مقالات

 ابن خلدون وجائحة كورونا.. وضبط الذات!! (بقلم: إسماعيل محمد- مصر)

يقول ابن خلدون: (إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث، فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم، وهم قوم بهم غفلة واستبعاد ومهانة، كمن يُساق للموت وهو مخمور).. لعل هذه حالتنا نحن  اليوم!

 

عندما تستيقظ صباحاً لتبدأ يومك بقراءة الصحيفة أو تتصفح صفحتك الشخصية على الفيس بوك، وتصطدم بعناوين مثل  “فايروس كورونا: الرعب يجتاح الكوكب” أو تقرأ عن وفاة الكثير من أحبابك جراء هذا الفيروس، فإنك تدخل تلقائياً في دوامة من التساؤلات التي يصعب عليك أن تجد لها أجوبة.. يا فتّاح يا عليم! كيف حدث هذا؟ ما أسباب حدوثه؟ مَن المسؤول عن هذه “المصيبة”؟ كيف سيؤثّر هذا الحدث على حياتنا؟

 

 

 

بضع دقائق كفيلة بأن يدير الزمن انتباهه بالقوة، لحظات خلق غير مألوفة، رأى الرماد يُكوّن نفسه يتأهب لأن يصبح شيئًا ما، نهض من مكانه عائدًا إلى الوراء، وعيناه مدهوشتان، من القدمين بدأت ولادة الكائن الذي أطلق ضحكة ماكرة حين اكتمل نمو فمه.

 

‏نطق الرماد كلماته الأولى، هباءٌ متموج انتشر كهيئة الصدى، التقطته أسماعه رغم قتامة النبرات، كان يخاطب الضمير الكامن في الظلال، يومض كالشهب في هجعة السحر، إلا أنه سرعان ما استوعب المغزى، فالتقط أوراقه، وكتب: هل فيروس كورونا مُصَنّع بيولوجيا؟ هل انقلب السحر على الساحر؟ هل كل ما يعلن عنه حقيقي؟ هل نحتاج لألعاب بيولوجية لنتذكر الله؟ هل هذا عقاب؟ مَنْ المستفيد الأكبر؟

 

أدرك متأخّرا أن اللعبة أكبر ممّا تبدو.. كان المتحكّمون يضخّمون بعبع التكنولوجيا، ويغتالون صغارها، ويحمون كبارها الأكثر تطرّفًا. يحتاجون إليهم رداءً أحمر، يلوّحون به للشعب حين ينزل غاضبًا كثور هائج في ساحة الحرية، فيهجم على الرداء وينسى أنّ عدوا قد يخفي عدوا آخر!

 

حسنا، لا ترتعب، افعل ما أقول، ولا تفعل ما أفعل، ولا تنس حاجة الضحيّة إلى دمها ليصدّقها القتلة.

وبنفس السرعة التي تباغتنا بها تطوّر الوسائل الحديثة وانتشار المعرفة، تفاجئنا أيضا الأعداد المهولة التي تزداد يوميّا نتيجة لتسارع العدوى رغم وعي الناس بوسائل الوقاية والتباعد الاجتماعي، وكذلك انقشاع الغموض ولو جزئيا عن تركيبة الفيروس وتحول العدو اللامرئي من مجهول إلى معلوم.

بإمكاننا التوقع بأن أي وباء فايروسي سيؤثر في أبسط المعاملات اليومية مع الآخرين ومع الأشياء من حولنا، ومن ضمن هذه الدائرة أجسادنا نحن: تجنب لمس الأشياء التي قد تكون متسخة، لا تستخدم المراحيض العامة أو تجلس على الكراسي في الأماكن العامة، تحاشى عناق الآخرين أو مصافحتهم.. ويصل الأمر إلى التحكم بالجسم وردات فعلك اللإرادية، لا تحك أنفك أو تفرك عينيك.. باختصار، يجب عليك التوقف عن مداعبة نفسك.. حسنًا، ليست الدولة فقط ولا القوة المؤسساتية المختلفة التي ستقوم بالتحكم بنا، بل علينا أن نتعلم كيفية التحكم بذواتنا وضبطها!

 

بضع دقائق كفيلة بأن يدير الزمن انتباهه بالقوة، لحظات خلق غير مألوفة، رأى الرماد يُكوّن نفسه يتأهب لأن يصبح شيئًا ما، نهض من مكانه عائدًا إلى الوراء، وعيناه مدهوشتان، من القدمين بدأت ولادة الكائن الذي أطلق ضحكة ماكرة حين اكتمل نمو فمه.

‏نطق الرماد كلماته الأولى، هباءٌ متموج انتشر كهيئة الصدى، التقطته أسماعه رغم قتامة النبرات، كان يخاطب الضمير الكامن في الظلال، يومض كالشهب في هجعة السحر، إلا أنه سرعان ما استوعب المغزى، فالتقط أوراقه، وكتب: هل فيروس كورونا مُصَنّع بيولوجيا؟ هل انقلب السحر على الساحر؟ هل كل ما يعلن عنه حقيقي؟ هل نحتاج لألعاب بيولوجية لنتذكر الله؟ هل هذا عقاب؟ مَنْ المستفيد الأكبر؟

أدرك متأخّرًا أن اللعبة أكبر ممّا تبدو.. كان المتحكّمون يضخّمون بعبع التكنولوجيا، ويغتالون صغارها، ويحمون كبارها الأكثر تطرّفًا. يحتاجون إليهم رداءً أحمر، يلوّحون به للشعب حين ينزل غاضبًا كثور هائج في ساحة الحرية، فيهجم على الرداء وينسى أنّ عدوا قد يخفي عدوا آخر!

حسنًا، لا ترتعب، افعل ما أقول، ولا تفعل ما أفعل، ولا تنس حاجة الضحيّة إلى دمها ليصدّقها القتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى