أحلي كلاممميز

النور في الكون انتشر ابتهاجًا بمولد سيد البشر (الشيخ محمد عبدالمنعم- مصر)

 ونزدادُ شوقًا إذا ما أتى ذكرُك يا ذا الحبيب الكريم.. فصلى عليك إله الورى.. ومنهُ عليك عظيمُ السلام.. كل القلوب إلى الحبيب تميل، ومعي بهذا شاهد ودليل، أما الدليل إذا ذكرت محمدًا، صارت دموع العارفين تسيل.

 هذا نبراس الهدى، هذا لكل العالمين رسول.. وما شوقنا لكَ يا محمد، كشوقنا لأحد من البشر، شوقنا لك لا يمكن أن يصله أيّ بشر، ولقاؤنا بإذن الله عند حوض الكوثر المنتظر.

إليك القلوب تشتاق، والألسن تتضرع بالصلوات عليك، يا خير البرية، فاللهم صلّ وسلم وبارك عليك.. نبض القلب بحبه، وعلى سطور الشوق نكتب له، يُروَى حنيني بخافقي للهادي، فالقرب من الحبيب، هو مطلبي ومرادي.

صلّى الله عليك ما غيث نزل، صلّى الله عليك يا نور الهدى، صلى الله عليك في كل مدحٍ وإنشادٍ.. إن حب رسول حبٌ يتغلغل ويسكن في الأعماق، مليء بالضياء والهدى والنور الذي يسري في حنايا القلوب، فهو شفيعنا يوم الدين، فنحن نشتاق إليك يا حبيب الله، ونودّ لو نلقاك.

 كيف لا نشتاق إلى من ضحّى بنفسه من أجل دعوته، كيف لا نشتاق إلى من ضحّى بنفسه من أجل أمته؟؟!، فالكل يقول نفسي نفسي، إلا الحبيب الهادي يقول: أمتي، أمتي.

 نشتاق إليك أيها النبي الأمي في كل لحظة، وفي كل دقيقة، وفي كل ساعة، نشتاق إليكَ يا من بكيت شوقًا لنا.. نشهد الله على حبنا لك، ونشهده على شوقنا لك، وما يخفف عنا حبنا وشوقنا، هو أملنا بلقياك عند حوضك المورود، يوم تقوم الأشهاد.

النور في الكون انتشر ابتهاجًا بميلاد سيد البشر نبينا شفيعنا في يوم المحشر.. وُلِد نور الإسلام وُلِد خير الناس، وُلِد خاتم الأنبياء والرسل، مبارك عليكم المولد.   عندما وُلِد سيد البشر محمد لقد أنار قمر الثاني عشر بزخّات العطر والمسك بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

  رسول الله يا نورًا تجلّى بك الخلق على الله استدلى.. لقد أحرزت في الجوزاء ظلّاً ونورًا منك في العرش استقلَّ.. يا من تحب محمدًا وتريده لك شافعًا يوم الخلائق تحشرُ.. صلّ عليه وعلى آله فلربما تحظى بسقيا من يديه وتظفرُ.

ونزدادُ شوقًا إذا ما أتى بذكرِك يا ذا الحبيب الكلام.. فصلى عليك إله الورى.. ومنهُ عليك عظيمُ السلام. وفيك تسيل المحابر شوقًا.. وتهفو النفوسُ حنينًا إليك.. تطيب الحياة بذكرك دومًا.. ويُنشرحُ قلبي بالصلاة عليك. كتَبَ الإلهُ على المآذنِ ذكرَهُ.. فأثارَ حُبًا في القلوبِ عظيمًا.. أمرَ الإلهُ المؤمنينَ بقولهِ: صلوا عليه وسلموا تسليمًا.

 

 

 وفي عظمة ذكرى المولد النبوي الشريف، يصبح للكلمات معنى الفخامة والسمو الكبير الذي يمنح القلب الإحساس الأمان والطمأنينة والفرح الغامر للقلب والروح. ولا يمكن أن تأخذ أيّة مناسبة بهجة وهيبة وجلالة مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

والمؤكد أن لهذه المناسبة مكانة عالية لا تنبغي لأيّ أحد لأنها لأعظم البشر محمد. إن ذكرى مولد النبي العظيم محمد -عليه الصلاة والسلام- هي ذكرى عظيمة تستحق الكثير من الإعداد الروحي الذي يليق بقدسيتها وهيبتها ومكانتها في القلوب.. ويمنح المسلمون مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مكانة عظيمة؛ لأنها لنبيهم الحبيب الذي سيشفع لهم يوم القيامة، فهي مناسبة فيها الكثير من العظمة والسمو.

 

ونختم بأبيات الشاعر جرير بن عطية اليربوعي:

 إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّدًا

 جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ

 وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجًا

مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ

 قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا

فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ

 إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيرًا عاجِلًا

وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ

 وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً

 لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى