الجنس الناعم
الحُب الحقيقي .. كيف نشعر به ونحافظ على سحره وجاذبيته ؟
شارع الصحافة/ كتبت- رودي طلعت:
في اعتقادي أنه من أجمل المشاعر الراقية في الحياة الشعور بالحب.. ويتولد هذا الإحساس الرائع من خلال سلسلةٍ من التغيّرات الداخليّة المُعقّدة وهو يرفع من حسّ المرء وسعادته لدرجةٍ تجعله وكأنّه يُحلّق فوق السحاب من شدّة الفرح، ناهيك عن إحساسه بضربات قلبه التي تنبض وتُهيمن بشدّةٍ عند الالتقاء بمحبوبه، وذلك تحت تأثير الهرومونات العصبيّة الناقلة التي تجعله مُتحمّساً وراغباً في الارتباط والتعمّق في علاقته أكثر للوصول إلى لذّة الحب والغوص في أعماقه وينعم بالسعادة والاستقرار في حياته.
لكن كيف يشعر الإنسان بالحبّ ؟!
ويجيب المختصون بأن المرء يحس بمشاعر الحب من خلال سيكولوجيّة الشعور الداخليّة حيث إنّ عقل الإنسان بطبيعته الفطريّة يُحاول الوصول بصاحبه للسعادة والمتعة والراحة، وهي مشاعر ترتبط بشدّةٍ بالوقوع في الحب، والذي بدوره ينشأ وينمو أثناء الارتباط العاطفي العميق مع الحبيب، ما يفرز هرمون الدوبامين نتيجةً لذلك، والذي يعد ناقلا عصبيا في الدماغ يرتكز على مشاعر التعلّق والإدمان والرغبة في بناء العلاقة التي تنتاب الشخص المُحب، وتُهيّئ له شعوراً عظيماً بالمُتعة والنشوة واللذّة، الأمر الذي يجعله مسروراً في علاقته وراغباً بالاستمرار بها.
ويمر الإنسان (شاب- فتاة- رجل- امرأة)، بخطواتٍ تجعله مهيئًا للدخول في علاقة حبٍّ مع شريكه، ويجب على المرء أن يُدرك ويعي معنى الحب الحقيقي الصادق، وبالتالي لا يشعر بالخوف والقلق من هذه المشاعر التي قد تكون مُعقّدة وعظيمة إلا أنها في النهاية سبب لسعادته واستقراره، كما يجب التحقق من مشاعر الشخص المُحب، وتقييم العلاقة جيّداً قبل الخوض بها، وعدم التسرّع والدخول في العلاقات لمجرد الرغبة بوجود حبيبٍ في حياته.
وهناك مسألة في منتهى الأهمية- بحسب موقع موضوع دوت كوم- وهي قيمة العثور على الحبيب الحقيقي؛ إذ يُمكن العثور على الحبيب الحقيقي والدخول في علاقة حبٍ ناجحة بعد تقييمها جيّداً، من خلال الانفتاح على الآخرين، والتعامل بشكلٍ صريحٍ ومُريحٍ وواضحٍ، وتجنّب إخفاء المشاعر والتكتّم عليها. تقبّل فكرة دخول حبيبٍ جديد وشخصٍ مميز في حياة المرء، والنظر للأمر ببساطةٍ، وتجنّب تضخيمه، ووضع شروطٍ أو مُتطلّباتٍ لقبوله.
وفي هذا الإطار، هُنالك عدّة أسبابٍ للوقوع في الحب والدخول في علاقات مع الآخرين، أبرزها التشابه في الفكر والاعتقاد والسمات والمُعتقدات الشخصيّة التي تمثل عامل جذبٍ قويّ يُقرّب الطرفين من بعضهما.. أيضا هناك الجاذبيّة الشخصيّة التي يتمتع بها الحبيب، والتي قد تركز على نُبل مشاعره، وقوة إحساسه بالطرف الآخر، وكذلك المظهر الخارجي الأنيق الذي يُعجب الشريك، أو امتلاكه سماتٍ شخصية مميّزة ومرغوبة لديه.. ومن هنا ينشأ الإعجاب المتبادل بين الحبيبين، والذي قد يتطور مع الوقت وينمو للشعور بالحب بعد التعرّف أكثر على بعضهما.
ويشير المختصون إلى أن هناك مراحل للحب منها: الافتتان والانجذاب للمحبوب: وتتلخص في السعادة الغامرة التي تنتاب المرء عند التواجد برفقة حبيبه، الأمر الذي ينعكس على تصرّفاته أو حتى إحساسه الداخلي، وبالتالي قد يشعر بالحيويّة، والدهشة، أو الأرق، وعدم القدرة على النوم جيّداً من شدّة حماسه وبهجته وسروره.
ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن الحب ينضج مع الوقت ويبدأ الشخص المُحب بالالتزام أكثر اتجاه العلاقة، ويشعر بالحاجة للقبول والدعم العاطفيّ من شريكه ويُبادله الاحترام والهدوء والعطف والرعاية، وهنا تبدأ العلاقة بالاستقرار أكثر.
وتظهر علامات الوقوع في الحب بشكلٍ واضح ويصعب السيطرة عليها وإخفاؤها، فتُترجم على شكل علامات واضحة أبرزها السعادة برفقة المحبوب والرغبة بإرضائه وجعله مسروراً دائماً، ومُشاركته المشاعر في السرّاء والضرّاء والتأثر بأحاسيسه باستمرار، والاشتياق للمحبوب وفقدانه بين الحين والآخر والرغبة برؤيته والالتقاء به متى ما سمحت الفرصة، والرغبة في التعرّف على الحبيب أكثر، وعدم الاكتفاء بالمعلومات القليلة عنه، بل الشعور بالشغف والاهتمام الكبير به.