مقالاتمميز

نحو إعداد جيل رواد الأعمال من الشباب.. بهذه الطرق نُطلق طاقاتهم الإبداعية والابتكارية

شارع الصحافة/ بقلم: علي الحاروني:

ليس هناك ما يفوق أهمية العامل البشرى فهو أساس ومحور التنمية وهدفها وبالتعليم والتدريب تزداد خبرة الإنسان ومهاراته ومعارفه.. والشباب هم ثروة الحاضر ومداد المستقبل وقادة الأجيال القادمة ومن ثم فإن التعامل والتواصل مع الشباب يحتاج إلى احترافية وتقنية عالية من أجل تنمية أفكارهم والإرتقاء بمستواهم الفكرى والتقنى والمهارى لإكسابهم المناعة والمرونة للتعامل مع متغيرات وتحديات الواقع وطموحات المستقبل.

ومن ثم يجب العمل دائماً على الاهتمام بالشباب ورعايتهم ووضع الأسس والبرامج اللازمة لبناء رواد الأعمال من الشباب والشخصيات القيادية الشبابية وإعداداهم علمياً وتقنياً ومهنياً من خلال الاستعانة بالخبرات الوطنية والعالمية لوضع آليات فعالة من أجل العمل على إطلاق الطاقات الإبداعية والابتكارية لدى الشباب وتنمية كفاءتهم القيادية المؤسسية المستقبلية بالتنسيق مع الجهات المعنية ذات العلاقة بالدولة فمن هم رواد الأعمال ؟ وما هى أهداف وحوافز إعدادهم من الشباب ؟ وكيفية نفعيل دور الشباب فى المستقبل ؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه عبر ثلاثة مباحث رئيسة.

أولاً- من هم رواد الأعمال ؟!

رواد الاعمال هم الأشخاص الذين لديهم الإرادة والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو إختراع جديد إلى إبتكار جديد وترجمته إلى واقع عملى يتبلور فى صورة مشروع يساهم فى تنمية المجتمع, فهم أداة ووسيلة لإنشاء طفرة جديدة من المشروعات والتى تحقق التنمية الشاملة والمستدامة للمجتمع ومن هنا فإن عملية إعداد رواد الأعمال تستهدف كافة فئات الشباب فى المجتمع سواء من خريجى الجامعات أو من هم فى إطار التعليم الذين لا يزالون فى مراحل التعليم لإنصهارهم فى مجالات العمل الصناعى والتجارى والتنموى والأهلي, إضافة إلى إستهداف ريادة الأعمال الشباب خارج العملية التعليمية من أجل إستقطابهم وتنمية وتطوير قدراتهم لتعزيز دورهم الإجتماعى والتنموى وتعزيز قيم الإنتماء والولاء لديهم.

ثانياً- إعداد رواد الأعمال من الشباب بين المحفزات والأهداف:

هناك عديد من المحفزات والاهداف من وراء إعداد جيل من رواد الأعمال من الشباب ومن أهمها إعداد جيل جديد من القيادات الشبابية الواعية والقادرة على قيادة الأداء المؤسسى والمجتمعى بكفاءة , وتأهيل كوادر بشرية متخصصة فى مجال ريادة الأعمال وتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة, علاوة على تعزيز مفاهيم الإدارة الحديثة لديهم والارتقاء بمهاراتهم وكفاءاتهم.

كذلك يتعين العمل على نهضة بيئة عملهم ومستوى أداء الخدمة والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة لإبتكار أدوات وآليات تتواءم مع أهداف رفع كفاءات الشباب ومتابعة التطورات والنماذج المتقدمة عالمياً فى مجال تنمية الشباب ووضع السياسات والإجراءات العملية لإكتشاف المبدعين وتشجيعهم وتنمية التفكير الإبداعى لدى الشباب وكيفية ترجمة الأفكار إلى خطط ومشاريع عمل.

– كما تستهدف عملية إعداد رواد الأعمال إشراك الشباب فى برامج تنمية الإبتكار والإبداع وبرامج حل المشكلات وصنع إتخاذ القرارات , مع الإسخدام الأمثل للنظم التقنية ووسائل التواصل الإجتماعى فى بناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات .

إضافة إلى تعزيز قيم المواطنة والولاء والإنتماء دعماً لأمن وسلامة المجتمع , مع تشجيع الشباب على الأبحاث وتطوير الدراسات والأدوات التى تتواءم مع السوق المحلى والعالمى.

ثالثاً- كيفية تفعيل دور الشباب فى ريادة الأعمال.. (رؤية مستقبلية):

إن وضع كافة الإمكانيات فى الإرتقاء بالمستوى المهارى للشباب وصياغة الطموحات لمستقبلهم فى مجالات متعددة ومتنوعة سواء فى المجال المهارى أو الإبداعى أو مجال تنمية وإدارة المواهب والمجال القيادى ومجال مواجهة الفكر المتطرف وذلك كله لتشجيع الشباب على ممارسة الحياة العملية لزيادة مكتسبات التنمية ومواجهة التحديات المحيطة وإبتكار الأساليب التى تتواءم مع متطلبات الحاضر وطموحات المستقبل.

ومن أجل تطوير أداء الشباب نحو ريادة الأعمال لا بد من القيام بتقييم الأداء المعرفي لديهم في مجال إبتكار وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحسين كفاءة العمل المعرفى والرقمي لدى الشباب ووضع إستراتيجية تطوير كفاءة الشباب فى مجال إدارة وتطوير المشروعات.

 وتعمل كفاءة العمل المعرفي على زيادة الإنتاجية للشباب من خلال إدارتهم وإشرافهم على المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيعهم على ممارسة العمل الخاص انطلاقاً من كون الشباب هم أساس العمل التنموى وريادتهم والتى تمثل هدفاً لحماية الشباب وتحصينهم من التطرف الفكرى والإرهاب ولزيادة دورهم فى التطور الصناعى والنمو الإقتصادى وتفعيل دور المؤسسات الأهلية والمجتمعية على المدى الطويل مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة التنسيق بين كافة فئات المجتمع ومؤسسات الدولة الذين يقومون بتعليم وإعدادات وتنمية مهارات الشباب وكفاءتهم لصياغة مستقبل أفضل للمجتمعات العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى