ملفات

زلزال التعليم في ظل «كوفيد- 19».. تجارب ناجحة ومعوقات متعددة! 

شارع الصحافة/ إعداد- علي الحاروني: 

 

 

يعاني العالم العربي من صعوبات متعددة ومعقدة فى مجال التعليم وأدت جائحة كورونا إلى تفاقم تلك الأزمة وذلك وفقاً لما أشار إليه تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2021م حيث أدت جائحة كورونا “كوفيد – 19” إلى إحداث اختلالات هيكلية فى قطاع التعليم خاصة في الفترة الأولى من الجائحة وعند ذروة الخطر وإتخاذ التدابير الإحترازية الوقائية حيث إنقطع 110 ملايين طفل فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن التعليم وتتزايد المخاوف من ازدياد عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأمر الذى أدى إلى لجوء بعض العائلات لعمالة الأطفال والزواج المبكر والتسرب التعليمى كوسيلة لمواجهة الفقر والوضع المتردى إقتصادياً وإجتماعياً.

– ومع الموجه الرابعة لجائحة كورونا “دلتا” والتى تتميز بشدة إنتشارها وخطورتها لن يتمكن جميع الأطفال من الحصول على التعليم وستواجه العملية التعليمية تحديات متعددة ومتنوعة خاصة ونحن على مشارف عام دراسى جديد. ومن أجل مواجهة ذلك لجأت بعض الدول الى أسلوب التعليم الإلكترونى أو التعليم عن بعد لمواجهة (كوفيد – 19) ومن بينها السعودية والتى تعد من أفضل أربع دول على العالم فى مجال التعليم الإلكترونى والتعليم عن بعد وذلك مع فلندا وكندا والصين وكوريا الجنوبية. إلا أن العديد من دول المنطقة لم تتمكن من ذلك بسبب التفاوت فى القدرة على الوصول للأجهزة الإلكترونية والإنترت حيث أن 40 % من أطفال المدارس فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم يتمكنوا من التعليم عن بعد.

– ومن هنا سنحاول التطرق إلى التجارب الناجحة لبعض الدول والتى باتت نموذجاً دولياً فى إيجاد الحلول التى تضمن إستمرار العملية التعليمية بغض النظر عن التقلبات والأزمات التى خلقتها جائحة كورونا والوضع الصحي العام أو حالات الإغلاق والتدابير الإحترازية الأخري المتعلقة بالجائحة .

ففي السعودية وكخيار داعم لإستمرار العملية التعليمية بدأت السعودية في التعليم الإلكتروني لحظة مستقبلية وحاجة ملحقة لمواجهة حائجة كورونا خاصة في المراحل الأولي في العملية التعليمية مع تبنى خيار التعليم الحضورى فى مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي في البلاد.

ومن هنا ومن أجل زيادة فاعلية التعليم عن بعد تبينت السعودية كافة الوسائل التقنية الحديثة إعتماداً علي بنية تحتية قوية وتكامل لمنظومة التعليم الإلكتروني لدرجة أنه تم إنشاء إدارة للتعليم الإلكتروني داخل وزارة التعليم كجزء من الخطة المستقبلية السعودية والتي تسمي بـ “رؤية 2030” حيث التحول الرقمي الشامل والذي يؤكد علي نجاح منظومة التعليم الإلكتروني ومما أدي إلي زيادة فاعلية التعليم عن بعد هو جودة وكفاءة الموارد البشرية المؤهلة والفاعلة في العملية التعليمية، مع ريادة السعودية في تطبيق تقنية الإتصالات في جميع المجالات ومنها تطبيقها في مجالات التعليم المتعددة والمتنوعة، مع سعيها الدائم إلي إيجاد حلول لازمة في خلق بيئات تعلم عن بعد تدعم التعليم العام ومتابعة سير العملية التعليمية.

ووفقاً لأحدث الدراسات التي قدمتها الجمعيات والمراكز البحثية العالمية فإن إحصاءات التعليم عن بعد في السعودية لعام 2020م / 2021م تشير إلي أن عدد الفصول الإفتراضية التى تم إنشائها فى منصة (مدرستي) التابعة لوزارة التربية والتعليم تجاوزت 101 مليون فصل يومياً وأن عدد الإختبارات المسندة للطلاب والطالبات عن بعد تجاوزت 107 ملايين إختبار يومياً ، أما عدد الواجبات المسنده للطلاب والطالبات فبلغت 2 ، 83 مليون واجب يومياً بما يفوق 12 مليار لمتوسط الحل.

وإذاء كل ذلك فإنه رغم نجاح تجارب التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد أثناء جائحة كورونا والمتمثلة في دول السعودية وفنلندا والصين وكوريا الجنوبية وفقاً لتقارير منظمة اليونسكو إلا أن بعض طلاب التعليم العام لم يلتحقوا بمنصات التعليم في تلك الدول وذلك بسبب عدم توافر الإتصال بشبكة الإنترنت أو تعذر الوصول إلي القنوات التعليمية لأسباب صحية أو نفسية أو تقنية أو إجتماعية لشدة الفقر والظروف الإقتصادية الطاحنة ، إضافة إلي أن الإعتماد علي الشرح الإلكتروني عبر القنوات التليفزيونية أو اليوتيوب أو ” الأونلاين ” لا تعوض التدريس المباشر .

– حيث التفاعلية بين المدرس والطالب واكتساب القيم وتغيير السلوك وبناء الشخصية والتفاعل مع المجتمع وكلها سمات لا تكتسب بالتعليم عن بعد للصغار .

إضافة إلي عدم القدره علي توفير أجهزة “التابلت” لكافة المراحل التعليمية خاصة أن ثلثي المواطنين تحت ضغط الفقر الوطني حتي ولو توافرت القدره علي الوصول إلي شبكة الإنترنت كما هو الحال في مصر حيث أن عدم مستخدمي الإنترنت في مصر وصل إلي نحو 70 مليون شخص يلجأون للشبكة العنكبوتية عبر الهاتف المحمول والإنترنت المنزلي والهوائي وذلك حتي نهاية مايو 2021م وفقاً لتقرير مؤشر الاتصالات الصادر عن وزارة الإتصالات المصرية، وبنسبة زيادة في الإشتراكات تتراوح بين ( 20% : 40% ) سنوياً، إلا أن تلك الأرقام لا تعني بالضرورة القدره علي شراء الباقات والسعات للإستخدام خاصة بالنسبة للأسر الفقيرة ولديها أبناء في مراحل التعليم المختلفة.

– لا شك أن حرمان 1.5 مليار طفل من التعليم في العالم بسبب فيروس كورونا يتطلب من المجتمعات الدولية منظمات ومؤسسات مجتمع دولي وقطاع خاص ضرورة التكاتف لإنتاج وتوزيع اللقاحات علي كافة فئات المواطنين ، مع تحمل الدول الكبري لمسئولياتها تجاه الدول النامية والفقيرة لدعمها لمواجهة التبعات الإقتصادية والإجتماعية الطاحنة والناجمة عن ” كوفيد – 19 ” والتي تؤدي إلي زلزلة العملية التعليمية في العالم أجمع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى