مقالاتمميز

أحمد عبدالرحمن يكتب: دراسات وآراء الخبراء عن تأثير مواقع التواصل على المراهقين

من بين الدراسات الوافرة التي تبحث في تداعيات السوشيال ميديا وتأثيراثها على المراهقين، بحث أجرته جامعة كوينزلاند في أستراليا في أغسطس  2021، عن الوقت المصروف على الإنترنت، نظراً لتأثير ذلك على الصحة النفسية على المراهقين. وربط الباحثون الآثار الضارة على الصحة العقلية للمراهقين بوقت الشاشة، الذي يتجاوز ساعتين في اليوم للفتيات وأربع ساعات في اليوم للفتيان.. الدراسة العالمية بحثت في بيانات أكثر من 577 ألف مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا في 42 دولة ذات دخل مرتفع.

وقال البروفسور أسد خان، مسؤول البحث، في كلية الصحة وعلوم إعادة التأهيل بجامعة كوينزلاند: (وجدنا أن هناك بعض الفوائد خلال الساعة الأولى من الاستخدام اليومي للشاشة، ولكن الآثار الضارة لاستخدام الشاشة الترفيهية على الصحة العقلية تبدأ بعد 75 دقيقة للفتيات و105 دقائق عند الأولاد).

في دراسة أخرى، أجريت في أبريل 2021، كشفت بيانات منشورة من قبل مركز بيو للأبحاث في واشنطن، أنّ 84 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا نشيطون على ”يوتيوب“، و ”إنستجرام“، و ”فيسبوك“، أو أي موقع وسائط اجتماعية آخر. وكشفت الدراسة أنّه حتى هذه الفئة العمرية تتعرّض لتأثيرات مفرطة لناحية الاكتئاب والسمنة والنظام الغذائي غير الصحي، وانخفاض القدرات البدنية والمعرفية.

  • ”إنستجرام“، و ”سناب شات“، و ”تيك توك“ الأبرز والأكثر استخداماً اليوم بين المراهقين خاصة”لكن في سن المراهقة، قد يكون من الصعب التراجع وإدراك أن معظم الأشياء التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى النقاط البارزة في حياة الآخرين، ولا تشمل كل ما يحدث وراء الكواليس. وهذا يمكن أن يؤثر على شعور المراهقين والشباب لناحية تحديد الهوية وتقدير الذات والانتماء“.

وأكدت الطبيبة النفسية باتريك هاريس أنّه ينقصنا الكثير لمعرفة كيفية تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على حياة المراهقين والشباب على المدى الطويل، لكن بعض الأبحاث الناشئة تشير إلى أنها تسبب ضررًا لصحتهم العقلية ورفاهيتهم. وتابعت: ”يقول خبراء الصحة العقلية إنهم قلقون بشأن الضغوط التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي على هذه الفئة العمرية“.

وفي حديث مع المعالجة النفسية والأستاذة الجامعية المتخصصة في الصحة النفسية للمراهقين، كارول سعادة، ركزت الأخيرة على ضرورة مراقبة الأهل لأولادهم على مواقع التواصل لحمايتهم من مخاطرها، إذ إنّ التطبيقات مثل ”تيك توك“، و ”إنستجرام“، و ”سناب شات“(الأكثر استخداماً بين المراهقين)، لا تحمي خصوصيتهم، وتجعلهم عرضة للتواصل مع الغير بطريقة مباشرة قد تهدّد صحتهم النفسية، لناحية تعرضهم للتحرّش الجنسي، أو التنمر أو الابتزاز الإلكتروني؛ بالنسبة لتطبيق ”تيك توك“، تقول سعادة إنّه تم حظره في كثير من البلدان بسبب التحديات الخطرة التي هددت حياة الأطفال، حيث يُطلب من المراهقين والأطفال، القيام بتضحيات خطيرة، أو تصوير فيديوهات إيحائية.

وترى أنّ الخطورة تكمن في مدى تأثر الطفل أو المراهق بكمية التفاعل على صفحته، بهدف تشكيل نادٍ لمعجبيه مثلاً؛ ”ما يعني أنه يبني صورته بشكل خاطئ، وكذلك شخصيته“؛ إذ تصبح صورة الذات والثقة بالنفس مرتبطة بحسب التفاعل الذي يلقاه على هذه التطبيقات.

وترى سعادة أنّ هذه الصورة وهمية، وليست مبينة على حقيقة، بل على مثاليات، كاتجاه (تريند) منتشر على التطبيقات، كالوزن النحيف بشكل مطرد، والظهور بشكل مغرٍ.. ”وهنا تظهر مشاكل وأمراض البوليميا وغيرها من الأمراض المشابهة، كما تظهر عوارض اضطرابات القلق والاكتئاب، وهذه لها آثارها المخيفة على المدى البعيد“.

اسباب انحراف الشباب علي السوشيال ميديا:

  1. الابتعاد عن الاخرين والتواصل مع اصدقاء خلف شاشات، في الاصل ان الكثير منهم لا يستعملون صورهم الشخصية للظهور بصور خلاف الواقع .

  2. اعطاء تلك المواقع الاجتماعية حجم اكبر من حجمها , علي الرغم من ان تلك المواقع الاجتماعية بشكل عام ما هي الا وسيلة للترفيه فقط, ومع هذا فان هناك من يقضي اكثر من 5 ساعات واكثر علي مواقع التواصل خلال اليوم الواحد .

  3. فشل الحياة العاطفية للاشخاص يجعلهم يبرزون مساؤي الطرف الاخر سواء كانت الزوجة او كان الزوج فانهم يجعلون مواقع التواصل الاجتماعي من اجل بث العلاقة وما فيها من مشاكل والبحث عن حلول والاسباب التي ادت الي تدهور الحياة الاسرية, وهي من اسباب ادمان السوشيال ميديا .

  4. الفراغ والعطلة عن العمل يجعل الاشخاص يقضون اغلب اوقاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي , ففي القديم كان الاشخاص يبحثون عن شركات والاجتهاد للبحث عن وظيفة يأكل منها هو ومن يعول ويعف نفسه, الا انه في الوقت الحالي فان الجم الغفير من الاشخاص ممن لم يجد وظيفه فانه يقضي جل وقته علي الانترنت .

  5. الاعتقاد بان الحياة لا تصلح بعيدا عن السوشيال ميديا ويضعون تلك الحجج الواهية نصب اعينهم ويتمسكون بها من اجل عدم الابتعاد عن السوشيال ميديا, وحل مشكلة سوشسال ميديا من خلال ضع حاجز نفسي بين العقل وفكرة تقليل معدلات استخدام تلك المواقع للتواصل الاجتماعي, وفي فترة زمنية قليلة سيصبح اقل نوما ومن ثم التركيز في العمل بسبب هذا الامر .

الحماية من مخاطر السوشيال ميديا

أهم الضوابط التي يجب مراعاتها عند استخدام هذه التقنيات وهي كمايلي: ( تقوى الله تعالى،  الوسطية والاعتدال، البُعد عن الشاذ من الأقوال، نسبة العلم لأهله، عدم التغرير بالآخرين، عدم إلحاق الضرر بالآخرين، عدم الإساءة للآخرين، عدم استخدام الصفحات الشخصية إلا بإذن أصحابها، الحوار البنّاء، القول الحسن، اختيار الوقت المناسب، مطابقة القول للفعل، مراعاة الأفهام والعقول، إرادة الإصلاح، الصدق في نقل الأخبار، اللين في القول، الصبر على الأذى)

  • ينبغى حماية الاطفال منذ سن مبكرة والمراهقين والشباب، من مخاطر السوشيال ميديا والاستخدام المفرط طوال اليوم للانترنت، والتطبيقات والالعاب الالكترونية على التليفون المحمول والايباد واللاب توب، واستمرار وجودهم عليها لمدد تزيد على 12 ساعة يوميا، ووجودهم الدائم عليها قبل خلودهم للنوم، دون تنظيم واستفادة كبيرة سوى التسلية. مايتطلب وفقا لرؤية عدد من الإعلاميين العرب خلال المناقشات الجانبية التى شاركوا فيها بمعرض وسائل الإعلام العربية والدولية ببغداد، ومطالبتهم بضرورة وجود وقفة حاسمة من الاسر، من اجل توعية أبنائهم بإيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن حتمية وجود مراقبة من الاسر وتحديد شروط لاولادهم عند استخدامهم السوشيال ميديا لحمايتهم فى المقام الاول، والحفاظ عليهم من التعرض للأفكار السلبية والهدامة والمعلومات غير الصحيحة، لأنهم يستقون معارفهم منها طوال اليوم وبصورة كبيرة، وتحديدهم مددا زمنية يومية لأطفالهم لحمايتهم من التطبيقات الضارة والالعاب الإلكترونية، التى تولد العنف والكراهية، والعمل مع أولادهم على تطويع قدرات شبكات التواصل الاجتماعي لاستخدامها بصورة أفضل. وحرصت الحوارات الجانبية على ضرورة انتقاء الاعمال الدرامية والفيلمية التى يشاهدها الاطفال والشباب على شاشات الموبايل بصفة منتظمة، لتقوم الاسر بمشاهدتها اولا، وفى، خاصة الاعمال، بعد انتشار مشاهد خادشة للحياء واباحية وأفلام مثلية وعنف وجريمة وإحباط مجتمعي، وأن تحرص الأسرة على دعوتهم لمشاهدة الأعمال الفنية العربية الحديثة والقديمة، حتى الاجنبية المتميزة التى تعبر عن الواقع بصدق وامانة وتسهم فى الارتقاء بالمشاعر الإنسانية والفكر والسلوك القويم، وتسهم فى تقدم الانسان وتخدم قضايا المجتمع الرئيسية.

  • دور الأسرة لمواجهة أخطار استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها : ضرورة التخطيط المسبق للوقت الذي يقضيه الفرد مع شبکات التواصل الاجتماعي، وكذلك تحديد الهدف المسبق من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حتى يمکن تلبيته بشکل سريع، و عدم الإسراف في الکتابة عن الأمور الشخصية التي تمثل أدق الخصوصيات، حتى لا يستغلها البعض استغلالًا سيئًا، والحفاظ دائما على الأسرار الشخصية على تلك المواقع، كذلك تجب مراقبة الأطفال والمراهقين، ومتابعة حساباتهم بين الحين والآخر، من قبل الآباء والأمهات للاطمئنان على أنهم لا يسيئون استخدام تلك المواقع والشبكات، وبأسلوب لا يفسر هذه الرقابة بأنه نوع من تقييد الحريات، أو کبت الآراء، ويجب تعليم الأبناء الحرية المسئولة، ويکون ذلك عن طريق ضرب المثل  والحرص قدر الإمکان على تخصيص وقت محدد للتصفح الجماعي، لأنه من شأنه إيجاد آلية رقابية مشترکة بين أفراد الأسرة المسلمة، وهذا الأمر يحقق (الشفافية الاتصالية) في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بالإضافة إلى الاعتصام بحبل الله تعالى، والتحلي بمکارم الأخلاق التي حث عليها الدين الحنيف، والبعد عن المحرمات أثناء استخدام شبکات التواصل الاجتماعي .

الجوانب الإيجابية للسوشيال ميديا:

تأثير السوشيال ميديا في حياتنا لا ينطوي على السلبيات فقط، لكنها تعتبر أداة يمكن تطويعها للحصول على بعض الإيجابيات التي تجعل الحياة أفضل وتجنب السلبيات.

وتحدد الدراسات أهم إيجابيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فيما يلى:

  1. تساعد على التعلم الذاتي من خلال كل ما ينشر بها من فيديوهات ومقالات ومعلومات ودراسات.

  2. تساعد الناس على التعرف على الآخرين، وتكوين أصدقاء جدد من كل دول العالم، وليس من الإطار المحلى أو الإقليمي فقط، الأمر الذى يساعد على التقارب بين الناس والشعوب، أيًا كانت الديانة أو العرق أو القومية، ما يقلل من اتجاهات التعصب.

  3. تتيح للأفراد المغتربين التواصل مع الأهل والأصدقاء، فى أى وقت وأي مكان، ما يقلل الشعور بالاغتراب.

  4. التسويق الإلكترونى للمنتجات والخدمات، حيث يقوم المعلنون بعرض منتجاتهم وخدماتهم مقابل مبالغ مالية محددة مما يسهل الحياة للناس وينعش سوق العمل.

  5. وسيلة جيدة لمتابعة الأخبار فى كل العالم أولاً بأول.

  6. توفر فرصة جيدة للناس للتعبير عن الرأي بكل حرية، فى القضايا والمشكلات أيًا كانت: اقتصادية، سياسية أو اجتماعية.

  7. تسمح للناس بعرض ما يتعرضون له من مشكلات أو منغصات، أو طرح مطالب للمسؤولين فى بعض الجهات المعنية، ويساهم ذلك فى حل كثير من هذه المشكلات.

  8. وسيلة جيدة لتحسين المجال المهنـي والوظيفـي، حيث يمكن للأفراد الحصـول على وظائف وفرص عمل تتناسب مع خبراتهم ومؤهلاتهم.

  9. وسيلة جيدة للترفيه والتخلص من ضغوط الحياة المتعددة والكثيرة، من خلال ممارسة بعض الألعاب أو مشاهدة الفيديوهات أو حتى التواصل مع الآخرين.

  10. فرصة جيدة لأصحاب المواهب، حيث يعرضون مواهبهم عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى