لوَّحت الولايات المتحدة مجددًا باستخدام سياسة (العصا والجزرة) في تعاملها مع الشأن الداخلي المصري؛ حيث أعلنت- بكل صفاقة- أنها أبلغت السلطات المصرية بضرورة عدم استهداف ممثلي المجتمع المدني مثل الصحفي، حسام بهجت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة قلقة إزاء استمرار اعتقال قادة المجتمع المدني والأكاديميين والصحفيين بمصر وتوجيه الاتهامات والمضايقات لهم، وإنها عبرت للحكومة المصرية عن هذا القلق.
وأضاف برايس أن واشنطن أبلغت الحكومة المصرية بأن أفرادا مثل بهجت، الصحفي البارز والناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، ينبغي عدم استهدافهم.
وقد قررت النيابة العامة إحالة بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، للمحاكمة بعد اتهامه بإهانة الهيئة الوطنية للانتخابات بتدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” العام الماضي.
وسبق أن ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، شدد خلال اتصال مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في 24 مايو، على أهمية إجراء حوار بناء بشأن حقوق الإنسان في مصر. وأكدت إدارة بايدن مرارا عزمه طرح قضية حقوق الإنسان خلال المحادثات مع الدول الشريكة التي تواجه انتقادات بسبب تعاملها مع هذه القضية، بما في ذلك مصر والسعودية.
وكانت صحيفة (بوليتيكو) قد نشرت أمس إن هناك نقاشا داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تعليق كل أو بعض المعونة العسكرية المقدمة للقاهرة التي تقدر بنحو 300 مليون دولار.. وبينت الصحيفة الأمريكية أن تلك النقاشات مصدرها بواعث قلق حول انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مصر، مشيرة إلى أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن تعليق هذه الحصة من المساعدات الأمريكية العسكرية خلال أسابيع.
وكشفت الصحيفة- حسب قولها- أنها اطلعت على مراسلات تفيد بأن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية أثاروا مسألة أحكام الإعدام الصادرة في مصر بحق 12 شخصا من جماعة الإخوان المسلمين في نقاشات خاصة مع نظرائهم المصريين، لافتة إلى أن أعضاء تقدميين في الكونغرس يحثون فريق بايدن على تجميد الأموال بالنظر إلى وعده الانتخابي بجعل حقوق الإنسان أولوية في سياسته الخارجية، معتبرين أن الأولوية تتمثل حاليا في تعليق أحكام الإعدام بحق المعارضين.
وذكرت الصحيفة أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل أدلى بادعاء أثار دهشة المشرعين الأمريكيين القلقين بالفعل بشأن حقوق الإنسان في مصر خلال زيارته إلى واشنطن الشهر الماضي.
وأصر كامل- حسب ادعاء الصحيفة- أثناء وجوده في مقر الكونجرس على أن الولايات المتحدة وعدت في العام 2015 أنه إذا أطلقت مصر سراح الناشط الأمريكي محمد سلطان، فسيقضي بقية عقوبة السجن المؤبد في سجن بالولايات المتحدة، متسائلا عن سبب بقاء سلطان حرا طليقا يعيش في ولاية فرجينيا.
ووصل الأمر بعباس كامل الذي وصفته الصحيفة باعتباره (خبير الجاسوسية)، على حد زعمها!! بأن سلم موظفي الكونجرس ومسؤولين آخرين وثيقة، حصلت الصحيفة على نسخة منها، ويبدو أنها اتفاقية موقعة بين مسؤولين مصريين وأمريكيين تنص على مثل هذا الترتيب.
وقالت (بوليتيكو) إن المسؤولين في مكتب وزارة الخارجية الذي يركز على حقوق الإنسان يطالبون بحجب المساعدات، مدعين أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدير بوضوح نظاما قمعيا للغاية لا يتسامح مع أية معارضة.
من جهة أخرى، غازلت واشنطن طهران؛ حيث أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستواصل المفاوضات مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي على الرغم من الاتهامات الأخيرة من قبل واشنطن إلى السلطات الإيرانية بمحاولة خطف صحفي أمريكي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الأربعاء، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تدين تآمر 4 عناصر في الاستخبارات الإيرانية بهدف خطف صحفي.
وأكدت بساكي مع ذلك: لم نعتبر إيران أبدا طرفا إيجابيا في الساحة الدولية… وفي الوقت ذاته لا نزال نعتقد أن المشاركة في المناقشات المستمرة تخدم مصالحنا القومية… سنواصل هذه المفاوضات.
__________________
المصدر: رويترز + وكالات + RT