حوادثمقال رئيس التحريرمميز
رحم الله شهيدي المُقراني والحامولي.. وشكراً لرجال الإسعاف الأمناء بمحافظة قنا
(وَما تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا) خير أم شرّ، ولا تدري يا ابن آدم متى تموت؟ لعلك الميت غدا، لعلك المصاب غدا؟ (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بأيّ أرْضٍ تَمُوتُ) ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض في بحر أو برّ أو سهل أو جبل، تعالى وتبارك.
إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًاۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها; فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب، ( لا يجليها لوقتها إلا هو ) [ الأعراف: 187 ]، وكذلك لا تدري نفس ماذا تكسب غدا في دنياها وأخراها، ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان، لا علم لأحد بذلك. وهذه شبيهة بقوله تعالى: ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) الآية [الأنعام : 59]. وقد وردت السنة بتسمية هذه الخمس: مفاتيح الغيب.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عمن مات بحادث سيارة هل يعتبر شهيدا؟ فأجاب: الميت بحادث يكون من الشهداء ـ إن شاء الله ـ لأنه كالميت بهدم أو غرق أو نحو ذلك، ولكن ليعلم أننا لا نحكم على الشخص بعينه إنه شهيد حتى وإن عمل عمل الشهداء، لأن الشهادة للشخص بعينه لا تجوز كما لا تجوز الشهادة للشخص بعينه بالجنة إن كان مؤمنا أو بالنار إن كان كافرا، ولكن نقول إن من مات بحادث أو مات بهدم أو بغرق أو بحرق أو بطاعون، فإنه من الشهداء ولكن لا نخصه بعينه، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن لا نشهد لأحد بعينه بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن نرجو لهذا الرجل أن يكون من الشهداء.
وينطبق الكلام السابق على فقيدي بلدتي المقراني والحامولي (مركز يوسف الصديق- محافظة الفيوم) اللذين مصرعهما، بعد انقلاب سيارتهما وذلك في أثناء توجههما إلى محافظة قنا من أجل شراء جرار زراعي من هناك.. ونحتسبهما عند خالقهما من الشهداء، بإذن الله ومشيئته وورحمته.
وقد تم الكشف عن تفاصيل هذا الحادث المأساوي في أعقاب ورود إشارة إلى اللواء إيهاب طه مدير أمن قنا إشارة من هيئة إسعاف المحافظة، تفيد إبلاغ غرفة عمليات مرفق الإسعاف، بوقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي على طريق قنا- نجع حمادي الصحراوي الغربي.
وعلى الفور تم الدفع بسيارة إسعاف إلى موقع الحادث، حيث اتضح أن الحادث أسفر عن وفاة كل من:
1-عيد أحمد عطية حسين- من قرية الحامولي، مركز يوسف الصديق محافظة الفيوم.
2-مجدى عبد الحميد صادق مراد من قرية المقراني- مركز يوسف الصديق، محافظة الفيوم.
= وقبل وقت قصير من نقل الجثتين إلى مشرحة مستشفى قنا العام، شاءت عناية الله أن يعثر رجال الإسعاف بـ قنا (المسعفون) لحظة نقل الجثمانين على قرابة 370 ألف جنيه بحوزة المتوفيين.
= وبعد نقل الشهيدين إلى المستشفى، تحرك المسعفون نحو قسم الشرطة لتسليم المبلغ بالكامل حتى يعود إلى ذوي الضحايا من أسرهم.. (شارع الصحافة) تتوجه بالشكر والتقدير إلى المسعفين الأمناء، الذين يستحقون منا كل احترام، ورحم الله شهيدي الحادث الأليم من أبناء قريتي المقراني والحامولي- مركز يوسف الصديق- محافظة الفيوم.. وعلمت (شارع الصحافة)، أن جثماني الشهيدين سوف يصلان إلى مسقط رأسيهما في الحامولي والمقراني خلال الساعات القليلة المقبلة، تمهيدا لدفنهما بعد الصلاة عليهما.
جدير بالذكر أن مشرفإسعاف قنا اسمه محمد ربيع.. وباقي المسعفين هم: إبراهيم سيد، وعلى محمد على، ومحمد نور، وصفوت محمد عامر.