يا أيّها القابضُ بكفّيهِ خيوط الوفاءِ لِمَ قطعتَ حبلَ الودِّ في هذهِ الليلةِ !؟ أَسَرَتْ إليكَ هذهِ الحمّىٰ فتعلّمتَ خلفانَ المواعيدِ !؟ تركتني في حيرتي أقلِّبُ رموشَ السهدِ علىٰ جمرِ الانتظارِ ، تعالَ نستعيد ذكرياتِنا المُستباحة لنحيي هذهِ العشية بالأشواقِ بالدموعِ بكلِّ انفعالاتِ لقائنا البِكْرِ تعالَ نتّحد سويةً بالرؤى بالأملِ باستنشاقِ النسيمِ لنحلقَ في فضاءآتِ النشورِ ونعزف للظلال نشيدها كُنْ أو لا تكون..
سأطلقُ أجنحةَ الخيالِ مسافراً نحوَ الأفقِ البعيدِ وأرخي حبالَ التوقِ لكُلِّ الاتجاهاتِ فبُعدكَ قربٌ وطيفُكَ حاضرٌ في تفاصيل المكانِ ضياءُ عيني يرسمُ ضحكات عينيكَ وابتسامتُكَ تشبهُ وَهَجَ الشموعِ لا بأسَ فلننسجَ من هذا السديمِ سجاداً علىٰ أديمِ صحراءِ الوحشةِ نحيلها مروجاً خضراءَ كما كُنّا نمشّط خيوطَ الشمسِ علىٰ أكتافِ النهار، هيّا دَعِ القلبَ يخفقُ فقدْ أعيانا السكونُ ، هيّا لنمزّقَ أشرعةَ القهرِ نكسر قيدَ الفتور نرتدي ألوانَ الحبورِ نرفلُ بالقربِ ونطوفُ عليه.
_______________________
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
العِراق- بَغْداد