مقالات

الفضول العلمي Curiosity  (إعداد: د. شيماء قنديل- مصر)

يعني الفضول العلمي، وجود رغبة عميقة وملحة لدي الطالب في الاستكشاف، والبحث عن معلومات، تفسر له غموض أي ظاهرة علمية لاحظها وسببت له قلقاً ذهنياً.

يُعَدُّ الفضول العلمي أحد أهم نواتج التعليم المتميز ، فهو هدف تربوي طموح تسعي إلى تحقيقه كل المجتمعات التربوية المتقدمة لدى أبنائها المتعلمين.

فالفضول العلمي يؤثر علي سلوك المتعلم بطرق إيجابية في جميع مراحل حياته؛ حيث يساهم في استفزاز دوافع المتعلم نحو التفكير والبحث، ما يدفع المتعلم إلي مزيد من النشاط والتعلم فتزداد رغبته للمعرفة والفهم لكثير من الأشياء والأحداث والظواهر من حوله في البيئة.

إذن يمكن القول إنه محرك رئيس في عملية التعلم، فمن المعروف أنه عندما يتم زيادة الفضول في أي عملية تعليمية تعلمية فسيحدث التعلم تلقائياً، ما يحقق التحصيل العلمي والمعرفي، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الفضول يثير استكشاف السلوكيات، ويشجع التطور المعرفي والاجتماعي والحسي والروحي والجسدي لدي الطالب.

ويُعرف الفضول العلمي بأنه اتجاه عاطفي نحو التعرف علي المعلومات والخبرات الجديدة والصعبة ومتابعتها والتنظيم الذاتي لها . وهو مهم للغاية في مجال التعليم لأنه يدفع الطالب إلي مزيد من النجاح، كما يُعرف الفضول العلمي بأنه الرغبة في معرفة المحتوي الخاص بالظواهر الطبيعية.

والفضول العلمي يعد من الدوافع المهمة والأساسية التي توجه الطلاب إلي الاكتشاف والابتكار ، كما أنه شغف للتعلم، وهناك أشكال للسلوك متعلقة به، كطرح الأسئلة، والسلوك البحثي، والتحرك نحو موضوع أو أهداف معينة غير معروفة.

  ويتميز الطالب ذو الفضول العلمي بالتفاؤل الإيجابي مع البيئة، وعناصرها غير المعروفة أو الغامضة من خلال تركيز الانتباه عليها، وبالتالي التحرك باتجاهها ومحاولة البحث عن حلولها ومعالجتها، فهو مستمر ومواظب علي الفحص والتحليل والكشف عن المثيرات حتي يعرف الكثير عنها.

كما ينظر هذا الطالب إلي المستقبل نظرة متفائلة، وباحث عن الأسئلة الحقيقية ، ولا يقتنع بالردود الغامضة علي ما يصدر من أسئلة ، كما أنه منتبه للمواقف الجديدة ومبدي الرغبة في الاستفسار لجوانب هذه المواقف. 

يعود ذلك إلى أن الفضول يساعد الطلاب علي توجيه وتنظيم انتباههم نحو المعلومات الجديدة، واحتضان خبرات جديدة غير مؤكدة، فهو جانب مهم في التعلم.

وتتضمن طرق البحث التي تربط بين الفضول والتعلم تحليلات لأفعال الطلاب وتقييم الطالب لنفسه أو تقييم المعلم له.

وتكمن أهمية تنمية الفضول العلمي لدي الطلاب فيمايلي:

يعد الفضول العلمي خطوة أولي نحو الإبداع، وأحد وسائل العملية التعليمية، فأي منتج إبداعي هو نتيجة حب الاستطلاع والاستكشاف لدى الفرد المبدع. 

يساعد الفضول العلمي بتقوية الذكاء من خلال التفصيل الحكيم للأشياء، وهو نشاط وليست معلومات سلبية متراكمة.

يعتبر الفضول العلمي محركا أساسيا من محركات العقل البشري نحو التساؤل والاستفسار، ويعتبر جانباً مهماً لابتكار الطلاب.

الفضول العلمي ينمي ثقة المتعلم بنفسه، ويجعله يعتمد علي ذاته في جميع أموره العملية والعلمية فضلاً عن زيادة المحصول الثقافي والمعرفي الذي يمتلكه المتعلم والخبرات المخزنة التي تجعله إنسان متنور علمياً، ومطلع علي ما هو جديد ومفيد في ظل تسارع المعلومات والمستحدثات التكنولوجيا.

غياب إشباع الفضول العلمي عن مدارسنا هو سبب رئيس في تدني إنجازات طلابنا العلمية على المستويين المحلي والدولي.

وعندما يتم إشباع الفضول العلمي للطالب فإنه يشعر بمتعة عظيمة وبرغبة في مواصلة البحث والاستكشاف. لكن للأسف كثير من المعلمين اليوم لا يقدر القيمة العالية لإشباع الفضول العلمي للطلاب، ولا يعرف أصلاً كيف يشبع هذا الفضول، ولا كيف يقيسه، وهذا -بلا شك- حرم طلابنا من فرص تعلم ثمينة.

إن تنمية الفضول العلمي يحتاج إلي معلم محترف يعرف كيف يستثيره، وكيف يشبعه لدي طلابه.. فعندما يقوم المعلم بإثارة اهتمام طلابه نحو العلوم ، سوف يتمكن المتعلم من: اكتساب المعارف، وكلّما زادت معارف المتعلم، كلّما توسّعت آفاق مخيّلته، ونمت ثقافته العامّة، ويصبح أكثر فضولًا ويتمنّى دائمًا أن يعرف المزيد.

في وجهة نظري؛ الفضول العلمي يعني التفكير غير المقيد حول الظاهرة أو الاستفسار موضع البحث، لذا اطلق العنان لطلابك لكي يبدعوا ويطرحوا أفكارهم مهما كانت غريبة، وغير منطقية، ولا تسخر من هذه الأفكار ولا تسمح لأحد من الطلاب أن يسخر من فكرة زميله مهما كانت بل أظهر مدي الجدية ، وقم بتدوين الأفكار علي السبورة أمام أعين الطلاب، لكي تكون دائماً أمام نظرهم ويقرأها ؛ فقد تتولد ، وتتوارد أفكار جديدة أخري تربط بين الأفكار المطروحة.

المراجع:

الخالدي ، عادي كريم (2020).فاعلية استراتيجية وايت وجونستون في تدريس مادة الأحياء علي تنمية المفاهيم العلمية والفضول العلمي لدى طلاب المرحلة الثانوية ذوي أنماط التعلم المختلفة، المجلة التربوية ، جامعة الطائف، ع 37 ، ص ص 834: 872.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى