فنونمقال رئيس التحريرمميز

بدون سابق إنذار.. ولادة فنانة تشكيلية متميزة من رحم جائحة كورونا!!

  • بقلم: د. محمود عبد الكريم

______________________________

منذ فترة زمنية قصيرة نسبياً- قد لا تتجاوز العامين ونصف العام- اكتشفت أسرة «رحاب أحمد محمود الجارحي»، أنها تعكف بكل نشاط وبمنتهى الحيوية، على رسم لوحات فنية، لم يسبق لهم أن رأوا مثلها طوال حياتهم.. لقد لاحظ شقيقها د. ضياء- من واقع خبرته القليلة في مجال الفن التشكيلي- أن خطوطها متناسقة، وأفكارها غير تقليدية.

 

في البداية، وبالاعتماد على الأقلام الرصاص فقط، أخذت «رحاب» تتفنن وتتألق في رسم بورتريهات لبعض أشقائها وأبناء عائلتها.. ولأنها شديدة الخجل، لم تكن تعرضها عليهم، أو تكشف لهم أنها ترسم وجوههم، وتبدع في تجسيد ملامحهم.

 

ربما كانت المصادفة ما أفصحت عن موهبتها؛ وقد تكون الظروف أيضا ساهمت في صقل حسها الفني.. لقد انتشر فيروس «كورونا» في أغلب بلدان العالم، والمؤلم أن الجائحة تسللت- بكل عدوانية وخبث- إلى أعماق غرف نوم أسرتها في بلدة النزلة، بمحافظة الفيوم، لتنهي حياة والدتها وإحدى شقيقاتها، دون أدنى شفقة أو رحمة.

 

سقطت «رحاب» في دوامة الحزن عدة أسابيع، غير أنها سرعان ما استفاقت، صارفة كل جهدها وتفكيرها في رسم المزيد والمزيد من اللوحات الفنية، التي استخدمت في إبداعها الفحم والألوان الزيتية.. وقد ولدت موهبة «رحاب الجارحي» من رحم المعاناة وضربات الجائحة، حيث استطاعت حتى الآن رسم أكثر من 30 لوحة.. وهاهي حالياً تشارك بأعمالها المتميزة في بعض المعارض والفعاليات، وأحدثهم معرض الفنون التشكيلية بمؤسسة الأهرام.

 

وترى «رحاب الجارحي» أن المعاناة الشخصية والمجتمعية، كان لها دور في دعم- أو بمعنى أدق- تفجير موهبتها في غضون فترة زمنية قصيرة، مؤكدة أنها سوف تبذل قصارى جهدها، وكل ما في طاقتها، من أجل تحقيق حلمها في أن تكون فنانة متميزة ورسامة من طراز خاص.

تبتسم «رحاب» وتختم بقولها: لوحاتي يغلب عليها طابع الحزن، لكن هذا الأمر لا يقلقني أو يزعجني؛ لأن الإبداع يولد غالباً من رحم الهموم والشجون والأحزان.. ثم تسقط من عينيها دمعتان ساخنتان، تمسحهما بسرعة، وتواصل الانهماك في رسم لوحاتها.

وهذه عينة من لوحات الفنانة الشابة رحاب الجارحي:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى