ملفات

المعرفة العلمية   (إعداد: شيماء قنديل- مصر)

إن العلم والمعرفة أصبحا -وبشكل متزايد- أساس القوة والغنى والتقدم على المستويين الفردى والجماعي، باعتبار أن مقياس القوة والغنى والتقدم هو الاندماج فى الحضارة العلمية، والأخذ بمعطيات الثورة المعلوماتية.

إن فهم العلم يجعل المواطنين أكثر استنارة ودعماً للمشاركة الديمقراطية. أى أن المواطنين الذين يفهمون كيفية إنتاج المعرفة سيكونون مستهلكين دقيقين للمطلبات العلمية. فالعلم ليس فقط مجموعة من المعارف بل هو أيضاً وسيلة للحصول على المعرفة، وأحد الأسس الهامة لتعلم العلوم هو فهم الطلاب لطبيعة وهيكلة المعرفة العلمية والعمليات التى بواسطتها يتم تطوير هذه المعرفة.

فالمعرفة العلمية هي الجانب المعرفي للعلم وهى نتاج التفكير والبحث العلمى الذى يتوصل إليها الباحثون “العلماء” عن طريق الملاحظة والاستقصاء والبحث والتجريب. وهى تتصف بالقدرة على وصف الأحداث والظواهر والتحكم بها  وتعتبر المعرفة العلمية مهمة وقاعدة أساسية فى تدريس العلوم وتعلم الطلبة لبناء المعرفة وخلفية ضرورية للتقدم العلمى والتكنولوجى فهى الأساس القوى الذى يستند إليه صرح العلم وبنيانه.

ولقد أكد علماء التربية على أن أساسيات المعرفة هى أحد الحلول التى قد تكون فعالة لمواجهة تحديات العصر والبعد عن الجزئيات، ويروا كذلك أن التأكيد على أساسيات المعرفة يعنى التأكيد على المفاهيم والمبادئ التى تشكل هذه المعرفة، والتى فى ضوئها يمكن فهم العديد من الحقائق الجزئية لمجال معين.

ولهذا اعُتبرت المعرفة العلمية هدفاً فى التربية العلمية وتدريس العلوم التى تسعى لمساعدة الطلبة على بناءها واكتسابها بصورة وظيفية، وبالتالى فإن المعرفة العلمية التى يتلقاها الطالب ليست للإجابة عن الأسئلة فحسب، بل لابد لها من أن تؤدى إلى تعديل فكره ، ووجدانه وسلوكه، وكذلك ينبغى أن تكون وثيقة الصلة والفائدة فى حياتهم الشخصية ومشكلات المجتمع بكل أبعاده حتى لا يشعر المتعلم “الطالب” أن ما يتعلمه ليس شيئاً غريباً أو منفصلاً عنه، بل يساعده على فهم بيئته وما يحيط به من أشياء وحوادث وظواهر. فإنه عندئذ يتوقع أن يُقبل على تعلم العلوم برغبة ودافعية فيسهل تعلم وبناء ما يعرفه.

لذا يجب التركيز في التعليم على جعل المتعلم دائم التساءول والبحث من أجل أن يصل إلى توليد المعرفة لديه بدلاً من تلقيها وحفظها جاهزة.

تعني المعرفة في أبسط معانيها تصوراً عقليا لإدراك الشيء بعد أن كان غائباً، فهي ذلك الرصيد الواسع والضخم من المعلومات والمعارف التي استطاع الإنسان أن يجمعها عبر التاريخ، بحواسه وفكره. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: (المعرفة الحسية، المعرفة الفلسفية، المعرفة العلمية).

كما اعتبرت المعرفة سلسلة أو هرماً يبدأ بالبيانات فالمعلومات فالمعرفة، وفيما يلى شرح للمصطلحات السابقة:

( البياناتData ، المعلومات Information ، المعرفةKnowledge   ).

      البيانات Data: هى مجموعة من العناصر أو القيم التى لا تعطى معنى واضحاً لأنها غير معالجة أو مرتبة أو منظمة بطريقة تساعد على فهمها.

      المعلومات  Information: هى البيانات المعالجة التى يستطيع أن يفهمها الانسان لأنها تؤدى إلى زيادة الحصيلة المعلوماتية للفرد إما عن طريق إضافة حقائق جديدة أو تأكيد حقائق سابقة أو تعديل على حقائق سابقة.

      المعرفةKnowledge   : هى القرار أو العمل الذى يعتمد على المعلومات، فالمعرفة مرتبطة بالسلوك الانسانى وتعامله مع المعلومات بطريقة أخرى.

 وتعرف المعرفة العلمية بأنها تلك المعرفة التى تصل إلى درجة عالية من المصداقية وتكون قائمة على الأدلة والبراهين وبناءً على ذلك تنقسم المعرفة إلى ثلاث أنماط أساسية هى:(معرفة علمية، معرفة غير علمية، معرفة لا علمية ).

  1. المعرفة علمية Scientific Knowledge : ويقصد بها تلك الأفكار والتصورات والمعاني التى يتم اكتسبها بطريقة منظمة باستخدام المنهج العلمى الذى يقوم على الملاحظة والبحث والتجريب، وتهدف هذه المعرفة إلى فهم الظواهر فهماً دقيقاً، وتمثل العلوم المختلفة – الطبيعية والاجتماعية – نموذجاً لهذا النمط من المعرفة.

  2. المعرفة غير العلمية Scientific Knowledge Non- : هذا النمط من المعرفة لا يتناقض مع المعرفة العلمية ولكن يتكامل معها، فالمعرفة العلمية هى معرفة علمية منظمة ومنطقية ولكن المنهج العلمى بخطواته المعروفة لا تستخدم فى تحصيلها، وإنما تكتسب هذه المعرفة بطرق أخرى حسب الموضوع أو الظاهرة المحددة.

  3. المعرفة اللاعلمية Scientific Knowledge – Anti : ويقصد بالمعرفة اللاعلمية تلك الأفكار والتصورات المناقضة للعقل والمنطق السليم، فهى معرفة على النقيض تماماً من المعرفة المنظمة، فالإنسان لا يكتسبها بالمنهج العلمى، كما لا يفسر الظواهر تفسيراً منطقياً وإنما يفسرها تفسير يفتقر إلى الرشد والعقلانية.

____________________

المراجع:

زيتون، عايش محمود (2010). الاتجاهات العالمية المعاصرة في مناهج العلوم وتدريسها. القاهرة: دار الشروق.

السالم، مؤيد سعيد(2002). تنظيم المنظمات-دراسة فى تطوير الفكر خلال مائة عام. عمان، الأردن: دار الكتاب الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى