الجنس الناعم

هزار فاضل تكتب: أحلام «طائلة».. وكفاح «آل النفوري» في مدينة النبك السورية

في هذه الأيام ومع انتهاء الامتحانات وتخرج الطلاب والطالبات ومع ضجيج إعلامي حول السوريين.. استحضرت ذاكرتي تاريخ والدتي قبل قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سورية ومصر 1958م، وتحديدا بين عامي( 1954/1955م).

• ومضة ظهرت في سماء القلمون، جنوب العاصمة دمشق، أضاءت جميع حارات مدينة النبك.

• حبة قمح، زرعت بأنامل فتاة حالمة، أخذها الطموح والكفاح بعيدا.

• لقد كانت سابقة عصرها بأفكارها وطموحها، لتضع حجر الأساس الأول لروضة ذات صرح متين، تصدح بالآفاق.

وهكذا أصبحت الحبة سنبلة من القمح، بعلومها وثقافتها وتدرسيها.

• وضعت والدتي «طائلة النفوري»، بفكرها، أسس المنهج الأول لتعليم الطفل.. قطفت ثمار ما زرعته وفاح شذا ثمارها في الأرجاء؛ فتخرّج من بين جدران روضتها جيل نقشت على ثنايا ذاكرتهم اسمها.. فكانوا رجال دولة ومهندسين وأطباء، ومعلمات وطبيبات.

• سنبلة القمح أصبحت سنابل؛ فكانت والدتي «طائلة النفوري»  الومضة التاريخية في تلك الفترة، لتستمر وتصبح الومضة شعلة من نور بيد خالتي «سميرة النفوري»  تدخل إلى كل بيوت المدينة.

• فمع شروق الشمس تتمايل أشعتها على روضة دار الطفولة.. ومع غروبها ترتسم الألوان على روضة أزهار الربيع الخاصة، وباتجاه الجنوب مع الهواء العليل وزخات المطر،  كان الثلج يغطي روضة الأمل برحيل أختي راشدة الحصيني- رحمها الله.

• ثلاث روضات عطرت مدينة النبك من والدتي لخالتي، وما بينهما جدتي أم نايف النفوري؛ الأم المثالية،  وأختي راشدة رحمهما الله.

مصابيح تلألأت وأنارت عقول أطفال المدينة.

ولا انسى خالي نايف النفوري، رحمه الله، أحد مؤسسي روضة أزهار الرببع، وخالي يوسف-  رحمه الله- الذي عمل في الإذاعة والتلفزيون 1965م، وخالي أحمد حفظه الله مدرسا للرياضة؛أحمد أبو أمثل النفوري

• والشاهد أن النور الحقيقي لا ينطفئ ولا ينضب، وعين الشمس لا تغطى بغربال، والحقيقة لا يطمسها كذب المحتل المتعالي !!

• ولا زال العمل الدؤوب المتواصل مع التفاني والإخلاص والأفكار المتجددة، يسقي البراعم، مع نهر من العطاء، فتتفتح وتزهر وتصبح بناة المستقبل والغد المشرق، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا.

• تلك هي سورية وتلك هي نساؤها.. هناك الكثير من الأمهات التي تربي وتنجب وتضحي من أجل أبنائها وترفع لهنّ القبعات.. ولكن الأجمل التي تترك بصمة وأثراً طيباً لا يمحى.

• هن الكوكب المضيء وقبس من نور، سار على نهجهم الكثير من الروضات، نعم نحن نشعر بالفرح والغبطة لذلك الأمر.

فلا يهم الكم والكيف.. المهم ما نزرع؟ وما نحصد وكيف تنشئ جيلا واعداً يساعد على بناء بلده.

 هذا ملخص صغير لتاريخ عائلتي.

فلا أحد ينكر سورية وشعبها.

فأين كانت نضال الأحمدية؟ عندما كانت والدتي، وآل النفوري ؟؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى