ملفات

خرائط المفاهيم وتدريس العلوم (د. شيماء قنديل- مصر)

تعد خرائط المفاهيم أداة فاعلة في تمثيل المعرفة والبناء عليها، وأنها أداة هامة للتفكير الناقد والإبداعي، وتساعد في تحقيق التعلم ذي المعنى. كما أنها أداة تخطيط بصرية محسوسة تُمكن المتعلم من دمج المفاهيم الجديدة ضمن بنيته المعرفية من خلال نمط يتواءم مع طبيعة عمل الدماغ الذي يصنع باستمرار ترتيبات متسلسلة.

  ابتكر نوفاك وجوين Novak& Gowin خريطة المفاهيم ، والتى هى عبارة عن رسوم تخطيطية ثنائية البعد تترتب فيها مفاهيم المادة الدراسية في صورة هرمية بحيث تتدرج من المفاهيم الأكثر شمولية والأقل خصوصية في قمة الهرم إلى المفاهيم الأقل شمولية والأكثر خصوصية في قاعدة الهرم، وتحاط هذه المفاهيم بأطر ترتبط ببعضها بأسهم مكتوب عليها نوع العلاقة.

 تقوم فلسفة خرائط المفاهيم على أن عقل المتعلم بناء معرفي منظم يتكون من أبنية معرفية منظمة من المفاهيم والأفكار الكبرى ترتب هذه الأبنية بشكل هرمي، حيث تحتل الأفكار الكبرى والمفاهيم العريضة رأس الهرم، وبالنزول إلى قاعدة الهرم تتدرج المفاهيم من الأكبر إلى الأصغر.

  تتأثر قدرة الفرد على تعلّم المفاهيم الجديدة بشكل كبير على المفاهيم التي تعلّمها مسبقا والتي تكون ذات علاقة بالمفهوم الجديد، ويجب أن ترتبط المعرفة الجديدة بالسابقة حتى تكون ذات معنى، وهذا يتطلب أداة تتيح للمتعلم الدعم والمساندة، وتعمل كاستراتيجية تعويضية عند حدوث أي قصور مفهومي أو الوقوع في أوجه من الفهم الخطأ، وكل ذلك يمكن توفيره بواسطة الخريطة المفاهيمية التي تعد استراتيجية ما وراء تعلمية تساعد المتعلم على تعلم كيف يتعلم بشكل صحيح وفعال.

 أشكال خرائط المفاهيم:

 خرائط المفاهيم الهرمية ( Hierarchical Concept Maps )

 خرائط المفاهيم المجمعة ( Cluster Concept Maps )

 خرائط المفاهيم المتسلسلة ( Chain Concept Maps )

خطوات بناء خريطة المفاهيم:

• اختيار الموضوع المراد عمل خريطة المفاهيم له، وليكن وحدة دراسية، أو درسا، أو فقرة من درس بشرط أن يحمل معنى متكامل للموضوع. • تحديد المفاهيم في الفقرة (المفهوم الأساسي والمفاهيم الأخرى)، ووضع خطوط تحتها • إعداد قائمة بالمفاهيم وترتيبها تنازليا تبعا لشمولها وتجريدها.

• تصنيف المفاهيم حسب مستوياتها والعلاقات فيما بينها وذلك عن طريق وضع المفاهيم الأكثر عمومية في قمة الخريطة، ثم التي تليها في مستوى تال، وترتيب المفاهيم في صفين كبعدين متناظرين لمسار الخريطة. • ربط المفاهيم المتصلة، أو التي تنتمي لبعضها البعض بخطوط، وكتابة الكلمات الرابطة التي تربط بين تلك المفاهيم على الخطوط.

أهمية خرائط المفاهيم:

1. تسهل عملية حدوث التعلم، وتجعل المتعلم قادراً على تعلم المفاهيم ومعرفة العلاقات وأوجه الشبة والاختلاف مما ييسر تعلمها، كما تؤدى إلى حدوث التعلم ذى المعنى، حيث يتم ربط المعرفة الجديدة بالمعرفة القديمة، وبالتالى يتغلب المتعلم على طابع الحفظ للمعلومات. 2. تقود المتعلم إلى المشاركة الفعلية في تكوين بنية معرفية متماسكة متكاملة مرتبطة بمفهوم أساسي، ومنظمة من خلال الترابط الهرمى للمعلومات، بالتالى يسهل استدعاء المعلومات من الذاكرة العاملة بسهولة.

  3. تعمل على تنمية التفكير الابتكاري لدى المتعلمين وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم. 4. تزود المتعلمين بملخص تخطيطي مركز لما تعلموه، كما تساعد على الفصل بين المعلومات الهامة والمعلومات الهامشية وفي اختيار الأمثلة الملائمة لتوضيح المفهوم. 5. تساعد المعلم على التركيز حول الأفكار الرئيسية للمفهوم الذى يقوم بتعليمه، كما تساعده على معرفة سوء الفهم الذي قد ينشأ عند المتعلمين. 6. تساعد على بقاء أثر التعلم لأطول فترة.

بعض استخدامات خرائط المفاهيم:

تستخدم خرائط المفاهيم فى: 1- تخطيط المنهج: خرائط المفاهيم التى تشتمل على مجموعة كبيرة من المفاهيم ذات العلاقات تصبح فى نموذج المكون المعرفى للمنهج، وأن المنهج هو سلاسل مرتبة على نواتج التعلم المقصود وهذه النواتج يمكن أن تكون وجدانية أو معرفية أو لمس حركية.

2- كطريقة تدريس: فهى أداة تساعد المعلمين على ربط المفاهيم الجديدة مع ما تم إنجازه من قبل؛ حيث أشارت الدراسات السابقة أن استخدام خرائط المفاهيم تساعد الطلاب فى اكتساب المعرفة العلمية ومهارات حل المشكلات.

3- كطريقة تقويم: تستخد كأداة تشخيصية لتقويم الطلاب عن الموضوع الذى تعلموه، بدلاً من الاختبارات التقليدية المكتوبة، وخريطة المفاهيم تفيد فى تقويم مدى تعرف وتفهم الطالب للتركيب البنائى للمادة الدراسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى