الانتخابات على الأبواب كزائر مخادع بغيض بتنا لا نحبه ولا نحترمه، نستقبله بالتوجس والامتعاض بعد أن تأكد لنا خبثه وصفاقته، ورأينا في طبعه الخيانة والغدر، في كل مرة وعلى مدى 19 عاماً عجاف كان يأخذ منا ولا يعطينا، يعدنا ويخلف وعده، نستضيفه في بيوتنا فيسرق أموالنا وأحلامنا ومستقبلنا ويقتل فينا الأمل، ويزرع بذور اليأس وينشر بيننا الضغينة والبغضاء، منذ ان حل في ديارنا عم فيها الظلم والخراب والقتل والدمار واستبيحت الحرمات وازددنا فرقةً وجهلاً وفقراً وبؤساً.
في كل موسم ياتينا بقناع مختلف وشخصية جديدة … يبتسم في وجوهنا ويُسمعنا من القول اجمله ليخدع الطيبة فينا ويوحي للسذج منا انه يسعى للتغيير وهو كالافعى لا يغير سوى جلده … يتسلل الى عقولنا ينفث فيها سمومه ليشلها ويعطلها عن التفكير لنرضخ له بدون تردد طائعين مسلوبي الارادة كخراف يُقدم لها البرسيم الطازج فتأكله باشتهاء بالغ وهي تُساق للجزر…
تُرى هل سَتُعاد الكَرَّة وتأتي الانتخابات ونذهب بطوابير طويلة الى مراكز الاقتراع كالخراف نَهُز الأرداف وراء مرياع سمين، أقنعونا بأنه مختلف ليقودنا إلى الضياع من جديد.
أم أننا سنوصد الأبواب بوجه زائر الشؤم القادم ونقاطعه ونحترم عقولنا ونرفض استقباله إلى أن يأتينا زائر نحبه ويحبنا يقدم لنا الخير ويفتح لأبنائنا أبواب المستقبل المنشود ويوصد أبواب الشر والفساد ويقتلع ما أنبتته سنوات الاحتلال البغيض ويسعى الى تحقيق العدالة والمساواة ويحرص على ترسيخ ديمقراطية حقيقية يكفلها دستور جديد نستعيد في ظله وطننا الذي فقدناه وأموالنا التي نُهبت وكرامتنا التي هُدرت على أعتاب الطائفية البغيضة، ومحاسبة كل الوجوه التي أثبتت فشلها في إدارة البلاد وأذلت العباد.. هل سنفعل؟؟!
____________________________________________