مقالات
د. شيماء قنديل تكتب: «رقمنة التعليم».. أو التعليم في ظل التحول الرقمي
شهد العالم في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً لتقنيات التحول الرقمي، وتكنولوجيا المعلومات في مجالات، وقطاعات عديدة أهمها التعليم.ومع ازدياد استخدام البرامج الرقمية من قبل العموم وخاصةً الشباب. أصبحت هناك حاجة ملحة لمواكبة هذا التطور الذي يتميز بعدد من الخصائص متعددة الشكل، والمضمون، والأدوات، فقد استطاعت شبكات التواصل الرقمية إبراز الأحداث الجارية فى العالم، والأطلاع على أفكار وثقافات العالم بأسره.
يُعد التعليم الرقمي Digital Learning وسيلة من الوسائل التى تدعم العملية التعليمية، وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل، وتنمية المهارات. فالتعلم الرقمي (الإلكتروني) يُكسب المتعلمين خبرات التعلم بصورة وظيفية من خلال وسائل تعتمد على التكنولوجيا تسهم فى تدعيم التعلم الفردي، أو(التعلم الذاتي)؛ بحيث يسمح للمتعلم بأن يقرر أي محتوى يجب التركيز عليه فى فترة معينة، بالإضافة إلي الجدول الزمني لعملية التعلم، ومرات تكرار التمارين لإتقان المعرفة.
كما تجعل المتعلم هو بؤرة ومحور العملية التعليمية، لما تلبيه من احتياجات ذهنية ومادية له، بما يكسبه خبرات التعلم فى وقت قياسي، ويزيد من رغبته فى استكمال التعلم بشكل مرضي، كما يعزز ذلك من التوجه للتعلم المستمر مدى الحياة، وإكساب المتعلم مهارات القرن الحادي والعشرين.
تُعرف الجمعية الأمريكية للتدريب والتعليم (ASTD) American Society of Training and Education التعلم الرقمي (التعلم الإلكتروني) علي أنه عملية تعلم المتعلمين تطبيق الوسائط الرقمي.كما يعرف التعلم الرقمي بأنه طريقة للتعلم باستخدام آليات الأتصال الحديثة من حاسب، وشبكات، ووسائط متعددة، من صوت وصورة، وروسومات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الأنترنت سواء كان عن بعد، أو فى الفصل الدراسي. الخلاصة المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت، وأقل جهد.
ماهية التعليم الرقمي:
بالرقمنة يتم إدخال النصوص والصور والصوت إلى وحدات الإدخال الرقمية بالحواسيب، ثم معالجتها، وتخزينها رقمياً كمعلومات. الرقمنة تجعل من السهل الحفظ، والتدازل، والمشاركة للمحتوى الذى تتم معالجته رقمياً، وذلك فى كل وقت، وبأى مكان.
أنواع التعليم الرقمي:
-
التعليم الإلكتروني المتزامن ( Synchronous e- Learning):
هو التعليم الإلكترونى المياشر، الذى يحتاج إلى ضرورة وجود المتعلمين، والمعلم فى تفس الوقت حتى تتوافر عملية التفاعل المباشر بينهم، واستخدام الأنترنت لتوصيل، وتبادل الدروس، وموضوعات البحث؛بحيث يتبادل الطرفان الحوار من خلال المحادثة أو تلقي الدروس من خلال الفصول الأفتراضية، ومن إيجابيات هذا النوع من التعلم أن الطالب يستطيع الحصول من المعلم على التغذية الراجعة المباشرة فى الوقت نفسه. ومن سلبياته عدم اتطاعة المتعلم تلبية الحضور فى نفس وقت حضور المعلم لضمان توافر ظروف عملية التفاعل، وتحقيق التغذية الراجعة.
-
التعليم الإلكتروني غير المتزامن ( Asynchronous e- Learning):
وهو التعليم الإلكتروني غير المباشر، ويتمثل هذا النوع فى عدم ضرورة وجود المعلم والمتعلم فى نفس وقت التعلم، فالمتعلم يستطيع التفاعل مع المحتوى التعليمي، والتفاعل من خلال البريد الإلكتروني ، وإرسال رسالة إلى المعلم يستفسر فيها عن شئ ما ثم يجيب عليه المعلم فى وقت لاحق، ومن إيجابيته أن المتعلم يتعلم حسب الوقت والمكان المناسب له، ويستطيع إعادة دراسة المادة، والروجوع لها عند الحاجة، ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما أنه قذ يؤدي إلى الإنطوائية لأنه يتم فى عزلة.
-
التعليم المدمج (Blended Learning) :
هو التعليم الذي يستخدم فيه وسائل اتصال إتصال متصلة معاً لتعلم مادة معينة، وقد تتضمن هذه الوسائل مزيجاً من الإلقاء المباشر فى قاعة المحاضرات، التواصلعبر الأنترنت، والتعلم الذاتى. وبذلك يكون عبارة عن تعلم مكمل للتعليم التقليدى المؤسس على الحضور مكان التعلم حيث يستخد شبكة الأنترنت ، هذا النوع من التعليم بما يحتاج إليه من برامج ، وعروض تقديمية مساعدة، وفيه توظيف بعض أدوات التعلم الإلكتروني جزئياً فى دعم التعلم الحضوري التقليدي ، وتسهيله، ورفع كفاءته.
أهداف التعلم الرقمي:
يهدف التعلم الرقمي إلى ما يلى:
-
القدرة على تلبية حاجات ورغبات المتعلمين المعرفية، والعلمية.
-
تحسين عملية الاحتفاظ بالمعلومات المكتسبة، والوصول إليها في الوقت المناسب.
-
سرعة تجديد المعلومات، والمعارف، وترتيبها حسب أهميتها،المواقف الحياتية.
-
تحسين التفاعل، والتعامل بين طرفي العملية التعليمية (المعلم، والمتعلم).