مستعرةٌ في أعماقنا القصائدُ ضرامُها قدحةُ الزنادِ في الهشيمِ نارٌ تعتملُ في ثنايا الوجدِ تتفجّرُ براكينُها تنصهرُ فيها الروحُ تكادُ تتلاشى من فرطِ الذَوَبانِ ولا يقرّ لها قرارٌ حتىٰ يأتيها المددُ من كوةِ الغيبِ معجونة بالدمعِ مبللّة بالوجعِ لها في تلافيفِ العقلِ وفي وتينِ القلبِ..
ألفُ ألفُ حريقٍ تصفعها ريحُ الشجنِ من نافذةِ الرؤى حتىٰ تطير بجناحينِ من شعرٍ وشعورٍ تراودُ المحابرَ بقبلةٍ استباقيةٍ تنتزعُها من خدِّ الورقِ بكلِّ حميميةٍ وتفانٍ مع إسلاس القيادِ لصوتٍ ثائرٍ يشخبُ دماً من جرحٍ غائرٍ تطعمُ بهِ نارَ الحنينِ..
تؤجّج به لهيبَ الوجدانِ فلأنْ تكتبَ شعراً عليكَ أن تمتطي صهوةَ الروحِ والروحُ أجنحةٌ بصفيفِها ودفيفِها لا تكفّ عن المسيرِ تتجافى مع وسادة الغيومِ ، أن تلفظَ أنفاسَك إشراقاً وروحكَ احتضاراً تتبخر عالياً كالسرابِ تجثُو كالصريعِ ثمَّ تخلع أكفانَكَ وتتجلّى ناصعاً في مبهماتِ السطور.