ثمة روايات عدة في تاريخ دخول الإسلام أندونيسيا لتصبح بعد ذلك أكبر دولة إسلامية الآن وأقربها إلى الصحة أن الإسلام دخلها في القرن الثالث عشر الميلادي /السابع الهجري عن طريق التجار والصوفيين فما انفك الإسلام ينتشر في كل أنحاء هذا البلد الذي يمثل أرخبيلا كبيرا في المحيط يتألف من 17508 جزر عاصمته (جاكرتا).
ويبلغ عدد سكان إندونيسيا 250 مليون نسمة في الوقت الحاضر يشكل المسلمون 89٪ من عدد السكان و8٪ من المسيحيين و2٪ من الهندوس والأقليات الأخرى، يتحدث أهل إندونيسيا ومعناها (المزدهرة المنتصرة) حوالي 400 لغة ولهجة ومنذ رحيل الدكتاتور (سوهارتو) عام1998م.
أجرت إندونيسيا أول انتخابات تشريعية في عام 1999م ومنذ ذلك التاريخ شنت اندونيسيا حربا على الإرهاب بوسائل تجمع بين التقليدية والابتكار وخاصة بعد أن تزايدت كراهية الأندلسيين تجاه جماعات الإسلام السياسي، بعد أن ثبت عدم كفاءتها للحكم، حيث أخفقت باستمرار في تقديم أجندة اقتصادية متماسكة، أو أن ترقى لمستوى أكثر أخلاقية وأقل فسادا كما تدعي.
فقد تم القبض على أحد رؤساء أحزابها عام 2013 وهو على لطفي حسن إسحاق لتقاضيه رشوة، وأن مساعده كان مختبئا في غرفة بفندق مع فتاة عارية تبلغ من العمر 19 عاما، وخلال المجلس التشريعي شوهد أحد مساعدي على لطفي إسحاق على الكاميرا وهو يشاهد أفلاما إباحية على جهاز الآيباد الخاص به.
وكان بعد رحيل سوهارتو الدكتاتور أن قفزت المليشيات الإسلامية إلى المعركة حيث أحدثت عديد التفجيرات وحاولت إثارة فتنة وحرب دينية بين المسلمين والمسيحيين في عدة مناطق.
وبدأت الأحزاب السياسية الثيوقراطية في إعادة بناء نفسها وتدريب الكوادر وإقامة مدارس دينية داخلية شديدة التطرف في المناطق المحرومة من خدمات الحكومة المركزية غير المبالية بها.
والحق أن مواجهة هذه الجماعات الإرهابية وإعادة أندونيسيا على طريق التنمية والازدهار يعود إلى أربعة حكام أندلسيين آمنوا بالأسلوب الديمقراطي وحرية المواطنين وهم: عبد الرحمن وحيد والسيدة /ميجاواتي سوكارنو بوتري وسوسيلو بامبانج يودو يونو ثم جوكو ويدودو المعروف عالميا باسم (جوكودي).
ومن الخطوات العملية التي اتخذتها ميجاواتي في مواجهة الإرهاب أن دعمت قرارا واسع النطاق لتسهيل محاكمة المتشددين في المحكمة، ثم أنشأت وحدة جديدة لمحاربة الإرهاب تعرف بالوحدة 88 تم تدريبها على أعلى مستوى وزودت الوحدة بمراقبة عالية التقنية، ومعدات عسكرية منها أجهزة لمراقبة محادثات الهاتف الخليوي وهي الأكثر أهمية والتي كانت مسؤولة عن نحو 90٪ من عمليات الاعتقال اللاحقة.
والجدير بالذكر أن مصر استخدمت نظاما أشبه بذلك وهو تدريب ما يسمى بالوحدة 777 بالجيش المصري لنفس الغرض والتي وجهت من خلالها ضربات موجعة للإرهابيين).
وبتشجيع بعد ذلك من يودويونو أخذت الوحدة 88 في النمو لتصبح قوة تضم أكثر من 400 عميلا ولقد تعاملت جاكرتا مع الإرهاب باعتباره مشكلة (إنفاذ القانون) أكثر من كونها مشكلة عسكرية وبدلا من اعتمادها على الجيش تحولت الحكومة إلى قوة (الشرطة الوطنية) التي لم تقم باحتجاز المشتبه بهم إلا إذا كان لديها أدلة دامغة كافية ضدهم.
وفي مصر وقفت الشرطة الوطنية بجانب الجيش نظرا لاختلاف وتباين الظروف في البلدين، كما عقدت إندونيسيا محاكمات علنية لأولئك الذين سعت لسجنهم، حتى أنها أفرجت عن عدد كبير من المشتبه فيهم.
وقد أفضى كل ذلك لحصول الشرطة الأندلسية على ثروة من الأدلة ساعدت الشرطة والجهات النيابية والقضائية لاستخدامها في التحقيقات اللاحقة.
كما عملت الحكومة الأندلسية على إعادة تأهيل الإرهابيين فبدلا من معاملتهم كمجرمين فقد وصفتهم بانهم (رجال صالحون ضلوا)،كما جندت بعضهم كجنود سريين وحملتهم على نبذ العنف كما كان الحراس يسمحون لمساجينهم بالعبادة بحرية تامة وبناء الثقة وفق هويتهم الإسلامية.
وكثيرا ما كان المحققون في الوحدة 88 يتقاسمون الوجبات مع السجناء، وينضمون إليهم في الصلاة وكان المساجين الذين يتعاونون مع الشرطة أو الوحدة 88 يكافأون بسخاء حيث تدفع لهم الحكومة نفقات حفلات زفافهم الخاصة بهم وتسمح لذويهم بالزيارات العائلية ولهم كذلك كما تدفع الحكومة الرسوم المدرسية لأطفالهم والنفقات الطبية.
كما أنشأ «يودويونو»، وبدعم من المنظمات المدنية مراكز تعليمية داخلية معتدلة للتنديد بالعنف على أسس إسلامية، وتقديم الإرهابيين السابقين على شاشات التلفاز لوصف جرائمهم عبر صور حية والإعراب عن الندم وتعبئة الجميع من الكتاب والفنانين لإنشاء روح التسامح والاعتدال بين أبناء الشعب.
كما تجنب يودويونو الأساليب القمعية مع الإرهابيين حتى لا يسمح لهم بتنظيم غضب شعبي يخدم قضيتهم الفاسدة.
ولعلنا في مصر قد قمنا بما يشبه ذلك عن طريق الكوميديا التي سخرت من أفعال الإرهابيين وفضح أفعالهم بتقديم دراما تجمع بين السرد الدرامي والوثائقية.