مميزمنوعات

هجوم «أنجلينا جولي» على الدول الخليجية.. جزء من الثقافة العنصرية الأمريكية!!

  شارع الصحافة/ كتب- علي الحاروني:

لقد حظرت ثلاث دول خليجية أحدث أفلام النجمة الأمريكية (أنجلينا جولي) والذي يحمل اسم (الأبديون) (Eternals) وهم قطر والسعودية والكويت بسبب تناول الفيلم مشاهد لزواج مثلي الجنس، لاسيما بعد رفض طلبات الرقابة المحلية في الدول الثلاث الخليجية تعديلات علي بعض مشاهد الفيلم.. وكان رد فعل الفنانة (أنجلينا جولي ) عنيفاً حيث اتهمت تلك الدول بالجهل والعنصرية وأثنت علي شركة مارفل وإستوديوهات وآلت ديزني، لرفضها حذف بعض مشاهد الفيلم ليطابق مواصفات الرقابة المحلية في الدول العربية الخليجية الثلاث.

 

وأنجلينا جولي والتي تعتبر من الرموز الأمريكية العامة اتهمت العرب بالعنصرية والجهل ودولتها تلهث ليل نهار خلف أهوائها ومصالحها، وتمثل عنوان العنصرية والتميز حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث أن سجل حقوق الإنسان للولايات المتحدة حافل بالعنصرية والتميز والانتهاكات الساخرة لتلك الحقوق رغم أنها تدعي أنها منارة الديمقراطية والمدافعة عن حقوق الإنسان في العالم وتعتبر نفسها قاضياً للأخلاقيات وتنتقد بقوة الشؤون الداخلية وأوضاع حقوق الإنسان.

 

إن الولايات المتحدة والذي تتمثل (أنجلينا جولي) رمزاً من رموزها بارعة في اللعب (بالمعايير المزدوجة ) وتغض الطرف عن العنصرية والتميز والمعاملة غير العادلة حتى ضد المسلمين بداخلها.

 

ومن أجل ذلك سيتم إلقاء الضوء علي مظاهر التميز والعنصرية بالولايات المتحدة الأمريكية وكيفية مواجهتها في المستقبل القريب وذلك علي النحو التالي:

 ويمكن القول إن اتهام العرب بالجهل والعنصرية لعدم عرض فيلم للمثليين والتي روجت له الممثلة الأمريكية (أنجلينا جولى) هو جزء  من الثقافة الغربية والأمريكية والتي تتهم فيه مؤسساتها ومنظماتها الحقوقية العالم العربي والإسلامي فى هذا المجال وبخاصة ما يتعلق بقضية  زواج المثليين على الرغم من انه يتعارض مع معتقداتنا الإسلامية والمسيحية وكافة الديانات السماوية.

فى المقابل، تبنت الحكومة الأمريكية مفهوم (الإسلاموفوبيا) منذ دخول القرن الحادي والعشرين وتفاقم الكراهية والعنف من قبل الجماعات العرقية الأخرى ضد المسلمين، الى جانب ذلك نجد لأن الأجهزة التنفيذية فى الولايات المتحدة مارست التمييز ضد المسلمين.

  وقد عبرت الحكومة الفيدرالية الأمريكية والجيش عن عدم ثقتهم الشديدة  فى المسلمين وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية من أن الوكالات الحكومية العسكرية والفيدرالية بما فى ذلك قيادة القوات الخاصة الأمريكية وإدارة الجمارك والحدود والخدمة السرية قامت بشراء معلومات عن المواقع الجغرافية للمسلمين فى العالم من الشركة صاحبة تطبيق Muslimpro وهذا انتهاك صريح لخصوصية المستخدمين بشكل كبير.

ورغم أن عدد المسلمين الأمريكيين ليس كبيراً إلا أن معدل زيادة هذه المجموعة مرتفع نسبياً، ومن المتوقع أن يحل المسلمون محل اليهود ليكونوا ثاني أكبر مجموعة دينية  في المجتمع الأمريكي بحلول عام 2040وسيبلغ عدد المسلمين الأمريكيين 8.1 مليون نسمة بحلول عام 2050 اى 2.1% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.

ورغم قوة تأثير المسلمين فى مجال السياسة الأمريكية لدرجة أنهم أصبحوا أداة سياسية للصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري فى الولايات المتحدة الأمريكية.. إلا أنهم مازالوا يواجهون الاضطهاد والتنكيل والتميز؛ فمثلاً تعرض واندريه كارسون العضو الأمريكي الديموقراطي المسلم في الكونجرس الأمريكي من ولاية إنديان للاستفزاز والشكوك بصورة علنية حتي أن بعض أعضاء الكونجرس طلبوا منه انتقاد الشريعة الإسلامية من أجل إظهار ولائه للبلاد.

 

ومن هنا فإن الهجوم علي الدول الخليجية الثلاث لعدم عرضهم لفيلم الأبديون واتهامهم بالجهل والعنصرية تجاه المثلين لهو حقاً اختراق فادح وانتهاك لحرية العقيدة والمعتقد في الوقت التي تتسابق الولايات المتحدة في انتهاك حقوق الإنسان ضد المسلمين وتبني المعايير المزدوجة في قضايا الأقليات وحقوق الإنسان.

 

ويكفي للتدليل علي ذلك ما قالته سارة سنايدر أستاذ تاريخ حقوق الإنسان في الجامعة الأمريكية في واشنطن دي سي من أن الولايات المتحدة ومؤيديها لا يهتمون بانتهاكات حقوق الإنسان في المجتمع الدولي ولا تقبل الرأي الأخر بأن الولايات المتحدة بحاجة إلي أن تكون مواطناً صالحاً في قضايا حقوق الإنسان وترفض الرأي القائل إن الولايات المتحدة الأمريكية يجب عليها الالتزام بالاتفاقيات الدولية بشكل قاطع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى