كتب- سالم عبد الغني:
(الخوف يلازمهن والمتحرشون يطاردونهن).. هكذا تنال المرأة (نصيبها الأسود) من تفشي فيروس كورونا، ومن ثم تتضاعف معانانها وتتزايد مسؤولياتها، بدل أن تنعم بدفء العيش، ومُتعة الحياة، في ظل استقرار عائلي فرضته ظروف الجائحة.
كانت بنات حواء يأملن أن يجدن الخير في باطن الشر، لكن صدمتهن كانت أدهى وأمرّ.. وهكذا قدرهن، وقسوة المجتمع المعتادة عليهن. حيث قال خبراء وباحثون إن العنف والتحرش الجنسي ضد المرأة زاد بنسبة كبيرة بعد انتشار فيروس كورونا وأن هذه الزيادة جاءت داخل المنزل وخارجه، مؤكدين أن البقاء في المنزل وكثرة استخدام الإنترنت ساهم في زيادة أعمال التحرش.
وقالت هانيا الشلقاني أستاذة الأنثروبولوجيا بمركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية في ندوة (لازم نتكلم: التنشئة الأسرية والتحرش) أمس، إن دور الأم والأسرة أصبح قاصرًا وغير كاف في مواجهة الجائحة، مؤكدة أن التوعية يجب أن تركز علي بث الثقة عند الصغار، وخلق قنوات ومساحات كبيرة للحوار، خاصة بين الوالدين والأم والأبناء.
ولفتت إلى أهمية دور المؤسسات الأخري، وخاصة وسائل الإعلاوأيضًا المجتمع المدني، مبينة أن الصورة الذهنية النمطية للمرأة عند الرجل في المجتمع تجارية وإعلانية، أكثر منها إعلامية وحقيقية.
وقالت د.فاطمة خفاجي منسقة النساء العربيات من أجل العدالة والتضامن، إن التغيرات التي يشهدها المجتمع المصري جزء من التغييرات في العالم، لكن مع الوضع بالاعتبار، أن بعض الشباب يرفضون سلوكيات المتحرشين ويعتبرونها غريبة عليهم.
وقالت سارة عزيز مديرة مؤسسة ” الأطفال في أمان”، إن تفشي كورونا أدى لزيادة التنمر والتحرش والعنف، فيما نوَّه السفير ريشاردوني رئيس الجامعة الأمريكية بأن الصمت علي أعمال العنف والتحرش جريمة، ولابد من كشف هذه السلوكيات المقيتة، مؤكدًا أن “لازم نتكلم” حركة مجتمعية وليست نسائية، وأنها ستشمل جميع أطراف ومؤسسات مكافحة التحرش ومواجهته.
زر الذهاب إلى الأعلى