــن أحْـــرقَ أشْـعـــاراً || قـيـلَـتْ في حُـــبّ الأوْطـــانِ
وطَــني مـا كـانَ مُــتاجَـــرةً || فـي سـوقِ الشِّــعـرِ الرّنـّان
وشُــعــوري لـيسَ مُــراءاةً || يَـستَجْــدي عـطفَ الإخْــوانِ
هُـوَ في قـلبي نَبْـضٌ يَحْــيا || يَـتَـوقّـــــدُ مِـثـلَ الـنّـيـــرانِ
وَطَـــني سَــكَــنٌ: أمٌّ وأبٌ || وفَــــؤادٌ حــــانٍ آوانـــــــي
ونــداءٌ عَــــذْبٌ أيْـقَـظَـــني || ونَـشـيـدٌ شَــــنَّـفَ آذانِـــــي
*******
ومَــعـانٍ أحْفَـظُــهـا طِــفْـلاً || صُــوَراً تَـحْــيا في الأذْهـــانِ
نَفَـحــاتٍ تُـنْعِـشُ إِحْساسي || وتُـتَـــوِّجُ رَوْعَــــةَ إيِــمــانِي
نـفَـحـاتٍ تَحْـمِــلُ أصْـــداءً || مِــن صَـوْتٍ مــلْءَ الأكْـــوانِ
مِن مــاضٍ يَحيا في نفْسي || وصَــداهُ يَـبعــثُ أشْـــجــانِي
وطَــني لا أبْصِــرُهُ وَثَـنـــاً || مَـعْــبـوداً بَـيْـــنَ الأوْثـــــانِ
لــكِـــنّي أبْـصِـــرُهُ ذاتــــي || وَهَـــويّـتَـــهـا في الأقْـــــران
وأُجَــرِّدُهُ مِـمَّــنْ يَـبْــغـي || وَيُــدَنِّــسُـهُ بِـالـطُّــغْـــــيـــان
لِيــظَـلَّ جَــميلاً في عَـيْـني || يَـزْهـــو بِـفِـعـالِ الـفُــرْسـانِ
*******
أعْــتزُّ بــهِ، بِمَــعـــالــِمِــهِ || بِـمــــآثِـرِهِ فـــي الأزْمــــانِ
هـل يُمكِـنُ نِسْيانُ الْمـاضي || هـلْ يُمْـكـنُ إِغْــفــالُ الآنِي
هَـلْ يُمْكـنُ أنْ أنْسى أمَــلاً || وغــداً سَـــتَـراه العَــيْـنـانِ
فغَدي والْحاضرِ والْمـاضي || أشْــيــاءٌ فَــوقَ الـنِّـسْـيان
هَـلْ يُمْــكـنُ وَأْدُ مَسـَـرّاتِي || هَــلْ يُمْـكنُ مَحــوُ الأحْــزانِ
وبِدونِ مَـكانٍ فــي الدُّنْـيـا || هَــلْ يُمْكــنُ عَـيْـشُ الإِنْسانِ
وَطـني دُنْـيايَ بــهِ أحْـــيـا || كَـهَــزارٍ عـــاشَ بـبُـسْـتــانِ
يَـتـنَـقّـــلُ فـــيهِ مَسْــروراً || ويُـعـانِـقُ كـلَّ الأغْــصـــــانِ
*********
أفَــلا أَحْــمــيــهِ إِنْ هَــــبَّـتْ || رِيـحٌ وعَــواصِفُ أضْغـــانِ
أمْ تَطــلُبُ مِنّي أنْ أغْـــــدو || نَــذْلاً يَــرْضى بـالإِذْعــــانِ
أمْ زمّـــاراً وَلــــهُ وَجْــــــهٌ || يَهـــوى تَغــيـيــــرَ الأَلْــوانِ
أمْ تطلُبُ أنْ أغْـدو حَجَـــراً || مَــــوْتِي وَحَـــيـاتِي سِـيّــانِ
وَطــني تـاريخٌ مَـوْصــول || بِـدمِ الأبْــطالِ الشُّــجْـعـــــان
ســـأظَـــلُّ أُردِدُهُ دوْمــــــاً || وأُلَـــقِّــنُــهُ لِــلْـــــوِلْـــــــدان
لا آلـــو جَــهْـداً أَرْويـــِه || لِـيَـعـــــوهُ بعــدَ الـقُـــــــرآنِ
قِــيَـمٌ عِـشْنا نـتَـعــلَّـمُــهـا || لا يَنْـفــيـــهــا فِـعـــلٌ ثـــــانِ
بلْ يُحْـيـيهـا وَيُـؤَجِّـجُــهــا || فـعــلُ الْمُـرْتَــدِّ الطَّـــعّـــان
فالـدّينُ الْحَــقُّ تُشـاهِــدُهُ || طَــوْداً في وَجْـهِ الْكُـفـْرانِ
وَمُسَيْلـَمـةُ الكـذّابُ هَــوى || مَــلْـعـــوناً عِــندـَ الـــدَّيـّان
***********************************
الشاعر حسن منصور
من المجموعة الثامنة، ديوان (في الدوامة) دار أمواج الطباعة والنشر والتوزيع- عمان 2014م (ص20).