أنت وأنتِ بل الجميع تفضلوا بالدخول
لتسمعوا فضفضتي وتشاركوني كارثتي
وخبروني بالله عليكم ماذا يفعل كل منكم لو كان مكاني
التوقيع كلمة مغتصبة
– تبدأ حكايتي قبل ولادتي بالتأكيد قبلها
أعرفكم أولاً بأسرتي
هذا عقلي وهذا قلبي.. هنا تقطن فكرتي وهناك تكمن مشاعري
هذه أمي وهذا أبي.. حس مرهف عانق معاناة وخرجتُ أنا
استقبلتني هذه الأنامل إلى الحياة في لحظة مخاض صعبة
شاركتهم الأحاسيس والدموع والقلم والورقة هذه اللحظة إلى أن رأيت الحياة
وعندما اكتملت وانتظم الحرف بجانب الحرف والكلمة بجوار الكلمة في سباق وصراع وفكر وإرهاق؛ أشرق نهاري وقد نضجتُ وتفتحتُ في أجمل صورة..
أحملُ رقّة الشعر أو بلاغة النثر أو روعة الأقصوصة
نثرت عليّ المشاعر عطرها وجملتني مساحيق الحب و رقة الأحاسيس وارتديت أبهي حُلة.
وخرجت أختالُ بالمعاني.. تحتضنني الورقة وتتبعني بفرحة وزهو
أسيرُ وأنا أرى في العيون الإعجاب، وألمس في النظرات الدفء
فأزدادُ جمالاً وجاذبية، وأنا أُلملمُ الأحاسيس وأجمع النبض.
فأترك في كل وردة نغمًا
وأحكى لكل زهرة لحظة حية في حياتها
وألمس في كل قلب وترًا
وفجأة لمحت من بعيد شخصًا ما يرقبني!
رأيت في عينيه برقًا وعلى شفتيه ابتسامة
ولكن…
لم تكن نظرته إعجابًا وإنما كانت طمعًا، ولم تكن ابتسامته تحية وإنما كانت قرارًا.
وقتها شعرت بكياني كله يهتز
ملأني الخوف..
قررت أن أعود إلى أحضان أسرتي مُسرعة
وهرولتُ بين السطور أجمعُ الأحرف من حولي
أتلفت في فزع.
ارتجف، أخاف شيئًا ما اجهله، ولكنه يسكنني ويتتبعني
هرولتُ وهرولتُ ولكن للأسف تعثرت..
ووقعت بين يديه
وفي ظُلمة ليل وغياب ضمير، شعرتُ بيده تمتد نحوي، صرخت فلم يسعفني صوتي
ألجمني الرعبُ
مدَّ يده جذبني بقوة
تناثرت أحرفي فزعة.. لملمني وأخذني عنوة، تاركاً روضتي خاوية من الحياة
ظالم لكل أفراد أسرتي التي عانت لوجودي
حملني بين أنامله.. طمع في جمالي
ربما
أو طمع في سلب لقب ليس من حقه ربما
أو.. أو..
انتزعني في لحظة أنانية
من أرضي
وأهلي
لينسبني إلى نفسه
إنه احتلال
أو قل اغتصاب
متناسياً
أنى وليدة إحساس وتربية نبض
وعمر إنسان آخر عاشني
صرختُ فيه
وأنا أبكي بحرقة أنتبه
إنك تسرقني
وقد تكون هذه السرقة أبشع السرقات
إنك تسلبُ إنسانًا حقه.. أيامه، لحظاته فكره
إنك تغتصبني
فانتظر وتمهل وفكّر
قبل أن تمد يدك إلىّ
وإذا كنت تستهين بالأمر ولا يُقنعك كلامي
ألا تعلم أن
الدخول للإسلام بكلمة
والخروج منه بكلمة.. والزواج كلمة والطلاق كلمة
والعتق كلمة
وأكثر ما يجرُّ الناس على وجوههم إلى النار يوم القيامة هي الكلمة
بالله عليك أجب علي سؤالي بينك وبينك بكل وضوح وصدق؛ ألا تضر نفسك وغيرك بهذا العمل؟ نعم…
أما كيف تضر نفسك!؟ إذا كانت لديك ملكة الكتابة
واستغنيت بهذا النقل واعتدته
هل تنمو موهبتك !!؟
هل بهذا العمل تغذيها لتكبر وتزدهر؟؟!
مستحيل
إنك تقتلها؛ تقتل فكرك، وتجمد أحاسيسك
وتكتفي- عفوا- بالسطو
ألا تعلم بأنَّ الكلمة شرف.. الكلمة أمانة.. الكلمة عرض، فبأي حق تستبيحني وأنا
على ذمة قلم غيرك، وملك يمين سواك.. بأي حق تستبيحني وبأي ضمير تسلبني؟؟!
انتظر وتمهل وفكر قبل أن تغتصب كلمة لغيرك، قبل أن تسرق فكر ه وأحاسيسه وأيامه
انتظر وتمهل وفكر وأنت تنسب ما ليس لك إليك
انتظر وتمهل وفكر وأنت تحتل صفحة نثر عليها سواك مشاعره.. آلامه
أفراحه وجراحه خبرته وخلاصة أفكاره
انتظر وتمهل وفكر.
تُرى هل سيتمهل.. هل سينتهى !!!؟