لاقى إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال كلمته بقمة المناخ “كوب 27″، تعهد بلاده وألمانيا بتقديم 500 مليون دولار لمصر، من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة، ترحيبا واسعا في مصر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تأتي تدعيما لعلاقات واشنطن والقاهرة خلال الفترة المقبلة.
كما أكد بايدن تقديم الولايات المتحدة أيضا 150 مليون دولار للدول الأفريقية من أجل التصدي للتداعيات الناتجة عن التغير المناخي، والتي وصفها بأنها “تتعلق بالأمن البشري والأمن الاقتصادي والأمن البيئي والأمن القومي وحياة الكوكب ذاتها”.
ويسمح الدعم الذي ستقدمه واشنطن وبرلين إلى مصر- حسب سكاي نيوز عربية- بالحصول على 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول 2030، وتحسين 5 غيغاوات من الطاقة المولدة بالغاز؛ ما يخفض انبعاثات مصر في نطاق الطاقة 10 بالمئة.
من المنتظر أن تعمل الإدارة الأميركية مع مصر في حجز 4 مليارات من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي، تخسرها البلاد حاليا في الحرق والرياح والتسرب.
وسبق أن كشف نائب وزير التخطيط المصري، أحمد كمالي، عن استهداف القاهرة الوصول إلى 50 بالمئة مشروعات خضراء من إجمالي الموازنة العامة للدولة خلال الخطة المالية لعام 2024-2025، بعد أن تمكنت من الوصول إلى 30 بالمئة مشروعات خضراء خلال العام الراهن.
يقول المحلل السياسي من واشنطن، مهدي عفيفي، إن الولايات المتحدة لديها اهتمام خاص بقضايا المناخ، وبالتالي شاركت بشكل فعّال في قمة المناخ “كوب 27” بشرم الشيخ والتي تعد من أهم الأحداث العالمية هذا العام، وتجذب أنظار العالم كله.
وأضاف “عفيفي” في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه على الرغم من تزامن القمة مع انتخابات التجديد النصفي المصيرية، لكن إدارة بايدن رأت ضرورة التواجد في هذه القمة للقاء قادة العالم، للوصول إلى بعض الحلول لأزمة التغيرات المناخية، وتأكيد أهمية قضايا المناخ على كل شئ.
وشدد على أن الولايات المتحدة لديها عازمة على مواجهة التغيرات المناخية، وترى أن أبسط حقوق الإنسان بأن يكون لديه البشر “الهواء والماء والغذاء”، ولذلك تعمل مع قادة العالم دائما على إيجاد حلول لمشاكل المناخ ومحاولة دعم الدول الفقيرة في مقاومة تأثير المناخ عليها.
وفي نظر “عفيفي”، فإن تواجد بايدن وإعلانه دعم مصر بـ 500 مليار دولار، يؤكد الأهمية القصوى لتلك القضية، وأهمية هذه القمة للعالم أجمع والقضايا الملحة بالنسبة للبشر.
وهذا ما ذهب إليه رئيس لجنة الزراعة والري بالبرلمان المصري، هشام الحصري، والذي اعتبر إعلان بايدن، تخصيص 500 مليون دولار لدعم مشروعات الطاقة النظيفة في مصر، إضافة لـ 150 مليون دولار لدعم الدول الأفريقية، نجاحًا لقمة المناخ في شرم الشيخ.
وشدد على أن التعهدات الأمريكية جاءت بعد مطالبة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته الافتتاحية للقمة بأن تكون “قمة التنفيذ للتعهدات السابقة لدول العالم بشأن دعم مشروعات الاقتصاد الأخضر”.
وأوضح “الحصري” أنه يجب على الحكومة المصرية استغلال نجاح قمة المناخ في التوسع بمشروعات الطاقة الخضراء والاقتصاد الأخضر بمختلف المجالات.
أعلنت أكثر من 20 دولة خلال مؤتمر المناخ (كوب27) المنعقد في مصر ضخ مليارات الدولارات في مشروعات ذكية وصديقة للبيئة في محاولة للحد من تداعيات الاحترار المناخي.
فقد أعلنت مبادرة “مهمة الابتكار الزراعي (AIM)”، التي أطلقتها دولة الإمارات والولايات المتحدة مضاعفة الاستثمارات من قبل الشركاء في مجال المناخ. وأفاد بيان من المبادرة أنه “بدعم من أكثر من 275 شريكا حكوميا وغير حكومي، أعلنت AIM عن زيادة الاستثمار بأكثر من 8 مليارات دولار”، مقارنة بأربعة مليارات دولار في “كوب 26”.
وساهمت أكثر من 20 دولة بسبعة مليارات دولار من قيمة الاستثمارات المعلنة، ومنها إلى جانب الطرفين الأميركي والإماراتي، بريطانيا وأستراليا وكندا واليابان والسويد والمفوضية الأوروبية على ما جاء في البيان بينما وفرت المبالغ المتبقية أطرافا شاركت في مسابقة في مجال الابتكار.
كذلك، أطلقت مصر والولايات المتحدة حزمة دعم بقيمة تتجاوز 150 مليون دولار من أجل “تعزيز إجراءات التكيف في إفريقيا”. وأفاد بيان صدر السبت من رئاسة “كوب 27 “أن الحزمة تمثل “جزءا من خطة الطوارئ الأميركية للتكيف والمرونة”، مشيرا إلى قيام الادارة الأمريكية بمضاعفة إسهامها في صندوق التكيف إلى 100 مليون دولار.
وأعلن كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي جو بايدن عن مبادرة “التكيف في إفريقيا” في يونيو وأشارا إلى أن “لديها القدرة على تحقيق فوائد تراوح بين 4 و10 دولارات في مقابل كل دولار يتم استثماره”. كما أعلن الرئيس الأمريكي، في كلمته أمام القمة، الجمعة، عن تخصيص أميركا وألمانيا، مبلغ قيمته 500 مليون دولار، لصالح مصر، من أجل مساعدتها على التحول إلى الطاقة النظيفة.
من جهتها أعلنت وزارة التعاون الدولي المصرية في بيان قيام مؤسسة صناديق الاستثمار في المناخ (CIF) “بدء تطبيق مبادرتها حول استثمارات الطبيعة والمناخ في مصر وعدد من الدول الناشئة الأخرى والتي تبلغ قيمتها نحو 350 مليون دولار”. وأدرج مؤتمر المناخ في نسخته الحالية للمرة الأولى مسألة “الخسائر والأضرار” الناجمة عن تغير المناخ، على جدول الأعمال الرسمي الذي أقر الأحد بالإجماع عند افتتاح المؤتمر.
وتأتي المطالبة بهذه الآلية الخاصة لتعويض الدول الغنية الملوثة على الدول الناشئة والنامية، عن الأضرار اللاحقة بها جراء كوارث ناجمة عن التغير المناخي، فيما لم تف الدول المتطورة بوعودها برفع مساعداتها إلى 100 مليار دولار سنويا اعتبارا من 2020 للدول الفقيرة من أجل خفض الانبعاثات والاستعداد لتداعيات الاحترار المناخي.
زر الذهاب إلى الأعلى