مقالات
الفراغ الذهني أو الفكري (د. شيماء قنديل- مصر)
الفراغ الذهني (الفكري) Intellectual Emptiness
الفراغ هو ليس فراغ الوقت بل هو شعور الشخص بالخراب الداخلي وغياب الرضا والأمل فى الحياة، وغالباً ما يؤدى هذا الشعور إلى الانغماس فى هاوية الإدمان وسلوك الهرب.
يعنى الفراغ الذهنى خلو العقل ، والفكر مما ينفع ويفيد ؛ بحيث يكون الذهن ملئ بالأفكار والمعلومات غير المفيدة، والتى تؤثر سلباً على سلوك الفرد ، والمجتمع .
كما يُعرف بأنه ” تغييب العقل جزئياً عن طريق تعطيل طاقاته الكامنة، وإهدار وظيفته التى خُلق من أجلها، وهى التأمل والتفكر.
وهناك تعريف آخر وهو ” انعدام التصور الصحيح للحياة، وعدم معرفة سبب وجودنا فيها ومهمتنا الموكولة إلينا ، ومصيرنا ومصير الكون، والغاية من هذا التنظيم الرائع للكون.
الشخص الفارغ ذهنياً بيكون عرضة للتأثر بأى فكر ، وأي منهج بغض النظر عن صحة هذا الفكر ومحتواه. لذا فامتلاء العقل بالعلم والمعرفة يكون مانع قوى ضد أى انحراف أو ضلال.
قد يصبح الفراغ الذهنى (الفكرى) أكبر السموم التى تصيب المجتمعات فى عصرنا الحالى ، وتسبب فيها العديد من المشكلات الخطيرة ، ومن أبرزها الانحرافات السلوكية التى نشهدها ونلاحظها منتشرة بشكل سريع ومتلاحق ، مما تؤدى إلى تهديد الأمن الاجتماعى.
فى الآونة الأخيرة أصبح عدد الأفراد الفارغين ذهنياً كبير جداً، هذه الشريحة من المجتمع تعد من أخطر الأسلحة التى يمكن أن تهدد الأمن الاجتماعى، والقومى للمجتمعات، فهو بمثابة قنبلة موقوته، وذلك لأن هذه الشريحة يمكن اختراقها بمنتهى السهولة، وتوجيهها نحو انحراف فكري أوتوجه معين تدريجياً، أما إذا كانت ممتلئة بالفكر الواعي فلن يكون من السهولة اختراقها، فامتلاء العقل بالفكر، والعلم، والمعرفة يكون رصيداً قوياً ضد أي انحراف.
أسباب الفراغ الفكري:
هناك عديد من الأسباب الظاهرة وغير الظاهرة التى قد تسبب للفراغ الفكري ، ومنها:
-
الغزو الثقافي والفكري لوسائل التواصل الاجتماعي، وما سببته من فراغ عقلي، وفكري، وتغيير سلوكي للشباب.
-
المؤسسات الإعلامية المختلفة، وما رافقها من غزو ثقافي شكك الشباب في كل ما حولهم دون التفكير، والشعور بالانتماء للوطن.
-
لا يوجد برامج واضحة في كيفية استغلال الوقت في أشياء نافعة.
-
المنهاج الدراسي الذي يبدو أنه لا يقدم للطلاب قدراً كافياً من المهارات.
-
فقد الأسرة للتنشئة والتربية الصحيحة، والاعتماد على الأساليب غير التربوية كالقسوة، والتسلط، والتفريق فى المعاملة بين الأبناء.
-
عدم الاهتمام بمرحلة المراهقة للشباب، التى تمثل مرحلة عدم الاستقرار فى شخصية الفرد؛ ما يؤثر سلباً على الفرد، والمجتمع.
-
مكان قضاء وقت فراغ الشباب، ونوعية المشاركين فيه من أهم العوامل التي تؤدى إلى الانحراف الفكري، والسلوكي.