ملفات

عدوان إسرائيلي ممنهج.. وسجل أسود في حقوق الإنسان!! (بقلم: علي الحاروني)

لقد أصدر مجلس حقوق الانسان التابع لهيئة الأمم المتحدة منذ تأسيسه 95 قرار إدانة ضد إسرائيل، فيما أصدر 142 قراراً لإدانة دول أخرى فى العالم.. وتمشياً مع ذلك، أصدر هذا المجلس تقريره السنوي لعام 2021م لحقوق الانسان والذي انتقد فيه انتهاكات الجيش الإسرائيلى في قطاع غزة في مايو 2021م وارتكابه ممارسات ترقى لمستوى (جرائم حرب) ومخالفات للقانون الدولي أثناء العملية العسكرية الأخيرة فى غزة والتي دمرت إسرائيل خلالها نحو 14 ألف وحدة سكنية وقتلت خلالها نحو 250  فلسطينياً بينهم أطفال.

هذا علاوة على استخدام القوة المفرطة ضد المدنين ومخالفة القانون الانسانى فى اغلاق معابر غزة وتمشياً مع ذلك فيمكن القول أن تقرير مجلس حقوق الانسان العالمى ومطالبته بإجراء تحقيق دولى مع إسرائيل هى بالأساس خطوة تعكس إستيقاظ الضمير العالمي وشعوره بحجم الإجرام الذي تمارسه إسرائيل وهو ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيوغوتيريسن) ومطالبته لإسرائيل بإلغاء كل الإجراءات ان المتعلقة بإغلاق المعابر التي تؤدى إلى غزة وتعد مطالبة الأمين العام برفع الحصار عن غزة هى الأولى من نوعها منذ فرض السلطات  الاسرائيلية حصاراً على القطاع فى عام 2006م وعقب فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشديده فى عام 2007م.

 

وفي محاولة ضبط الموقف وتثبيت الهدوء ومنع إندلاع عمليات عسكرية جديدة فى غزة، زار منسق عملية السلام فى الشرق الأوسط (تورونيسلاند) قطاع غزة وإلتقى بلجنة متابعة العمل الحكومي وتسليم منها مطالبة بضرورة العمل يشكل أكثر ديناميكية فى قضايا توفير الأدوية والمستهلكات الطبية وتوصيل الأموال وإعادة الأعمار وتمويل مشاريع إغاثية وتنموية.

 

 

ولعل هذه الإدانة الدولية الموثقة فى تقرير المجلس العالمى لحقوق الإنسان لعام 2021م لإسرائيل وتصرفات جيشها فى قطاع غزة هى ما استفزت سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة (جلعاد أردان) وقام بتمزيق التقرير أثناء الجلسة الخاصة التى عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لإطلاع الدول الأعضاء على التقرير السنوى الذى يعده مجلس حقوق الانسان وتضم صفحاته إنتقاداً حاداً للمارسات العدوانية للجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة ومخالفة القانون الإنسانى فى إغلاقه معابر غزة.

إضافة إلى ذلك إعترض السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة على قرار مجلس حقوق الانسان بتشكيل لجنة تحقيق عن جرائم الحرب الاسرائيلية فى قطاع غزة وإدعى بأن التقرير تجاهل جرائم الحرب التي ارتكبها (حماس) ويحاول تبييض هجمات الفصائل في غزة وتركيز الكثير من الوقت في إنتقاد إسرائيل وأن هناك تحيز ضد اسرائيل في مجلس حقوق الانسان لذا يرى السفير الاسرائيلي بأن سلة المهملات هي مصير تقرير مجلس حقوق الإنسان وقراره بالتحقيق ضد بلاده.

لاشك أن تمزيق جلعاد تقرير إدانة إسرائيل على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس السلوك العدوانى لإسرائيل فى تعاملها مع المؤسسات الأممية والدولية وعدم اكتراثها بالقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية وخاصة وأن حادثة تمزيق التقرير ليست هي الأولى لقرارات أو تقارير تصدر عن هيئات الأمم المتحدة إذا سبق فى عام 1975م أن مزق (حاييم هاتسوج) سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة آنذاك قراراً ينص على أن الصهيونية عنصرية.

ومن هنا يتعين دعم الشرعية الدولية ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وممارساتها العدوانية فى الأراضى المحتلة والتى ترقى إلى جرائم الحرب وهذه هى مسئولية المجتمع الدولى (مؤسسات ومنظمات ودول)  لاحترام القوانين والمواثيق الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى