فنون
د. محمود عبد الكريم يكتب: وداعاً.. الفنان عبدالعاطي صالح عاشق «مسرح الحجرة»
رحم الله الفنان المقتدر والصديق العزيز؛ عبدالعاطي صالح السمالوسي.. لقد كان بحق قيمة وقامة ورمزا وأيقونة لفن مسرحي تفرد به وهو «مسرح الحجرة»..
تميز الفنان عبدالعاطي صالح دائما بإطلالته الجميلة، وابتسامته الحلوة، وكان مؤمنا تماماً برسالته التنويرية، وواثقا في روعة أدائه، ومراهنا على أصالة الحس الفني لكثير من جمهوره..
ربما لم تسلط وسائل الإعلام أضواءها على الموهبة المتفجرة للفنان الراحل، لكنه كان فنانا أصيلاً من طراز خاص، لا تشغله الشهرة، ولا يعنيه جمع المال.. كان «عبدالعاطي» بارعاً في تجسيد الشخصيات التاريخية؛ تدعم أداءه المتقن، فصاحة لغوية، وقدرة مدهشة على التحدث باللغة العربية الفصحى..
ومن فرط عشقه لرسالته الفنية، كان ينفق على أدواره كل ما لديه من مال.. ولم يشعر بالحرج مطلقاً أن يدير أستوديو تصوير في منزله بمحافظة الجيزة، لا لشيء سوى الاعتماد على إمكانياته المادية الذاتية، وحتى يستمر في أداء رسالته السامية والراقية، دون أن يخضع لأي مؤثرات تنال من عزيمته، وتعرقل مهمته الثقافية والفنية.
شارك الفنان عبد العاطي صالح في عدد كبير من الأعمال الفنية المتميزة، إذ إنه يعد واحدًا من أهم نجوم جيله، فقد تعاون مع عدد كبير من نجوم الفن، في أعمال فنية حققت نجاحًا كبيرًا، ولقيت إقبالًا كبيرا من قِبل الجمهور.
ومن أبرز أعماله: مسلسل نسر الصعيد، ولأعلى سعر، يونس ولد فضة، الإمام الغزوالي، يوم من الأيام، أيام الحب والشقاوة، القاهرة 2000، شخلول، الإمام محمد عبده، كناريا وشركاه، زمن عماد الدين، الدعاة، طيور الشمس، عفاريت السيالة، فارس الرومانسية، وغيرها من الأعمال المتميزة.
وافت المنية الفنان المبدع عبدالعاطي صالح بعد صراع مرير مع المرض، وشيعت الجنازة بعد صلاة ظهر اليوم السبت، بمقابر العائلة بقرية النجيلي، مركز أبوالمطامير- محافظة البحيرة.
اللهم ارحمه وعافه واعف عنه وأحسن مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد واسقه من يد حبيبك مُحمد شربه لا يظمأ بعدها أبداً.