اديني في الهايف وانا احبك يا ناننس !!
تلك المقولة الشهيرة للعبقري محمود عبد العزيز (مزاجنجي) في فيلم الكيف اعتقاداً منه أن كلما زادت الهيافة في كلمات الأغنية؛ كلما زادت انتشاراً وشهرة؛ لدرجة أنه افتعل مشكلة مع مؤلف الأغاني عندما عرض عليه كلمات الي حدٍ ما لها معنى.
يا صبر صبصب قلوب الصبايا المتْصابين و صوب صبابك على قلوب الصبايا المتْصبْصبين.. يا صابر الصبر صبرنا بصبر المتصبرين.
الكلمات معحبتش مزاجنجي طبعآ وقاله: يعم أنا عايز اغني مش أصوصو
أديني في الهايف وانا أحبك يا ناننس
رد أخوه الدكتور صلاح وقاله: الأغاني اللي بتبعد الناس عن واقع الحياة بتبقى زيها زي المخدرات ويمكن اسوأ.
الفيلم ده اتعمل سنة 1985
يعني مكنش فيه سوشيال ميديا ولا قنوات فضائية ولا يوتيوب؛ كان فيه شرائط كاسيت فقط.
في اعتقادي أن مزاجنحي كان شخصًا ذكيًا بالرغم من قلة تعليمه وثقافته؛ لكن كان عارف الشارع عاوز إيه.. وإيه اللي بيبقى زي المرض المُعدي سريع الانتشار، ويأكِّله عيش؛ فلجأ لـ ستاموني اللي عمله أغنية؛ يا حلو بانت لبّتك أول ما دابت قشرتك؛ تحرم عليّ محبتك وراح اتوب عن سكتك، واه يا قفا…
وقاله الجملة الشهيرة: بحبك يا ستموني مهما الناس لاموني
ونجحت الأغنية وكسرت الدنيا ومزجنجي أكل عيش.
طرح فكرة الفيلم في بداية المقال متختلفش عن اللي بيحصل دلوقت من كل واحد عمله قناة على اليوتيوب أو فيديو علي السوشيال ميديا علشان ياكل عيش؛ متبعين مقولة مزاجنجي “اديني في الهايف وانا احبك يا ناننس”
لأنهم عارفين أن الانتشار في الهايف يا ناننس بيدخل مئات الآلاف بدون مجهود؛ كل اللي بيحتاجوه موبايل بكاميرا جيده وحد يمسك الموبايل ويصور القرد أبو سديري وهو بيتنطط
وانزل ياننس بالهايف علي الفيس بوك والانستجرام والتليجرام وغيره…
وينتشر مثل النار في الهشيم وعِد يا عَم عدد مشاهدات اللي بتترجم لدولارات في جيب مزاجنجي!!
تفتكروا العيب في مين؟
هل العيب في مزاجنجي ولا في الجمهور ولا في ناننس ولا في ستموني ولا في وجود اختراع الإنترنت؟
ولا العيب في التعليم وسنين التهميش للمعلم والعملية التعليمية في المدارس والجامعات اللي اتصابنا بيها من بعد اللي حصل سنة 1952
اللي اخلاقنا اتبدلت بعصايا سحرية؟
ويبقى السؤال مطروح: العيب فين بالضبط؟
في آخر مشهد في الفيلم
يركب مواطن محترم «تاكسي» والسائق يشغل في الكاسيت شريط يطلع منه صوت واحد بيجعر الكيمي كيمي كا الكيمي كيمي كو
الكيمي كيمي كا.. عظم للكيميا يا
والكيمي كيمي كا.. زغرط للكيميا يا بيه….
ينزعج الراكب، ويدور حوار بين الإثنين ، السائق والزبون
من فضلك وطي الكاسيت أو اطفيه.
السائق باستغراب شديد: ده مزاجنجي يا بيه.
مزاجنجي؟ فيه مطرب في العالم اسمه مزاجنجي؟
أُمال يا باشا، ده شريطه الجديد، ومكسر الدنيا.
وفيه حد يسمع أغنية اسمها الكيمي كيمي كا؟
السائق يندهش من اشمئزاز الزبون
أنا زي سيادتك بالضبط، أول ما سمعتها معجبتنيش، لكن لما ودني أخدت عليها «نخششت في نافوخي وكيفتني.
وينتهي الفيلم بالمقولة العظيمة
” إنما الأمم الخلاق ما بقيت؛ فإنما ذهبت اخلاقهم ذهبوا”
الحوار اللي بين السائق والراكب ده ملخص اللي بيحصلنا دلوقت
في الأول مبيعجبناش اللي بيعمله القرد
بس لما بناخد عليها بينخشش في نفوخنا وبنتكيف، وبنسقف لمزاجنجي.
اديني في الهايف وانا احبك يا ناننس
_____________________
بقلم/ منى فؤاد