التعاون هو أى جهد فكرى مشترك ومتبادل بمساهمة أعضاء المجموعة بالتساوي فى المشروع، ويشمل ذلك العمل على توافق الآراء والتفاوض لتحقيق أهداف الفريق.
يُعرف «التعلم التعاوني» بأنه الأسلوب المتبع من قبل المعلم في استخدام طريقة المجموعات الصغيرة داخل الفصل، وإتاحة فرصة العصف الذهني بين الطلاب في داخل كل مجموعة، حسب موضوع الدرس مع توفير الوسائل التعليمية الحديثة كالسبورة الذكية والحاسب الآلي أمر مهم لتعزيز هذا النوع من التعليم، حيث إنها وسائل تقنية جاذبة للطالب.
كما أنها تعطي فرصة للمعلم في تقديم المعلومة بأسلوب سلس وشائق، إضافة إلى أن هذه الوسائل تساعد على تعزيز الفهم ، وبقاء المعلومة في ذهن الطالب.
•• ما الذى يجب توافره لكي يكون الموقف التعليمي تعلما تعاونياً:
لكي يكون الموقف التعليمي تعليماً تعاونياً يجب أن تتوافر به عدة عناصر ، ومكونات منها:
المشاركة الإيجابية بين الطلاب، بحيث يشعر جميع أعضاء المجموعة بالارتباط حيال نجاح أو فشل شركائهم، وتشجيعهم على مراقبة زملائهم في المجموعة ومساعدتهم ليحققوا تقدماً تعليمياً، أما التفاعل المعزز، فهو أن يقوم كل فرد في المجموعة بتشجيع وتسهيل جهود زملائه ليكملوا المهمة ويحققوا هدف المجموعة.
ويشمل ذلك أيضاً تبادل المصادر والمعلومات فيما بينهم، بأقصى كفاءة ممكن، وتقديم تغذية راجعة فيما بينهم، كما أن إحساس الفرد بالمسؤولية عنصر مهم لتعزيز الموقف التعليمي لكي يكون تعليماً تعاونياً.
وأيضاً من المؤكد أن وضع طلاب غير ماهرين اجتماعياً ضمن مجموعة تعلم ومطالبتهم بالتعاون مع زملائهم، لن يحقق نجاحاً يذكر، حيث يجب أن يتعلم الطلاب مهارات العمل ضمن مجموعة المهارات الاجتماعية اللازمة لإقامة مستوى راقٍ من التعاون والحوار .
الفوائد التي ثبت تجريبياً تحققها عند استخدام التعلم التعاوني منها ارتفاع معدلات تحصيل الطلاب، وكذلك زيادة القدرة على التذكر، وتحسن قدرات التفكير لديهم، وزيادة الحافز الذاتي نحو التعلم ونمو علاقات إيجابية بين الطلاب.
ويضاف إلى ذلك، تحسن اتجاهات الطلاب نحو المنهج، والمدرسة وزيادة الثقة بالذات وانخفاض المشكلات السلوكية بين الطلبة، كما أن الطلاب يتعلمون المهام الأكاديمية إلى جانب المهارات الاجتماعية اللازمة للتعاون مثل مهارات القيادة واتخاذ القرار وبناء الشخصية وإدارة الصراع، حيث إن تعلم هذه المهارات يعد ذا أهمية بالغة لنجاح مجموعات التعلم التعاوني.
•• كيف تقسم الطلاب إلى مجموعات تعلم تعاوني؟؟
التعلم التعاوني تكون نتائجه أفضل إذا ما طبق على طلبة المراحل العليا، حيث يتم تقسيم طلبة الفصل إلى (6) مجموعات بحسب حاجة المادة وعدد الطلبة، ويتراوح عدد الطلبة فى المجموعة الواحدة من (3 : 4 ) طلاب، خاصة أن هناك فروقاً طلابية منها الممتاز ، والجيد ، والمتوسط، والضعيف أيضاً.
وتكلف كل مجموعة بحل التطبيق الموكل إليها من خلال المشاركة الجماعية، والعمل بروح الفريق الواحد للتوصل إلى حل التمرين، وبذلك يتعلمون من بعضهم بعضاً، ويتبادلون الخبرات والآراء في المشكلات، وإيجاد الحلول لها.
ويكون المعلم مكلفاً بتقسيم الوقت الزمني للحصة الدراسية على شكل مراحل، ويحددها في قيادة الفصل الدراسي، وإتاحة الفرصة للطلاب بممارسة القيادة للمجموعات داخل الفصل، والمشاركة في إدارة المجموعات، وذلك بغرض زيادة إنتاجيتهم التحصيلية، ورفع درجة المشاركة، وتحمل المسؤولية الجماعية بين الطلاب أنفسهم.
•• مزايا التعلم التعاوني:
المعلم الذي لا يستعد للحصة الدراسية من حيث التخطيط الجيد لها ووضع الهدف المنشود منها لا يستطيع الخروج بنتائج مُثْلى تتمثل في استفادة الطلبة، وسير الحصة الدراسية دون أي إزعاج أو فوضى، مع الاهتمام بالتدريب الكافي للاستخدام الفاعل للتعلم التعاوني.
كما أن توفير مساحات واسعة في الصفوف والوسائل التعليمية المساعدة، أمر ضروري لهذا النوع من التعليم.
وتشير الدراسات والأبحاث النظرية والعملية إلى فاعلية التعلم التعاوني، من حيث مساعدته على رفع التحصيل الأكاديمي و التذكر لفترة أطول، واستعمال أكثر لعمليات التفكير العليا، وزيادة الأخذ بوجهات نظر الآخرين، وزيادة الدافعية نحو التعلم واحترام أعلى للذات، وخلق مساندة اجتماعية أكبر واكتساب مهارات تعاونية أكثر .
إن العمل التعاوني يجعل الطلاب يشعرون بأنهم أكثر قدرة والتزاماً نحو عملهم كما أنهم يبدون اهتماماً ببعضهم بعضاً، ويظهرون التزامهم نحو نجاح كل منهم وهذا يعني أن الموقف التعليمي يصبغ بطابع تعاوني، حيث نراهم يتخذون قراراهم بالإجماع، ويقومون بمساعدة زملائهم الأقل إنجازاً.