لا شك أن التغيرات المناخية التي يواجهها العالم اليوم، تُشكل تحدياً مهماً في جميع جوانب حياتنا، والعالم من حولنا، فدراسة تغير المناخ لم يعد حكراً على المتخصصين فقط، ولكن كُلنا مجبرون على مواجهة حقيقة أن المناخ يتغير، وأنه بات قضية مقلقة لكل القطاعات، على مستوى العالم، ومن بين هذه القطاعات قطاع التعليم، وبما فيهم المعلم والمتعلم.
إن إشراك قطاع التربية والتعليم في العمل على الحد من هذه الظاهرة، مع الاستثمار في التعليم الجيد لمكافحة التغير في المناخ.. يعتبر أداة أساسية في تحقيق الأهداف الإنمائية حاضراً، ومستقبلاً.
وبما أن تغيُّر المناخ هو ظاهرة سيكون على شباب اليوم التعامل معها لبقية حياتهم.. فإن هذا التوجُّه نحو التعليم المناخي هو تطوُّر مُرحَّب به.
يقصد بالتعليم المناخي إدراج محتوى تربوي تعليمي ضمن المناهج الدراسية يهدف إلى توعية الطلاب بالجوانب المختلفة لأزمة المناخ، وطرق التخفيف من أثارها والتكيف معها، وكيفية مواجهتها والحد منها بأسلوب مبسط يناسب الطلاب في كافة المراحل التعليمية المختلفة، ويتم تعميمها على الأنظمة التعليمية.
إن تعليم النشء حول حقائق تغير المناخ يمكنه أن يغرس فيهم الرغبة مدى الحياة في تحسين البيئة ، وحماية الكوكب لأطفالهم وأحفادهم.
والأهم من ذلك، سيساعد التعليم الجيد بشأن قضايا تغير المناخ، والعلوم التي تقف ورائهُ ، على دفع عجلة الابتكار حول حلول تغير المناخ. سيكون هذا مفتاحً للتطوير المستقبلي لطرق جديدة، ورائدة لمعالجة القضايا البيئية.
إن إدراج تعليم فعال عن قضايا التغير المناخي ضمن المناهج الدراسية، لتشجيع الطلبة ، وحثهم على تطوير مشاريعهم البحثية بما يتناسب مع توجهات الدولة في المحافظة على الثروات الطبيعية، وتحقيق التوازن المناخي، ومواكبة التوجه العالمي لتقليل الانبعاثات الكربونية، سيساعد على إنتاج سلسلة من النتائج الإيجابية.
كما أنه يزيد من عدد المواطنين المطلعين، ويشجعهم على تغيير مواقفهم وسلوكهم تجاه بيئتهم، ما يؤدي إلى مجتمع أكثر نشاطًا ووعياً واستشرافاً لمشكلات المستقبل، ومحاولة إيجاد حلول استباقية لها.
إن توضيح تغير المناخ، وتعليمه للمتعلمين للقيام بدورهم من أجل بيئتهم، لا يقتصر على تحفيزهم باتخاذ إجراءات الحد منه، والتكيف معه وحسب، بل لابد من وضع إطار عمل واضح ومتماسك، مع توافر الأدوات والوسائل التعليمية، ووضع استراتيجية واضحة لإعدادهم للمستقبل، وذلك من خلال التعليم العملي التطبيقي لتغير المناخ الذى يلامس واقع الطلاب..
فإذا كنا نعلم طلابنا الآثار السلبية على البيئة نتيجة لاستخدام البلاستيك، فعلينا الحد من استخدام هذه المواد في مدارسنا أولا.
ومن المجدي ألا يكون تدريس التغير المناخي كموضوع منفصل، بل بدمجه في المناهج المدرسية ليقوم المعلمون بإدراجه ضمن المواضيع المختلفة التي تمس واقع الطلبة، حيث إن التعلم العملي والرؤية المباشرة تساعد الطلبة على التعامل مع التغير المناخي، والتكيف معه بشكل أفضل.