مقالات

قراءة في رؤية بدراوي للتعليم المصري 1من 3 (بقلم: محمد ناجي المنشاوي- مصر)

بإذن الله- سبحانه وتعالى- رأيت ان أقدم عددا من المقالات، لبسط رؤى وأفكار لعدد من الكتاب والباحثين المصريين المهمومين بمستقبل التعليم في وطننا..

 وهل هناك هم أكبر من هم معضلة التعليم في أي وطن بوصفه الركيزة الأساسية للتقدم والرقي، فكلما زاد اهتمام أمة ما بالتعليم ارتقت وتقدمت.

 وعندما تجعله في ذيل الأولويات كانت العواقب وخيمة وكأن الأمة تقف في أعلى منزلق وتهيئ نفسها للانزلاق والسقوط من عل إلى هوة التردي والضياع.

 والحق أن رؤى إصلاح التعليم كثيرة ومتنوعة قد تؤتي ثمارها لو أن صانع القرار التربوي طالع بشفافية هذه الرؤى القادمة من رجال لهم خبرة طويلة بالتعليم المصري وقضاياه.

 وأبدأ في مقالات ثلاث هذا المقال أولها في تقديم رؤية الدكتور حسام بدراوي المفكر التربوي الكبير وقد بدأت به نظرا لوجوده في فترة ليست بالقصيرة في موقع يقترب من صانع القرار السياسي من ناحية وخبرته العميقة بأزمة العملية التعليمية في مصر واطلاعه على الظروف السياسية والاقتصادية عن كثب.

 ومصدر تلك الرؤية للدكتور حسام بدراوي هي مقالاته الست التي نشرها في صحيفة (المصري اليوم) في ستة أعداد متوالية بدءا من يوم الثلاثاء 2010/7/13 العدد 2221 حتى يوم الأحد 2010/7/18 وكانت بعنوان (نهضة التعليم _ تحديات التطبيق) فيرى الدكتور بدراوي أن استراتيجية النهضة التعليمية إلى خطط وبرامج عمل وأن خطط التنفيذ وبرامج العمل لابد أن تكون لها أطر زمنية محددة وخطط واضحة التمويل ونظم صارمة للمتابعة والتقييم وتحديد المسؤولية والمحاسبة وأن تتم في إطار مؤسسي مالي وإداري يضمن لها النجاح.

  وذكر بدراوي عددا من التحديات التي تواجه نهضة التعليم المصري والتي يجب مواجهتها وهي من وجهة نظره تسعة تحديات وهي بإيجاز مايلي: 1=ضعف ثقة المجتمع بمؤسسات التعليم الرسمية وظهور نسق لانظامية موازية للنظام التعليمي كالدروس الخصوصية 2=ضعف الثقة في المعلم وانخفاض قدره الاجتماعي وتقليص صلاحياته في تقويم التلميذ.

 3= انخفاض درجة إتقان اللغات بما فيها اللغة العربية وضعف مستوى الطلاب في الرياضيات والعلوم وعزوف الطلاب عن التخصص فيها 4= انخفاض حجم الأنشطة الطلابية ما يؤثر سلبيا في بناء الشخصية.

 5= تسارع الزيادة في المعارف والاحتياج لمزيد من الربط بين مناهج التعليم وسوق العمل 6= الانتشار الجغرافي غير المسبوق للمدارس في مصر يصعب إدارتها مركزيا والارتقاء بمستواها وتقييم أدائها.

 7= وجود اكثر من فترة يومية في حوالي 20٪ من المدارس مما يهمش دور المدرسة في بناء شخصية التلاميذ ويهدر القيمة التربوية لوجودها 9= تراكم القوة المقاومة للتغيير والتطوير مما يعيق عمليات التقدم٠

 ويرجع بدراوي أسباب هذه التحديات التسعة إلى خمسة أسباب هي:

1= عدم ملاءمة التمويل المتاح رغم تعاظم حجمه عبر السنين لاحتياجات التطوير 2= التخوف من الالتزامات التي سيفرضها التغيير وهي التزامات تشارك فيها الحكومة والمنظمات الأهلية والأسرة والأفراد والخوف من عدم القدرة على إحداث التغيير.

 3= مقاومة أصحاب المصالح المستقرة في ظل الأوضاع كماهي عليه الآن 4= عدم إشراك المجتمع وأصحاب المصالح في شراكة فعالة وفهم إيجابي لتطوير التعليم.

 5= عدم التحيز في تطبيقات الحكومة لسياسات التعليم المتفق عليها.

  ويلفت بدراوي نظرنا إلى النتائج الخطيرة التي حدثت جراء عدم مواجهة تلك التحديات بالإصرار اللازم والأولوية الواجبة ويلخصها في ثلاث نتائج هي:

1= تهميش أكبر للفقراء وعدم قدرة التعليم بوضعه الحالي على دعم الحراك الاجتماعي الإيجابي 2= انتقال الفئات الأكثر قدرة إلى التعليم الخاص أو الأجنبي وأثر ذلك على الثقافة العامة واستخدام اللغة العربية والانفصال الاجتماعي بين الطبقات.

 3= تحميل الفئات الأكثر فقرا تكاليف تزيد عن طاقتها نسبيا في الدروس الخصوصية، وعدم استفادة التعليم الرسمي من هذا الإنفاق الخاص وهو ما يعني الكثير من الفرص الضائعة والمجانية غير الحقيقية والأثر الاجتماعي السلبي على الشعور العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى