نيللي النحاس تكتب: خدعوك فقالوا.. شخصيتك من كفّك !!

خدعوك فقالوا (شخصيتك من كفك).. ففي البداية دعونا نعرفهم ما هي الشخصية من منظور نفسي واجتماعي؛ فقد عرَّفها عالم النفس نورتن بريس بأنها (المجموع الشامل لخصائص الفرد والاستعدادات البيولوجية الموروثة والخبرات والأنماط المكتسبة من البيئة الخارجية).. كما عرفها عالم الاجتماع أوجبرن ونيمكوف بأنها  (التوافق والتكامل النفسي والاجتماعي للسلوك الإنساني).

إذن الشخصية هي مجموعة الصفات التي تضم جميع الأنماط السلوكية والجسمية والاجتماعية والانفعالية، وكل تلك الأنماط يشترك فيها العوامل الوراثية والاجتماعية والثقافية الناتجة عن خبرات مرت بحياة الإنسان علي مدار حياته.

 ومنطقيا؛ لا يمكن أبدا تفسيرها أو تحليلها في لمح البصر بمجرد نظرة إلي وجه الإنسان أو حتى إلي كف يده كما يدَّعي بعض المنجمين والمكذبين؛ فكل شيء في الكون خاضع لمنظومة كونية وإلهية وعلمية.

وإليكم تجربتي مع إحدي الشخصيات التي تدَّعي قراءة الشخصية وتحليلها من خلال الكف؛ فقد ثبت لي بالدليل القاطع أنه ما إلا وهم يبيعونه للناس تحت مسمي تحليل الشخصية من الكف، فعلميًا تحليل الشخصية لا يكون إلا عن طريق اختبارات علمية مثل (اختبار انياجرام) أو (التساعية النفسية) الذي يهدف إلي فهم شخصية وطريقه تعامل الناس مع بعضها.

 ويتناول هذا الاختبار تسع شخصيات داخل الإنسان تظهر وفق الموقف وأيضا العديد والعديد من الاختبارات مثل (اختبار DISC) الذي يقوم بتحليل أربعة ملامح للسلوك و(اختبار تحليل الذات) أكثر استخدامه للمساهمين في المناصب الإدارية و(اختبار الإنتاجية – اختبار القيادة)، (اختبار المزاج) يحلل أربعة أنواع من المزاج وأخيرا اختبار (المحاكمة المنطقية).

خلاصة القول؛ من الأهمية بمكان أن أؤكد لكم، أنَّ كل ما لا يخضع لأسس علمية، وطرق منهجية في التحليل أو التشخيص، فهو باطل وغير مُقنع.. والأمر المنطقي أنه لا يمكن معرفه تحليل شخصية الإنسان الذي بناها في سنين، من مجرد لحظات بقراءة خطوط كَف.. حتى لا ننساقَ وراء مُخرِّفين ومُخرِّبين للعقول!!