أدب وثقافة

على الأشواك !!   (بقلم: الشاعر حسن منصور)

ألا يا قـلــبُ مـا هـــذا الوَجـيـبُ || وَمَـنْ يدري بِهَـمِّــكَ أوْ يُجـــيـبُ

أتَخْـفِــقُ أمْ تَصـيحُ بِهــمْ وتَبْـكي || وَهَـلْ يُجْــدي بُكـاءٌ أوْ نَـحــيـبُ؟!

تُنـادي مَـنْ؟ وَأَنتَ هُــنا وَحــيـدٌ || وَحَــوْلَـكَ بَـلْـقَــعٌ خـالٍ رَهــيـبُ

نِــداؤُكَ فـي فَــضــاءٍ دونَ حَـــدٍّ || فَــلا أصْــداءَ تــأتـي أوْ تَــؤوب

وَلـيـسَ لـدَيْـكَ هـــامــاتٌ تُــلــبّي || هُــنـاكَ مُـنافِــقٌ وهُــنـا كَــذوب

إذا مـا جـاعَ بَصْبَـصَ مِـثلَ كلـبٍ || أتى وَالــذَّيْـلُ رَقّــاصٌ طَــروب

وَإنْ أشْـبَـعْــتَ جَــوْعَــتَـهُ تَـوَلّـى || كَـأنْ لـم يَسْـتَـبـِدَّ بِــهِ سُــغــوبُ

وَغـابَ وَعـــادَ فـي قَــرَمٍ شـديــدٍ || وفـي إِيـهــابِـهِ الـخَــتّـالِ ذيــبُ

لـهُ نَـبَــتَــتْ مَـخـالِـــبُ قـــاتِـلاتٌ || وفـي فَـكَّــيْـهِ قــدْ بَرَزَتْ نُيـوب

ولـيسَ مُـبَـصْـبِـصاً يَـأتي وَلـكــنْ || يَـهِــرُّ كَأَنَّــهُ لَــيْـثٌ غَـــضــوب

                           ***********

فَــيـا قَـلـبي تَـجَـــلّــدْ فـي زَمـــانٍ || بـهِ الأخْـلاقُ وَالحُـسْنى تَغــيـب

كـأمْــواجٍ بِـبَـحْـرٍ فَـهْـيَ تَـعْـــلــو || وَأحْــيـاناً تَغــيـضُ وقـدْ تَــذوب

وَقــارَبُـنــا يَطـيـرُ بِنــا وَيَـهْــوي || مَــعَ الأمْـواجِ مـا هَـبَّ الهَـبـوبُ

وَيَـحْـكُــمُـــهُ قَــراصِــنَـةٌ غِـــلاظٌ || كَأَنَّـهُــمُ الصَّواعِــقُ وَالخُـطـوب

بـهِ ذهَـــبـوا بِـلا رُشْـدٍ فَــتــاهــوا || وَلـيـسَ هُــناكَ قُـبْـطـانٌ لَـبـيـبُ

وَبوصَـلَةُ المُـسافِــرِ حَـطّــمـوهــا || وَأَلْــقَــوْهــا لِـحــيـتـانٍ تَـجــوبُ

وهـذا القـارَبُ المَـخْـروقُ مــاضٍ || وَقَـعْـرُ البَـحْـرِ مَـوْطِـنُهُ القَـريب

فـكُـنْ يـا قَـلـبُ سَـبّاحــاً مُـجـــيـداً || وَثِـبْ مِـنْـهُ بِـعَــزْمٍ لا يَـخـــيـب

وَلا تُسْــلِــمْ قِــيـادَكَ أوْ تُـجــامِــلْ || فَـمـا مِــنْهُـمْ أخٌ لَـكَ أوْ حَــبـيــب

لَـــدَيْـكَ سِـلاحُ إيـمــانٍ وَعَــــزْمٍ || كِـلا الـسَّــيْـفَـيْـنِ بَـتّـارٌ مَــهـيــب

                           ************

أقــارِبُـكَ العَــقـارِبُ نَـبْــعُ سُـــمٍّ || زُعــافٍ مـــا لَــهُ أبَــداً نُـضــوبُ

 لـهُــمْ فـي كلِّ مَـكْـرَهَـــةٍ وُجــودٌ || لـهُــمْ فـي كُــلِّ مَـفْــسَـدَةٍ دَبـيــب

هُــمُ السُّـفَــهـاءُ لـمْ يَأتــوا بِـخَـيْـرٍ || فَــلا شَــهـْمٌ وَلا رَجُـــلٌ نـجــيـب

هـمُ الأشْــبـاحُ إنْ سَمِـعــوا نِــداءً || هُـمُ الأنْــذالُ طَـبْــعُـهُـمُ الهُــروب

إذا عَــجَـزَ الكِـرامُ عـنِ المَـعـالي || فَـهــلْ يـبــدو لأنْــذالٍ نَـصــيــب؟!

فـلا تَـرْجُ المَــوَدَّةَ مِـــنْ سَــفــيـهٍ || كَــــذوبٍ لا يَــكُـــفُّ وَلا يَـتـــوب

وَعِــشْ فَــرْداً وَحــيداً مُـسْــتَـقِـلّاً || مَــبـادِئُـهُ هِـيَ الوَطـنُ الـرَّحــيـب

كَـفى يا قَــلـبُ لا تَخْـفِــقْ كَـثـيـراً || فَــكُـلُّ الـنّاسِ مَــسَّـهُـمُ الـلُّـغــوبُ

وَإنْ شِـئْـتَ الصَّلاحَ فَـكُنْ صَـبوراً|| لَـعَـلَّ مُـصاحِــباً لـكَ يَسْــتَـجـيـب

وَقُـــلْ يـا رَبِّ ثَــبِّــتْــنـي فَــإنّــي || لِـنـورِ الحَــقِّ وَالـحُـسْنى رَبـيـب

وإنّـي كـــادِحٌ كَــــدْحـــاً لِــــرَبّي || وَإِنّي قــدْ عَــلا رَأسي المَـشـيـبُ

فَـصَـبْراً يا بَـقايـا العُــمْـرِ صَـبْـراً || وَزيـدي مِـنْ وُضوحِـكِ يـا دُروب

لَـعَـــلّــي سـالِـكٌ دَرْبـاً قَـــويــمــاً || وَمِــنْـهُ إلى حِــمــى رَبّــي أَؤوبُ

 **********

الشاعر حسن منصور

من المجموعة الرابعة عشرة، ديوان (القوافل) ص 10

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى