مقالات

تعليم بلا تعلم.. وجهة نظر معلم!! [2 من 2] (بقلم: محمد ناجي المنشاوي- مصر)

في المقال السابق استعرضنا جانبا من وجهة نظر أحد المعلمين المصريين وهو الأستاذ /حنا منصور، في إصلاح التعليم المصري في كتابه (تعليم بلا تعلم)، ونستكمل في هذا المقال وجهات نظر حنا منصور، الذي يعد الإدارة الوتر الحساس في العملية التعليمية؛ إذ يرى أن ما يعاني منه التعليم المصري من أزمات تعوق تقدمه نحو التنمية الشاملة لايرجع إلى نقص في الإمكانيات بقدر ماهو أزمة في إدارة المؤسسات التعليمية.

ويدلل على ذلك بأننا احيانا نرى مدرستين يخضعان لنفس الظروف ولهما ذات الإمكانيات، ولكن تتميز أحدهما عن الأخرى ويكون الفرق فقط في الإدارة وقديما قالوا: أعطني مديرا اعطك مدرسة وهذا ينطبق أيضا على الإدارات التعليمية، ويقدم حنا منصور السمات الشخصية التي ينبغي أن يكون عليها المدير وهي:

 

 

1= أن يكون على درجة عالية من الكفاءة علميا وإداريا (أظنها سمة فنية شخصية).  2=قوة الشخصية والقدرة على التأثير في الآخرين مع الإصغاء الجيد لكل لجميع الآراء حتى التي تختلف معه دون النظر إلى المصالح الشخصية 3= القدرة على تحمل المسؤولية وضغوط العمل مع الحزم والانضباط ليكون قدوة للعاملين معه 4=الأمانة ونظافة اليد.

 كما يقترح حنا منصور أسسا لنجاح المدير في عمله وهي 1= وضوح رؤيته ورسالته، بمعنى أن تكون له رؤية هادفة ومحددة قابلة للتنفيذ ومتوافقة مع الأهداف العامة للتعليم، وملبية لاحتياجات المؤسسة والمجتمع الذي تخدمه وله رسالة واضحة المعالم تحوي خطة لتنظيم العمل مع حسن توزيع المهام مع المتابعة المستمرة 2= ديمقراطية القيادة وتدعيم العمل الجماعي فليكن دكتاتورا (ذكر ذلك حنا منصور في نقطة سابقة).

3= التنمية المهنية المستدامة للمدير وإلا تجمد في مكانه فيتخلف عن الركب 4=أن تكون لديه قدرة على حسن إدارة الوقت فكثيرا ما نري مديرا يبدأ يومه وينتهي ويمتلئ مكتبه وينفض دون تحقيق شيء يذكر يخدم العملية التعليمية 5= وأن يحرص المدير على الابتعاد عن الروتين الإداري لأنه معطل للعمل فلا ينتظر قرارا فوقيا في أمر يمكن البت فيه دون الرجوع إلى اللوائح ولاترتعش يداه عند اتخاذ أي قرار يعطي دفعة للعمل.

 ويرى حنا منصور ضرورة منح المدير مساحة أكبر من حرية التصرف لصالح العمل 6=وأن يقوم المدير بالاستغلال الأمثل للموارد المتاحة كالمكتبات ومعامل الحاسب الآلي وحجرات الأنشطة المختلفة، مع التأكيد على عدم تهميش دور التربية الاجتماعية والخدمة النفسي 7= ضرورة تفعيل دور مجالس الأمناء، لأنه حلقة الوصل مع المجتمع الخارجي (يقصد المجتمع المصري).

ثم يوجه الباحث تنبيهين إلى مدير المدرسة واصفا كليهما بأنهما غاية في الأهمية وهما: 1= اعمل جاهدا على انتظام الدراسة منذ اليوم الأول حتى نهاية العام الدراسي باستقرار الجدول المدرسي وضبط الحضور والغياب مع تدريب العاملين معك على التعامل مع الطلاب دون اللجوء إلى العقاب البدني أو التأنيب اللفظي 2= ضرورة إشراك الطلاب الذين ترى أنهم مشاغبون وخاصة الذين لديهم ملكة القيادة في إدارة المدرسة ثم تفهم وجهة نظرهم في المشكلات التي يواجهونها وطرق تفكيرهم في حلها وبهذا الأسلوب سوف يتضاءل الشغب.

 ويتطرق صاحب الكتاب إلى الدروس الخصوصية مبينا نتائجها السلبية ويقترح لحلها 1= مراعاة التوازن في كثافة الطلاب بين المدارس 2= عمل حصص إضافية للتلاميذ الضعفاء 3=سحب تراخيص مراكز الدروس الخصوصية وإغلاقها (ليس هناك قانون يسمح بمنح تراخيص لمراكز دروس خصوصية) 4=تشجيع المدارس على التخلي عن هذا الأمر بمكافأة معلمي المواد الأساسية الذين يمتنعون عن الدروس الخصوصية وتكون هذه المكافآت من صندوق الجزاءات (وهل يغطي المكافآت ؟) 5= ثم في خطوة أخيرة تنفيذ القانون لمنعها منعا تاما (ولماذا لانصلح الوضع المادي للمعلم ثم تطبيق القانون بعد ذلك مهما كان قاسيا).

 ثم يتحول الكاتب إلى ظاهرة (التسرب والغياب) بين الطلاب مبديا أسبابها من وجهة نظره ومنها 1= الشعور السائد لدى البعض بعدم أهمية التعليم.

2= تسرب البعض للعمل في الصغر لحاجة اجتماعية ملحة لمعاونة أسرهم المعدة، 3=عنف بعض المعلمين ضد الطلاب يدفعهم إلى كراهية المعلم والمدرسة والتعليم 4= عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب من المعلم يعطي شعورا للتلميذ الضعيف عدم جدوى التعليم له في المدرسة.

 كما يرجع حنا منصور أسباب (غياب الطلاب) لا(تسربهم) إلى :1= إحساس الطالب وولي أمره بأن الذهاب إلى المدرسة مضيعة للوقت وقد ترسب هذا في الأذهان بسبب الدروس الخصوصية 2= وجود بعض المعلمين غير الأكفاء في مادتهم العلمية أو الذين ليس لديهم القدرة على ضبط الفصل فينتج عنه هروب الطلاب من حصصهم.

 3= عدم وجود درجات أعمال السنة أو درجات علي الحضور يشعر طالب الصف الثالث بأنه لا شيء يلزمه بالحضور (ملاحظة: ألغى الوزير طارق شوقي منذ توليه الوزارة درجات أعمال السنة كذلك للصفين الأول والثاني فنتج عنه انقطاع طلابهما عن المدرسة ففرغت فصول المراحل الثلاثة من الطلاب).

 4= تدريس حصص الأنشطة بصورة نظرية روتينية يصيب الطالب بالملل.

ويضع حنا منصور ثلاثة مقترحات لعلاج تلك المشكلة وهي : 1= رفع قيمة محضر التسرب في التعليم (الأساس) إلى مائة جنيه او اكثر على أن تدفع (مناصفة) بين ولي التلميذ والمدرسة لأن حنا منصور يحمل المدرسة جانبا من أسباب غياب التلاميذ 2= العودة إلى مقترح وضع درجات على الحضور للصف الثالث الثانوى العام.

 3= إقصاء فئة المعلمين وهم قلة الذين لايتوافقون مع رسالة المعلم السامية… ثم يطالب حنا منصور بإصلاح حال المخازن والمشتريات بتطوير إدارتها، كما ينتقد الباحث كثرة المقررات المتوالية والمتضاربة حول موضوع واحد على فترات زمنية غير متباعدة ويقترح عدم اتخاذ القرار إلا بعد دراسات متأنية، كما ينتقد الباحث طباعة كتب المواد العملية والمجالات (الصناعي /الزراعي الفني…) لعدم استعمال الطلاب لها مع أنها تكلف الدولة أموالا مهدرة.. ويقترح طباعة عدد محدود من هذه الكتب وتودع في مكتبة المدرسة للرجوع إليها عند الحاجة.

كما تناول حنا منصور موضوع استخدام التابلت بالمدرسة واثني عليه وانتقد الرافضين له كما تحدث عن (التعليم الخاص) وبين أسباب نجاح العديد من هذه المدارس إلا أنه عاب على أصحاب بعض هذه المدارس لافتتاحهم هذه المدارس واعتبارها مشروعا تجاريا خالصا يقصد الربح فقط بأسلوب لايتفق مع طبيعة الرسالة التعليمية ولا قدرة أولياء الأمور ولاسيما أن بعضا من أصحاب هذه المدارس لم يتلق اي مستوى من التعليم ولهذا وجب عليه ترك إدارة المدرسة ورسم سياستها لأهل الاختصاص.

 

ويختم الباحث كتيبه الصغير بضرورة تنفيذ( سياسة وزارة لا وزير)، وعلى أية حال للأستاذ حنا منصور الثناء الجميل على تجشمه إصدار هذا الكتيب بعيدا عن دور النشر الحكومية ومؤسسات الدولة وإنما هي مبادرة تمت على نفقته الخاصة بدار إسلام للطباعة والنشر برقم إيداع (15154/2019).

 

وقد سبق التنويه بأنه معلم رياضيات سابق بالمعاش، ويقيم حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى