الجنس الناعممميز

دينا رمزي ترصد الأسباب: ظاهرة الحوار المفقود بين الأزواج !!

 يعاني الكثير من الأزواج من اختناق لغة الحوار والتواصل في حياتهما الزوجية، فالبعض يرى أن الحوار دائماً مفقود، في حين يؤكد البعض على أن الأحاديث المملة والروتينية هي من أوجدت الحاجز والصمت بينهما، بينما يتفق البعض أن الصمت بين طرفين ينذر بحدوث كارثة عاطفية بينهما، وضياع شيء ما، لكنه مهم.

ويمثل صمت الزوج داخل المنزل هاجساً كبيراً لدى الزوجة، فهو يقطع كل سبل التواصل بين الزوجين، ويحد من الحوار الذي يفترض أن يكون اللغة السائدة بين الأزواج، وقد بات “الخرس الزوجي” خطراً يهدد استقرار الأسر، فالزوج يفضل الصمت، والزوجة ـ في المقابل ـ تريد أن يتحدث زوجها، ويروي لها كل ما حدث له في يومه، ومن هنا تنشأ المشكلات، بينما تذكر إحدى الدراسات أن 79% من حالات الانفصال تعود إلى غياب الحوار بين الزوجين.

ويؤكد المختصون أن الفتور وعدم التجديد بين الزوجين، يقودان إلى فقدان الحوار بينهما، وهناك عدة أسباب تقود إلى إحداث الصمت بين الشريكين، من أهمها “التكنولوجيا”، ووجود كلا الزوجين في “جروبات” خاصة بهما؛ ما أدى إلى عدم التجديد في الحياة الزوجية.

 والأمر الشائع وجود  فتور بين الأزواج  مرجعه إلى الانعزال، أو الروتين الذي يتمثل في ذهاب الزوج للعمل ثم انشغاله بالذهاب إلى الأصدقاء، فيحدث الفتور في الحوار، والعجيب أن الأزواج في المجتمعات العربية يميلون إلى كثرة الصمت في الأماكن العامة، بخلاف الدول الأخرى، وكأن الحوار دخل ضمن العادات والتقاليد، فالزوج مع زوجته في الأماكن العامة يخشى الحديث في مطعم ما، وتلك ثقافة خلقتها العادات والتقاليد، مؤكداً على أن (الأريحية) مفقودة لدى البعض في فتح الحوار والنقاش.

 إن الخرس العائلي أو الخرس الزواجي- كما يقول الاختصاصي النفسي الدكتور أحمد الناشري- يؤدي بمرور الوقت إلى حدوث نكسة وفشل أسري، وأنه يهدد استمرار الحياة الزوجية واستقرارها، ويخلق وحشة داخلية بين الطرفين. إضافة إلى فقد الأبناء لحسن الحوار، وميلهم لعلاقات بديلة خارج نطاق الأسرة، وكذلك تزايد حالات الصدام بين الطرفين.

 ويُقال إن عُشر زوجات من كل 100 زوجة يعانين من صمت الأزواج وأن 79% من حالات الانفصال تعود إلى عدم تعبير الزوج عن عواطفه، وعدم وجود حوار إيجابي، وأن 60% من الرجال يفضلون الحديث عن الجوانب الرياضية والسياسية، بينما 18% منهم يتحدثون عن أنفسهم، و41% من النساء يفضلن الحديث عن المشاعر والعلاقات الإنسانية. ومن أسباب التصحر أو الجفاف العاطفي الاختيار الخاطئ أو المتسرع، وعدم فهم الزوجين لبعضهما، والتركيز على ذات كل منهما، والاهتمام بالرغبات الشخصية.

 ويحدث الصمت عند فتور الحياة الزوجية، وكثرة المشاغل، وعند إرهاق الزوج، وبعض الأمراض النفسية تساهم في ذلك الصمت الزواجي، وخاصة الانفصام البسيط.. والمؤكد أن التعبير عن المشاعر له دور كبير في نجاح العلاقة الزوجية، والزوجة دائما تحتاج للكلمة الطيبة، وهذه الكلمة تنعكس على الزوج بالأضعاف فيما بعد.

ويرى أساتذة علم الاجتماع أن أهم الحلول لكسر حاجز الصمت بين الزوجين يتمثل في التجديد والتنوع في الحياة الزوجية، وكذلك السفر وتبادل الهدايا، وأن ذلك يخلق التفاعل والانسجام فيما بينهما.

ومما لا شك فيه أن التقارب الفكري بين الزوجين مهم جداًّ لخلق حوار متفاعل دائم وحاضر بشكل شيق، وأن التقارب الفكري لا يؤثر فقط على علاقة الزوج بزوجته، بل كذلك على علاقة الأفراد بعضهم ببعض، مع الوضع بالاعتبار أن الاطلاع والدراية ومتابعة الأحداث التي تحدث في المجتمع، يفتح مجالاً واسعاً بين الزوجين للنقاش والحديث.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى