عربي ودوليمقال رئيس التحريرمميز
«سكاي نيوز»: نصف عام من الحرب في أوكرانيا.. هذه حصيلة الدم والنار !!
خلّفت الحرب الروسية الأوكرانية بعد مرور 6 أشهر على اندلاعها، عشرات الآلاف من القتلى والملايين من النازحين وأثارت أزمات اقتصادية حول العالم.. وما كان يتوقع أن تكون حربا خاطفة تستمر عدة أيام، طالت لتزيد على 6 أشهر، دون أن يلوح في الأفق أي حل سياسي ينهي هذا النزاع الذي أصاب كل ركن من أركان العالم بدرجات متفاوتة.
وبدأت الحرب فجر 24 فبراير الماضي، بضربات روسية مكثفة في شتى أنحاء أوكرانيا، فيما تقول موسكو إنها “عملية عسكرية خاصة” لحماية إقليم دونباس، الذي يعيش فيه سكان ناطقون باللغة الروسية يعانون من الاضطهادـ، بحسب روسيا، التي تخشى أيضا من التمدد حلف شمال الأطلسي “الناتو” نحو حدودها عبر أوكرانيا.
وتركزت الحرب في شهرها الأول على محاولة القوات الروسية السيطرة على العاصمة كييف، قبل أن تتراجع موسكو بهذا الشأن بعدما أبدت كييف مقاومة شرسة، لتركز القوات الروسية جهدها على مناطق جنوب وشرقي أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، وخاصة إقليم دونباس.
وفي كل مراحل الحرب في أوكرانيا، كل القتلى يسقطون والسكان يفرون والبنية التحتية تدمر، فيما أصبحت التضخم والأسعار المرتفعة الشغل الشاغل للحكومات والشعوب في شتى أنحاء العالم، وذلك بحكم أثر الحرب الروسية الأوكرانية.
واستعرضت وكالة “رويترز” في تقرير أبرز التداعيات التي ترتبت على الحرب في الشهور الستة الماضية.
القتلى المدنيون والعسكريون
5587 مدنيا قُتلوا وأصيب 7890 منذ 24 فبراير، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لكن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
معظم القتلى أو المصابين من ضحايا الأسلحة المتفجرة مثل المدفعية والصواريخ والضربات الجوية.
قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني: قرابة 9 آلاف من الجنود الأوكرانيين قتلوا في الحرب، في أول حصيلة وفيات يعلنها قائد الجيش منذ اندلاع الحرب، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
آخر حصيلة نشرتها روسيا كانت في أواخر مارس الماضي وفيها 1351 جنديا روسيا قتلوا في الحرب، ومنذ ذلك التاريخ لم تنشر حصيلة جديدة.
وفقا لتقديرات المخابرات الأميركية قُتل نحو 15 ألف جندي روسي حتى الآن في أوكرانيا وأصيب 3 أمثال هذا العدد، أي ما يعادل حصيلة وفيات الاتحاد السوفيتي السابق أثناء احتلال موسكول أفغانستان بين 1979 و1989.
تقول كييف، من جانبها، إن عدد القتلى في صفوف الجيش الروسي يبلغ 43 ألف قتيل.
النزوح واللجوء
منذ 24 فبراير اضطر ثلث سكان أوكرانيا، أي ما يتجاوز 41 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم في أكبر أزمة نزوح بشري في العالم وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ووفقا لبيانات المفوضية يوجد في الوقت الراهن أكثر من 6.6 مليون لاجئ من أوكرانيا في أنحاء أوروبا أكثرهم في بولندا وروسيا وألمانيا.
الأرض والاقتصاد
إضافة إلى الخسائر البشرية فقدت أوكرانيا سيطرتها على نحو 22 بالمئة من أراضيها منذ ضم روسيا للقرم في 2014.
كما فقدت كييف مساحات شاسعة من ساحلها، وتقوض اقتصادها وتحولت بعض المدن إلى أراض قاحلة بسبب القصف الروسي.
كشفت تقديرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأوكراني سينكمش 45 بالمئة في 2022.
والتكلفة الفعلية بالدولار في أوكرانيا غير واضحة.
قال رئيس الوزراء دنيس شميهال في يوليو إن إعادة الإعمار الكلية بعد الحرب ستكلف قرابة 750 مليار دولار وقد تكون أعلى بكثير.
لم يتضح كم أنفقت أوكرانيا في القتال.
خسائر روسيا المادية
كانت الحرب باهظة التكاليف لروسيا أيضا، على الرغم من أنها لا تفصح عنها لأنها من أسرار الدولة.
وإلى جانب التكاليف العسكرية، حاول الغرب معاقبة موسكو بفرض عقوبات قاسية سببت أكبر صدمة للاقتصاد الروسي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991.
ويتوقع البنك المركزي الروسي الآن انكماش الاقتصاد البالغ حجمه 1.8 تريليون دولار بما بين 4 و6 بالمئة في 2022، وهو ما يقل عن توقعات في أبريل بانكماشه بين ثمانية وعشرة بالمئة.
ومع ذلك لا تزال التداعيات قاسية على الاقتصاد الروسي ولم تتضح على نحو كامل بعد.
واستُبعدت موسكو من أسواق المال الغربية وتعرض معظم أفراد نخبتها لعقوبات وتواجه مشكلات في استيراد بعض المواد مثل الرقائق الدقيقة.
وفي الشهر الماضي تخلفت روسيا عن سداد سنداتها الأجنبية للمرة الأولى منذ الشهور الكارثية التي أعقبت الثورة البلشفية في 1917.