عندما كتب الشاعر العربي الكبير نزار _رحمه الله_قصيدته الشهيرة: متى سيعلنون وفاة العرب،، لم يكن يقدم دعوة للهزيمة والانكسار _كما ذهب معارضوه_ولكن الشاعر الذي كان يستقل العربة الأخيرة من عمره قد أراد أن يطلق صفارته الأخيرة ليستفز الحكام العراة من النخوة والكرامة من ناحية ويوقظ المثقفين العرب من غفوة طال مداها ومن يأس خيم على النفوس وقنوط قضى على همم الأحرار.
وللأسف راحت طلقته أدراج الرياح، وتبددت وسط صمت العرب، وهو صمت أشد ألما من صمت الأموات في قبورهم ولكن رحمة بالأمة التي أسر أقصاها وابتلعت أراضيها وتشرد أهلها في بقاع المعمورة، قيد لها قلة من المفكرين الذين لا يتجاوز ن نصف عدد أصابع الكف الواحدة ليفضحوا تلك الصفقات المشبوهة، والتي يعد لها بليل ويسهر على زرعها في عقول الشعب العربي مفكرون وعلماء كنا نعدهم رموزا يوما للفهم، ولكنهم ومن غير أسباب مرئية انقلبوا شر انقلاب وراحوا بقوة وجرأة عجيبة يشهرون مشاريعهم المشبوهة التي تنضح بالصهيونية.
والحق يقال إنني لم أقرأ مشروعا كاشفا لزيف أولئك الثلاثة الذين يكرسون لتيار (الاستلاب) سوى مشروع مفكر عربي واحد يقف لهم بالمرصاد منذ أن نبتت نبتتهم الصهيونية الأولى؛ إنه الدكتور حاتم الجوهري، فقد قدم أكثر من بحث في هذا المضمار لكن أفكاره لم تصل إلى جمهرة المثقفين وصولا واضحا لأسباب حان الوقت للكشف عنها دون مواربة منها:
1=عزوف جمهرة الكتاب عن قراءة الأبحاث الأكاديمية الثقيلة.
2=انشغال المثقفين الآن بسفاسف القضايا التي لا علاقة لها بمصالح الوطن.
3=جهل ثلة منهم بالقضايا الكبيرة
4=إيثار البعض منهم السلامة الشخصية
5=مزاحمتهم أمام دور النشر لإصدار صفحات مسودة يظنونها أدبا.
6=سياسة التجنيب والتهميش التي تمارسها الشللية في كثير من الصحف والمجلات والدوريات.
7=السياسة التحريرية لمعظم المطبوعات ذات الطابع الحكومي تنأى بنفسها عن الاصطدام بالسلطة.
8=تقلص دور المثقف العضو بل انقراضه.
9=تقديم الصراعات والمشاحنات الشخصية من جانب الكثير من المثقفين والإعلاء من شأنها على حساب المصالح القومية.
10=رقود المؤسسات الثقافية ووزارة الثقافة في مقدمتها رقود الاموات.
والحل يكمن في أن يجند كل المثقفين أنفسهم للتصدي لهذه المشروعات الصهيونية بقوة والتخلي عن تلك الأدوار الاحتفالية التي تثير الغثيان وإلا سنجد في صباح قريب الرايات الصهيونية ترفرف في كل شوارع المدن العربية