د.البيلاوى: المجلس يبني نسقا ثقافيا مغايرا لتنشئة الطفل يمكنه من مواجهة تداعيات الجائحة.. د. بوراوي: تقرير مركز كوثر القادم عن الرقمنة كأداة لتحقيق التنمية المستدامة.. د.عزة: تقارير الرصد والشكاوى أوضحت تزايد معدلات العنف ضد المرأة أثناء الأزمة.. دحروج: نسعى في مصر إلى بناء تطوير مجتمع قائم على المعرفة.
متابعة- مصطفى خالد:
(المرأة العربية وأجندة التنمية المستدامة 2030: تحديات الرقمنة ما بعد أزمة كورونا)، هو عنوان المائدة المستديرة التي نظمها كل من المجلس العربي للطفولة والتنمية ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، أمس الأربعاء 24 فبراير2021، وذلك بحضور ما يقرب من 50 من ممثلي وممثلات المؤسسات التنموية المعنية والخبراء والخبيرات والإعلاميين والإعلاميات.
افتتح أعمال المائدة المستديرة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية مهنئا مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” على إصداره تقرير تنمية المرأة العربية السابع (2019) عن “المساواة بين الجنسين في أجندة 2030، دور المجتمع المدني والاعلام”.
ونوه البيلاوي بأن التقرير أضاف أبعادا جديدة في تناول قضية التنمية المستدامة وهي البُعد السياسي والحوكمة، والبعد الثقافي المعرفي.
وأضاف بأن هذا ما يتوافق مع مسيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية للسعى نحو بناء نسق ثقافي مغاير للتنشئة وتنمية الطفل وضمان حقوقه وإكسابه المعرفة والقدرات التي تمكنه من التعامل مع متغيرات عصره الاجتماعية والتكنولوجية في مسيرة ناجحة، وتمكنه من مواجهة تداعيات جائحة كورونا وما بعد الجائحة.
وأكد أن جائحة كورونا وما أحدثته من أزمة غير مسبوقة، قد أظهرت هشاشة النظم الصحية في أكثر بلاد العالم تقدمًاً، وأبعدت ملايين الأطفال عن مدارسهم، وعرَّضت الكثيرين منهم للتسرب والضياع من التعليم، وتسببت في تعميق فجوة عدم المساواة وغياب العدالة الاجتماعية بين التلاميذ، وأججت مشاعر الخوف والقلق، ومشاعر الشعور بالعجز لدى الأطفال، كما أنها زادت من حاجتنا إلى ثورة التكنولوجيا الرقمية.
ومن جانبها، رحبت الدكتورة سكينة بوراوي المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر” بالشراكة مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، مشيرة إلى أن هذه المائدة تُعد الثالثة ضمن سلسلة الفعاليات الوطنية الإلكترونية التي عقدها مركز “كوثر” بعد البحرين (بالشراكة مع الاتحاد النسائي البحريني) والأردن (بالشراكة مع مركز دراسات المرأة بالجامعة الأردنية) وتتناول موضوع المرأة وأجندة التنمية المستدامة، وتركز على الرقمنة ما بعد أزمة كورونا، وتتنزل جميعها في إطار مشروع إقليمي لتعزيز قدرات أعضاء شبكة “كوثر” العربية للنوع الاجتماعي والتنمية “أنجد” حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030″ وينفذ بالشراكة وبدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية أجفند.
وأضافت الدكتورة سكينة بوراوي أن المنطقة العربية زاخرة بتجارب ثرية في اعتماد الرقمنة في مجالات عديدة منها التعليم والتعلم ومناهضة العنف، إلا أن الفرصة مازالت متاحة لتنفيذ المزيد من التجارب الابتكارية المعززة لقيم المساواة بين الجنسين. كما أوضحت أن مركز كوثر سيركز في تقريره القادم، وهو الثامن ضمن سلسلة تقارير تنمية المرأة العربية، على الرقمنة حيث يشير الواقع إلى أن المنطقة العربية هي الأقل رقمنة في العالم، وأن النساء يملكن نصف مهارات الرقمنة مقارنة بالرجال رغم أهميتها كأداة لتحقيق التنمية المستدامة التي تعني التنمية الإنسانية في كل النواحي.
وكانت المائدة المستديرة قد تناولت بالنقاش عددا من القضايا الملحة، حيث تناولت المهندسة هدى دحروج رئيسة الإدارة المركزية للتنمية المجتمعية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية قضية “الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة: آليات النهوض بالمرأة في مصر”، واستعرضت من خلالها تحديات المساواة ووضع المرأة في مصر، ودور التكنولوجيا في تمكين المرأة وفق رؤية مصر 2030 التي تستهدف تطوير مجتمع قائم على المعرفة يعتمد على الوصول العادل والميسور إلى المعرفة مع مراعاة الحقوق الرقمية والمساواة والتمكين لكافة فئات المجتمع وخاصة المرأة، واعتمدت في ذلك على سياسات استباقية تسهم في احتواء آثار جائحة كورونا على مستوى الخدمات والدمج والتمكين وتقديم الحلول الابتكارية.
وقدمت أيضا مجموعة من التوصيات التي تدعو إلى بناء أنظمة استجابة ومتابعة مستدامة للأزمات وأهمية التنسيق والتكامل بين كافة الشركاء علي المستوي الوطني والدولي، فضلا عن التوسع في برامج التعليم والتشغيل عن بعد، وضرورة تبني مباديء الاستدامة وادارة المخاطر والأزمات في السياسات التشغيلية ونماذج الأعمال مع التركيز علي المشروعات الخضراء.
في حين عرض الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق وأستاذ الهندسة الالكترونية ورقة عمل حول “تجارب اعتماد الرقمنة فى تعليم الفتيات لمواجهة جائحة كورونا”، وركز خلالها على التعليم ما قبل جائحة كورونا، وما تعرض له من ارتباك أثناء الجائحة، حيث تشير التقديرات إلى أن 24 مليون طفل معرضون لخطر التوقف عن الدراسة، مع ارتفاع نسب العنف وارتفاع نسب عمل الأطفال، وانقطاع الخدمات الداعمة للأطفال ذوي الإعاقة.
ولفت إلى أن مصر استجابت لتلك التحديات من تشجيع التحول نحو التعليم الهجين، وإنشاء أكبر مكتبة رقمية لجميع المراحل الدراسية عن طريق بنك المعرفة المصرى، مع تعزيز تنمية المهارات الرقمية لتمكين الطلاب والمعلمين من استخدام التكنولوجيا بشكل فعال لدعم العملية التعليمية، ورغم ذلك فهناك آثار تعليمية واجتماعية بسبب الجائحة أسهمت في وجود فجوات بين الجنسين ما تسبب في الحد من فرص الفتيات في التعليم بسبب الفقر والأعراف والممارسات الثقافية وضعف البنية التحتية والعنف والهشاشة.
وطالب برسم رؤية مستقبلية تعتمد على كبح انتقال الفيروس والتخطيط الشامل لإعادة فتح المدارس، وحماية تمويل التعليم والتنسيق من أجل تحقيق التأثير المنشود، ووضع تصور جديد للتعليم وتسريع التغيير ا لإيجابي في أساليب التدريس والتعلم.
بدورها، تناولت الدكتورة عزة كامل رئيسة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية Act ، في عرضها موضوع (الآليات الرقمية لمناهضة العنف القائم علي النوع الأجتماعي خلال وما بعد كورونا)، فقد تطرقت إلى واقع العنف الممارس على المرأة في ظل جائحة كورونا، حيث كشفت تقارير الرصد والشكاوي إلى تزايد معدلات العنف الأسري أثناء الجائحة، الأمر الذي غير من حياة النساء والفتيات بشكل جذري.
ورغم ما قامت به الدولة المصرية من جهود مع وجود منصات أمان وحماية للمرأة إلا أن الأمر يحتاج في ظل جائحة كورونا إلى ضمان تلبية الاحتياجات الخاصة للنساء ولا سيما الأكثر تعرضاً للخطر، وذلك من خلال وضع أطر فعالة للرصد والإبلاغ، وإسناد أدوار قيادية للنساء في الاستجابة لجائحةCOVID-19.، والنهوض بنظم الحماية الاجتماعية بما في ذلك للنساء، وتقديم الاستشارات وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي عن بعد، وضمان حصول النساء لا سيما النازحات داخلياً واللاجئات والمهاجرات على خدمات الرعاية الصحية، وتطوير برامج وأدوات التعلم عن بعد بما في ذلك للنساء والفتيات في الفئات السكانية التي يصعب الوصول إليها.
وكانت المائدة – التي أدارتها الإعلامية اعتدال مجبري مديرة مركز التدريب الإعلامي بمركز كوثر – قد تضمنت تقديم تجربة المجلس العربي للطفولة والتنمية في اعتماد الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة ومواجهة تداعيات جائحة كورونا التي قدمها المهندس محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس، مستعرضا نموذجه الجديد في التنشئة “نموذج تربية الأمل” من حيث ركائزه وقيمه وتطبيقاته عبر مجموعة من المشروعات الاستراتيجية، كما تطرق إلى جهود المجلس في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.
كما قام أحمد عبد الناظر مدرب وخبير في قضايا السكان والتنمية بمركز “كوثر” بعرض تقرير تنمية المرأة السابع عن المساواة بين الجنسين في أجندة 2030، مشيرا إلى أن المركز قد اختار هذا الموضوع بالتركيز على دور المجتمع المدني والإعلام لما يشكلانه من معيار أساسي لتقييم مستوى مشاركة البلدان في تنفيذ الأجندة والالتزام بها.. موضحا أن التقرير خلص إلى ضرورة مقاربة التنمية وأجندة 2030 من منظور حقوق الإنسان، وجعل قضية المساواة بين الجنسين معيارا أساسيا لنجاح التنمية في مجملها.
وجاءت مداخلات الحضور مركزة على ضرورة بذل المزيد من الجهد من أجل مواجهة تداعيات جائحة كورونا التي اثرت بشكل كبير على الفئات الهشة والضعيفة والفقيرة، خاصة النساء، وطالبوا بضرورة وضع رؤية مشتركة تقوم على التهيئة لعالم ما بعد كورونا من خلال تعزيز الشراكة والتعاون الفاعل بين الحكومات والمجتمع المدني، والعمل على التعافي في التعليم من آثار الجائحة، والحماية من العنف، مع الاسراع من الاستفادة من الرقمنة في تحقيق أجندة التنمية المستدامة.