مقالات

محمد ناجي المنشاوي يكتب: البروباجندا الصهيونية بين الدعم والهيمنة !!

  شف طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر 2023 عن حقائق غابت أو لم تعط الاهتمام الأكبر والجاد من قبل الوعي العربي لتفسر لنا أسرار الانحياز الأوربي والأمريكي لكل مايرويه الكيان الصهيوني من أكاذيب مهما كانت درجة فجاجتها وعدم معقوليتها رغم حمامات الدم والإبادة الجماعية للمدنيين العزل من الفلسطينيين تلك الموثقة بالصوت والصورة.

وقبل ذلك كله ذلك التصدير الاحترافي الذي قام به الكيان الصهيوني لمزاعمه الستة الرئيسة إلى الوعي الأوربي عامة والأمريكي خاصة لتبرير الاحتلال الصهيوني للأرض العربية الفلسطينية تلك المزاعم التي استقرت بثبات في الوعيين الأوربي والأمريكي والمتصهينين في كل مكان وتتلخص تلك المزاعم في ( جمع الشتات اليهودي /والأرض بلاشعب والشعب بلا أرض / والمخاطر المتربصة بالكيان الصهيوني من قبل العالم العربي والإسلامي / وأسطورة الأرض الموعودة / ويهودية الدولة على زعم أنها دولة دينية لا قومية علمانية عنصرية في حقيقتها /والهولوكست (المحرقة مظلوميتهم الأبدية ).

بالإضافة إلى مزاعم اخرى فرعية تشكل في مجموعها الفكر الصهيوني وكان لا يمكن لهذه المزاعم أن ان يكتب لها الذيوع والانتشار والثبات في الوعي العالمي الأمريكي والغربي ومن يدور في فلكهما لولا الدعم اللامحدود في مساحته وطاقته وإمكانياته من قبل اللوبي اليهودي الصهيوني الذي يضم أثرياء الصهاينة ذوي الأرصدة المالية الفلكية عددا والمالك أصحابها للمؤسسات والشركات الإعلامية الكبرى من صحافة وإذاعة وتليفزيون والشبكات العنكبوتية (الإنترنت) والسينما والمسرح بكل ما يقف وراء ذلك كله من شركات الإنتاج المرئي والمسموع والمقروء وشراء ذمم أكاديميين وباحثين وسياسيين وغيرهم.

وبالطبع وراء ذلك خطط استراتيجية دقيقة عكف وتوافر عليها المفكرون والأدباء والإعلاميون والأكاديميون والقادة السياسيون صناع الصهيونية واختلاق دولة إسرائيل، والتخطيط الواعي يتبعه نجاح واسع متى وجد الوسائل والإمكانات المعينة معنوية كانت او لوجستية وهذا ما حدث بالفعل فمنذ المؤتمر الصهيوني الأول المنعقد في سويسرا عام 1897م برئاسة هرتسل كانت اهم توصيات المؤتمر الملزمة للتنفيذ الفعلي هو ضرورة امتلاك الدولة الصهيونية للإعلام العالمي بكافة صوره والهيمنة عليه لضمان نجاح الفكرة الصهيونية.

وبالفعل تحقق لهذه العصابة السياسية ماخططوا له إذ قامت خمس كيانات إعلامية كبرى يتفرع عن كل كيان عدد من الشركات الإعلامية يملكها او يديرها او يتراسها واحد من العصابة المالية الصهيونية واضعا كل ما يملك تحت امر الفكر الصهيوني ومن اهم تلك الكيانات الشركة الأكثر شهرة في محيطنا العربي على اعتبار أنها منتجة أفلام سينما الأطفال الكارتونية (توم وجيري ) ويتراسها اليهودي (مايكل ايزنر ) ثم شركات الملياردير اليهودي الأسترالي الأصل (روبرت مردوخ ) وتعد شركته (فوكس ) في مؤسسته الإعلامية الأشد خطرا بين شركاته الإعلامية المتعددة لكونها التي تقوم بالإشراف على النشاط السينمائي والتليفزيوني في أمريكا فاي فيلم يمكن ان ينتصر للقضايا العربية وسط هذه الهيمنة الصهيونية ؟!!

وكذلك شركة (امريكا اون لاين ) ويتراسها اليهودي (جيرالد ليفين ) وهي الأكبر من نوعها في امريكا كما يتراس اليهودي ( إدجار برونفمان ) شركة (يونيفرسال ستوديوز ) ويمتلكها ايضا كما يتراس اليهودي (سومنر ريد ستون ) شركة (فياكوم ) علاوة على ذلك هذا التغلغل الصهيوني الإسرائيلي في ادق مفاصل وخبايا واركان السياسة الامريكية والموجه لها والمهيمنة عليها وهي (اللجنة الأمريكية للقضايا الإسرائيلية العامة ) المعروفة بـ(إيباك ) والتي يصعب التصدي لها وفضح اساليبها إذ لم يتصد لها بجرأة سوى أستاذين جامعيين أمريكيين هما ستيفان والت من جامعة هارفارد وجون ميرشيمر من جامعة شيكاغو.

قام الأستاذان بفضح أساليبها في خدمة الصهيونية على حساب سمعة الخارجية الامريكية كما استجد على الساحة الامريكية قوة جديدة داعمة للكيان الصهيوني وهي ماتعرف ب (المسيحية الصهيونية ) التي تسعى لتغييب العداء التقليدي بين اليهودية والمسيحية ومحوه من التاريخ فقد راحت تدعم فكرة (إن إسرائيل قد منحت عطية وهبة من الله إلى الشعب اليهودي ).

ومن ناحية أخرى، يمتلك الكيان الصهيوني في الارض الفلسطينية المحتلة شبكة جهنمية وآلة إعلامية شديدة الاحتراف وظيفتها الأساسية تثبيت المزاعم الصهيونية وبث الخوف في نفوس الفلسطينيين عن طريق شن حروب نفسية متصلة وتلفيق الاكاذيب وتبييض وجه الكيان المجرم المختلق لروايات كاذبة ومتناقضة لإرباك الوعي العالمي وتصنيع مفاهيم مغلوطة على اعين اكاديميين يهود وغير يهود من ذوي الذمم الفاسدة لتزييف الوعي وتضخيم الذات الصهيونية وجيشه الذي يضم العنصريين من شتى بقاع الأرض بزعم انه القوة التي لا تقهر لدولة يهودية دينية بينما في الواقع هو كيان قومي عنصري علماني لا علاقة له باليهودية سوى الأقلية القليلة اليمينية المتطرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى