أحببتني .. أحببتها ..
أعلنت بكل جرأة عن حبي لها ..
تعاهدنا أنها لي وأنا لها ..
أقسمنا بأن لا يفرق إلا الموت بيني وبينها ..
حالت قسوة الحياة وأبت الجمع بيننا ب مقدس رباطها ..
تزوجت من غيري .. أنجبت من امرأة غيرها ..
مرت سنون لم أعلم شيئاً عنها ..
ولم يغب عني طيفها..
في رحلة ب قطار كان مقعدي أمامها..
لم أصدق نفسي .. هل هي حقا ؟..
أم مجرد شوقي جعلني أرى في كل النساء خيالها ..
وما إن التقت عينانا وتأكدنا بلا شك أننا حقيقة وليس وهما بداخلي أو خيالا في بالها .. اشتعلت جذوة العشق الخامدة في صدري وصدرها..
مرت ساعات السفر الطويلة ك دقائق معدودة تذكرنا فيها ما كان بيننا ..
وما حدث لي وما صار معها ولها ..
اتفقنا على اللقاء كي نختلس من الزمن فترة تطفئ ناري ونارها..
نستعيد فيها ذكريات عشقي وعشقها ..
كتبت في ورقة رقمها وانصرفنا علي انتظار أن أحادثها بعد أن طبعنا قبلة علي خدي وخدها..
أنهيت ما كنت مسافرا لأجله وجلست وحيدا علي شاطئ البحر أفكر بها ..
هل أحادثها وأذهب إليها ننهل من المتعة التي حرمنا الزمن منها ..
أشعلت لفافة تبغ وأخرجت تلك الورقة المطوية من جيبي وبين أصابعي قلبتها..
برغم الحر الشديد في تلك الليلة الصيفية، هبت نسمة من الهواء ارتعش وانتفض جسدي من تأثيرها ..
طارت الورقة من أناملي، ولم أكن حتي فتحتها .. غادرت الورقة عني بعيدا امام عيني مع الريح أدراجها.. متسمراً في مكاني لا أحرك ساكناً..
أتابع عن عجز اختفاءها..
تلك هي الإشارة أنها لن تعود لي ولم أعد أصلح لها ..
نفثت دخان لفافة تبغي وألقيتها ..
وما إن انتصبت قائما ووطأت قدماي الأرض ..نسيتها !!