نعم يوم 25 يناير من كل عام، سوف يظل ملحمة كفاح ورمز التضحية والشرف والكرامة، بطلها الشرطه المصرية.
في الخامس والعشرين من شهر يناير من كل عام، يحتفل الشعب المصري بـ«عيد الشرطة»، لكن كثيرون لا يعرفون مرجعية الاحتفال في هذا اليوم تحديدا، والذي يحمل هذا العام الرقم التاسع والستين.
وتحتفي وزارة الداخلية بهذه الذكرى العظيمة في احتفالية ضخمة يحضرها رئيس الجمهوريه وعدد كبير من القيادات الرسمية والشخصيات المهمة بالداخلية وأكاديمية الشرطة، التي يجرى فيها تكريم شهداء الشرطة، وعدد من القيادات الأمنية.
يخلد الاحتفال بعيد الشرطة في هذا اليوم، ذكرى معركة الشرطة مع الاحتلال البريطاني في مدينه الاسماعليه منتصف القرن الماضي عام 1952، بعد رفض معاهده ٣٦ من قبل النحاس باشا رئيس الحكومة المصريه في ذلك الوقت، أصروا على المواجهة بأسلحة بدائية وتقليدية، بينما كان العدو مدججا بأحدث الأسلحة، وأكملوا في طريقهم، حتى كبدو العدو خسائر فادحة، رغم قلة العدد والعتاد وبأصرار من أفراد الشرطه من ضباط وجنود عدم تسليم أسلحتهم لقوات الاحتلال.
حدث ذلك فى يوم 25 يناير عام 1952؛ إذ أصرت قوات الشرطة بالإسماعيلية على خوض المعركة، وصد توغل قوات الاحتلال الإنجليزي، وسعيهم للسيطرة على المدينة، ودارت معركة طاحنة سقط خلالها 50 شهيدا و80 جريحا من رجال القطاع، في ملحمة دخلوها اختيارا وليس اضطرارا، و رفضوا الانصياع لإنذار قائد القوة الإنجليزية لإخلاء المكان.
كانت قوة الاحتلال البريطاني مدعومة بالدبابات والعربات المصفحة، وحاصرت قسم شرطة الإسماعيلية، ومبنى المحافظة، بأكثر من 6 آلاف جندي إنجليزي، مزودين بالأسلحة، بينما كان عدد قوات الشرطة في المقرين المذكورين لا يتجاوز الـ400، ودارت معركة ملحمية رفضت القوات في أثنائها إخلاء المكان، أو الانسحاب، وأصرت على إكمال معركة غير متكائة في العدد أو السلاح، وواجهوا قوات الاحتلال بالبنادق، بينما واجهتهم قوات الاحتلال بالمدافع والأسلحة الثقيلة.
واستمرت المعركة لأكثر من ساعتين لم تستسلم خلالها قوة الشرطة، حتى سقط 50 شهيدا و80 جريحا.
وعقب انتهاء المعركة باستشهاد قوة الشرطة، أبدى الجنرال الإنجليزي إكسهام، إعجابه بشجاعة المصريين، قائلا: «لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا كذلك بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا»، وأدى جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام، التحية العسكرية لطابور الرجال المصريين عند خروجهم من دار المحافظة، ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم النادرة». ومنذ ذلك التاريخ وهذا التاريخ هو عيد للشرطه لانه يوم التضحيه وملحمه من الشرف والشجاعة الي ان جاء يوم 25 يناير 2011 تكرر الحدث مره اخري بأخلاق الشكل والمضمون ولكن للاسف كان العدو ليس خارجيا بل من الداخل.