مقالات

نحو تعلم حديث وتفاعلي لبناء جيل مُبدع ومُبتكر  (بقلم: شيرين مصطفى- مصر)

إن الطريقة التقليدية للتعليم كثيراً ما تعرضت لانتقادات عديدة ، ومن هنا تم توجيه القبلة إلى التعلم التفاعلي أو الحديث أو النشط والذي يحقق بناء المعلومة والشخصية معاً للطالب وبنفس الوقت يحقق المتعه اثناء التعلم وهو الأمر الذي يجذب الطلاب على اختلاف أعمارهم، ويحقق الأهداف المرجوة تربوياً وتعليمياً.

وللتعلم النشط عدة أشكال كما يمكن تطبيقه فى أى تخصص بشكل عام حيث ينخرط الطلاب فى أنشطة عديدة تتضمن الكتابة أو التحدث أو التفكير أو حل المشكلات، حيث تتراوح مناهج التدريس في التعلم النشط بين كتابة اللوحات وحل المشكلات والمناقشات المزدوجة إلى التعلم المنظم القائم على الفريق.

ما هي فوائد التعلم النشط وأدواته وعناصره ؟ وما برامج عمل التعلم التفاعلي ودور المعلم في ذلك؟ وكيف يمكن تحقيق هذا النوع من التعلم في ظل جائحة كورونا ؟ هذا ما سوف نتناول عبر ثلاثة محاور رئيسة.

أولاً- فوائد التعليم التفاعلي أو الحديث وعناصره:

يعمل التعليم التفاعلي أو الحديث أو النشط على تحسين نتائج الطلاب وتحصيلهم العلم وبناء مخزون من المعلومات من خلال تنمية وتحسين مهارات التفكير النقدى لدى الطلاب من خلال مراقبة إجابات بعضهم البعض، مع تعزيز القدرة على الاحتفاظ بالمعلومة الجديدة ونقلها وزيادة الحافز لدى المتعلمين وتنمية المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين لأنه تعليم قائم على التفاعل، مع زيادة الخبرة لدى المتعليمن حيث التدريب العملى والتكامل والنشاط التعاونى ضمن التعليم التفاعلى أو الحديث.

ويقوم التعليم التفاعلي أو الحديث على عناصر رئيسية يفترض تواجدها عند تطبيق هذا النمط من التعليم تتمثل في التفكير بشكل مستقل في السؤال الذى يطرحه المعلم ويتم منح وقت كافٍ لتكوين الاجابة مع تشكيل مجموعات ثنائية أو أكثر لمناقشة أفكارهم والتعبير عنها والإطلاع على وجهات النظر في المجموعات الأخرى.

وتتضمن أيضاً المشاركة في الأنشطة والإستجابة للأسئلة لتعزيز وصول المعلومة بشكل سهل، مع استعادة المعلومات، والأفكار والمفاهيم خلال الحياة اليومية للطفل أو الطالب ويلعب الأهل والمعلمون دوراً في تعزيز تلك الاستعادة للمعلومات خارج أوقات التعليم، دون أن يكون ذلك مرهقاً للطالب.

ثانياً- برامج عمل للتعليم التفاعلي أو الحديث ودور المعلم في ذلك:

من أهم الاستراتيجيات المتبعة فى تطبيق هذا النوع من التعليم المناقشة الجماعية بين الطلاب وتوضيح أفكارهم ووجهة نظرهم أو استراتيجية الكتاب السريعة حيث يسمح للطلاب بالرد كتابياً على الأسئلة أو الفكرة المطروحة عليهم خلال خمس دقائق لمعرفة حجم إنجاز الواجبات المنزلية أو اشراك الطلاب في الموضوع الذى سيتم تدريسه وتوفيره الفرصة للطلاب لإستخدام معلوماتهم المسبقة حول موضع ما.

كما أنه من بين برامج العمل للتعلم التفاعلى أو التشاركى أو الحديث دعوة الطلاب إلى التصويت على أفضل تفسير أو إجابة على الأسئلة، ثم يمنحون فرصة لمناقشة أفكاره مع زملائهم، إلى جانب ذلك توجد استراتيجية الاختبارات الفردية أو الجماعية للطلاب والبانوراما، حيث يوزع الطلاب فى مجموعات صغيره لقراءة المعلومات ويقرأ كل طالب جزءاً من المادة ثم يشارك في تلك المعلومات مع بقية مجموعته، وأثناء ذلك يتم توجيه الأسئلة لهم ومناقشتهم وتبادل وجهات النظر فيما بينهم.

 وهنا يكون للمعلم دور القائد حيث يستخدم الايماءات والابتسامات والحركة والتمثيل لإدارة الطلاب، وقد يستعين في ذلك بالمساعدات السمعية والبصرية واستخدام مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة لتوظيف المفردات في الجمل والحالات والحوارات.

 

ثالثاً- التعلم الحديث أو التفاعلى عن بعد فى ظل جائحة كورونا:

وفى النهاية يمكن القول بأن التعليم التفاعلى أو النشط أو الحديث أو التشاركى ليس مجرد رفاهية بل هو ضرورة لتنمية مهارات التفكير والابداع لدى الطلاب والتخلص من التلقى والتحصيل الدراسي فقط.. ومن هنا نقوم ببناء شخصية المتعلمين ومخزونهم من المعلومات، ويساعدهم هذا على المحاورة والمناقشة وتبادل الآراء ما يجعلهم يشعرون بدورهم الفاعل فى العملية التعليمية.

وفى النهاية ونظراً لظروف جائحة كورونا قد يقتضى الأمر تطبيق التعليم التفاعلى عن بعد حيث استخدام المنتديات الفرعية المغلقة أو الخاصة عن طريق تصنيف الطلاب إلى مجموعات صغيرة ومناقشتهم السؤال خلال فترة محددة.

  ويتم ذلك كله عبر العالم الافتراضى والإنترنت، مع التأكد من إمكانية وصول الطلاب إلى التكنولوجيا الموثوقة والمواقع المناسبة، مع مراعاة القدرات البدنية والعقلية للطلاب، ومن المفترض أن يجرى المعلم فى الفصل الدراسى عبر الانترنت إختباراً لكل نشاط يخطط لإستخدامه قبل جلسة الفصل الدراسى ويفضل أن يكون ذلك مع مصمم تعليم متخصص أو ذوى خبرة فى هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى