قالتْ: ما بالُ قوافيكَ صامتةً لا يثيرها طيفُ الخيالِ وطائرُ شواردكَ مهيضُ الجناحِ قلتُ: قدْ أعياني السفرُ إلى الأفقِ البعيدِ وما عدتُ قادراً علىِٰ إرخاء حبال التوقِ لكُلِّ الاتجاهاتِ فالقريبُ عندي ما أبعدهُ والبعيدُ ما أقربهُ.
وأخالني قدْ جمدَ الدمُ في عروقي، وتجعّدتْ وريقاتُ اصطباري، فغوصي في بحاري واقتحمي أعماقي بينَ كهوف أضلاعي ومرجان قلبي..
واسألي أسماكَ أحزاني عن لؤلؤةِ الصلدِ ما أصلب منها، عندَ ذلكَ تعالي نوقفُ عجلةَ السنين المسرعة نعيدُ بفرشاتنا رسمَ خارطة الأوجاعِ..
نغسلُ وجهَ الليلِ العقيمِ ليلدَ فجراً أبلجَ يندلعُ لسانُ الصبحِ بما لا يحتملُ التأجيل ويتسربلُ ببهائهِ إلى فراديسِ الشموعِ النازفةِ كلّما اندلقتْ أحشاؤها تفجّرتْ عُيونُ الشغفِ وانبجستْ ينابيعُ النَهَمِ ناشرة ظلالها علىٰ مساحاتٍ شاسعةٍ تتخطى مفاصلَ الجمرِ ولا تغوص في تضاريس الصقيع.
—————
كامل عبد الحسين الكعبي
العراق- بغداد