طفت في الآونة الأخيرة ظاهرة اجتماعية سيئة وخطيرة على مجتمعنا الشرقي، وهي انتشار العنف الأسري بشكل بشع.. ويعتبر هذا إنذارا فظيعا ومرعبا يدق ناقوس الخطر فيما هو آت.
العنف هو نوع من أنواع السلوك الذي يستخدمه الفرد أو يهدد الطرف الآخر باستخدامه من أجل تحكم طرف في طرف الآخر، وهنا يشعر الفرد بأنه يحتاج إلى السيطرة على غريمه بسبب قلة الثقة بالنفس أو الغيرة المفرطة أو عدم ضبط المشاعر أو نقص أو أنه يرى أنه من الطبيعي أن يعامل الطرف الآخر بذلك العنف وهذا طبيعي.
وهناك العديد من صور وأشكال العنف الزوجي منها النوع الأول والمتكرر وهو العنف الجسدي مثل الاشتباك والضرب بالأيدي.
أما النوع الثاني من العنف هو النفسي: مثل إجبار الزوجة على الانعزال عن العالم والابتعاد عن الأهل والأصدقاء أو التحكم قي الأماكن التي تذهب إليها الزوجة أو التحكم في طريقه اللبس والتعامل مع الآخرين أو جعل الزوجة تشعر بالذنب أو خضوعها لطلبات غير معقولة قهراً.
وهناك نوع ثالث من العنف وهو النوع العاطفي: هنا يتم التقليل من قدر الزوجة عن طريق زعزعة ثقتها بنفسها بالنقد المستمر والإهانات، حتي تصبح مهزوزة غير قادرة علي أخذ اي قرار.
اما آخر نوع من صور العنف الأسري هو العنف الاقتصادي: ويتمثل في إجبار الزوجة على العمل، للمشاركة في الماديات أو العكس وهو إجبارها على عدم العمل وعدم تحقيق ذاتها خوفا من تكوينها شخصية خاصة بها بعيدا عنه وعدم تدخلها في اتخاذ القرارات المالية المشتركة أو البخل بكافة أنواعه سواء بخل مادي أو عاطفي كلاهما سيئ ليبعث بداخلها دائما شعورا بعدم الأمان والطمأنينة معه.
وهنا يرجع العنف الزوجي لأسباب عديدة
اولها اكتساب الرجل هذا السلوك من الأسرة لأن والده كان يفعل ذلك مع والدته، التباهي وتقليد الصورة النمطية للرجل التي يتم بثها في وسائل الإعلام أو الاعتقاد بأنها هي الطريقة المناسبة لفرض السيطرةوقلة الثقة بالنفس والرغبة في بقاء الزوجة معتمدة عليه.
وربما تتم برمجة الزوج على أن العنف يحقق له ما يريد لأنه الرجل وسيد الأسرة أو لو توجد خصال سيئة ومكتسبة مثل الإدمان الخمور أو المخدرات ما يجعل هناك صعوبة في التحكم بالسلوك.
وهنا يأتي السؤال الأهم؛ لماذا تتقبل المرأة العنف الزوجي وما هي دوافعها لذلك .. أولا الرغبة في استمرار العلاقة والتمسك بأمل أن الزوج سوف يتغير.. أو الشعور بالذنب وعدم رؤية من يؤازرها ويقف بجانبها ويساعدها أن تأخذ قرارا سليما لصالحها، الاعتقاد في بعض الظروف بأن الزوج يحتاجها.
وأيضاً عدم وجود أي دعم اجتماعي من قبل الآخرين سواء الأهل أو المجتمع.، أو الخوف من الوحدة وعدم استطاعتها الاعتماد علي نفسها أو عدم قدرتها على مواجهه المجتمع بعد الانفصال.. أو الاعتقاد بأن العنف شيء طبيعي في العلاقات الزوجية.. أو الاعتقاد بأن العنف سينتهي عند إنجاب الأطفال.. ولكن لم تعلم أن العنف بعدها سوف يؤثر علي الأطفال بشكل سلبي من ثأثيرات جسمية ومعرفه ونفسية واجتماعية.
ومن مجمل هذا يتضح أن العنف الزوجي يؤثر على الزوجة والأطفال لذا على الزوجة التي تعاني من العنف الزوجي أن تلجأ إلى مساعدة المختص ويجب عليها أن تعلم تماما أنها ليست وحدها التي تعاني من هذه المشكلة.
فهناك زوجات كثيرات في نفس الموقف فيجب تحديد المشكلة والعمل علي الحل الجذري لتلك الظاهرة المتفشية بوضع قوانين رادعة لٱنهائها والمساعدة الفعالة والسريعه لهذة النوعيه من المشكلات الاجتماعية من اجل مجتمع اسري سليم وبيئة صالحة.