اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بريطانيا والجيش الأمريكي بـ(استفزاز) بلاده، بعد أن أبحرت السفينة الحربية البريطانية إتش إم إس ديفيندر بالقرب من ساحل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا.
وقال إنه على الرغم من عدم وجود خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، إلا أنه يعتقد أنها جزء من محاولة لإنشاء قواعد عسكرية في أوكرانيا أو بالقرب منها. وزعم بوتين أن طائرة تجسس أمريكية كانت جزءًا من العملية أيضًا.
ورفضت البحرية الملكية البريطانية الرواية الروسية لما حدث في 23 يونيو. وقال مراسل (بي بي سي)، جوناثان بيل، الذي كان على متن السفينة إتش إم إس ديفيندر في ذلك الوقت، إن “الطائرات الحربية الروسية هددت بفتح النار على السفينة”.
وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، رواية البحرية الملكية بأن المدمرة كانت تمر فقط عبر المياه الإقليمية الأوكرانية بما يتوافق مع القانون الدولي.
وتم الإبلاغ عن مواجهة منفصلة في البحر الأسود في اليوم التالي من قبل البحرية الهولندية، التي اتهمت الطائرات المقاتلة الروسية بمضايقة سفينتها إتش إن إم إل إس إفرستن بشكل متكرر.
وبعد حادثة إتش إم إس ديفيندر الأسبوع الماضي، استدعت الخارجية الروسية السفير البريطاني احتجاجا على ما وصفته بأنه انتهاك لأراضيها. واستولت روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، لكن معظم المجتمع الدولي يعتبرها جزءًا من أوكرانيا.
ما الذي قاله بوتين؟
وردا على سؤال خلال لقائه السنوي مع المواطنين الروس عبر التلفزيون، عما إذا كان الحادث ينطوي على خطر استفزاز ينذر بالحرب العالمية الثالثة، قال بوتين إنه “حتى لو غرقت إتش إم إس ديفيندر، فلن يحدث ذلك”.
وأضاف “إنهم يعلمون أنهم لا يستطيعون الانتصار في هذا الصراع: سنقاتل من أجل أراضينا. لم نسافر آلاف الأميال للوصول إلى حدودهم، لقد فعلوا ذلك”.
واتهم بوتين بريطانيا والولايات المتحدة بشن عملية استفزازية منسقة لتقييم رد روسيا.
ماذا ستكون تداعيات حادثة البحر الأسود؟
وأشار بوتين إلى أنه أمر شخصيا القوات بالانسحاب من حدود أوكرانيا قبل شهرين، مع تصاعد القلق الدولي بشأن ما أصرت روسيا على أنه ليس أكثر من تدريبات عسكرية.
وقال إن القوات البريطانية والأمريكية تحاول فتح قواعد عسكرية، “مما يجعل الأراضي الأوكرانية قريبة أو على الحدود مع منصة عسكرية روسية مما يشكل تهديدًا لأمن روسيا”. كما ربط الأمر بقمته مع الرئيس جو بايدن في جنيف في الأسبوع السابق.
وأشار إلى أن طائرة استطلاع أمريكية أقلعت من مطار للناتو في اليونان، ربما من جزيرة كريت.
لكنه لم يذكر اتهامات البحرية الهولندية بأن طائرات حربية روسية مسلحة بصواريخ تحلق على ارتفاع خطير وشن (هجمات وهمية) على فرقاطة هولندية جنوب شرقي القرم.
وأكد وزير الدفاع الهولندي، أنك بيليفيلد، أن للسفينة كل الحق في الإبحار هناك وأنه لا يوجد مبرر لهذا النوع من العمل العدواني الذي يزيد بلا داع من مخاطر وقوع حوادث.
وقالت وزارة الدفاع الروسية منذ ذلك الحين إن مقاتلات وقاذفات u-24 تدافعت ونفذت رحلات جوية على مسافة آمنة من السفينة.
وأوضح بوتين أنه يلقي باللوم على الناتو وتوسعه في الصراع شرقي أوكرانيا الذي اندلع في عام 2014. وسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على مناطق واسعة في شرق البلاد بعد أن استولت موسكو على القرم.