فنونمقال رئيس التحريرمميز

أعمال الفنان التشكيلي «ياسر نبايل» تنزف وجعا وألما !!

بقلم: د. محمود عبد الكريم عزالدين

• في أعمال الفنان التشكيلي المصري ياسر نبايل، المقيم في سويسرا منذ نحو 14 عاما.. يتحوّل الألم «من شعور إنساني دفين في الذات البشرية، إلى واقع وخطاب فنّي، يعرّي الواقع، ويقود الى مدلولات تشكيليّة، ذات طابع تجريدي وتعبيري وشاعري ورمزي، يجسّدها ويلخّصها الفنان، مستندا الى ذاكرته البصريّة».

• يعرف علماء النفس «الألم»، على أنّه (نتاج للواقع الاجتماعي المأساوي، الذي يحياه الإنسان ويعاني منه، وينطلق ألم الإنسان من وضعه.. وينقسم هذا الألم إلى قسمين: (1)- ألم إزاء نفسه. (2)- ألم إزاء الآخرين… أما في العمل الفني، فيكون الألم دافعا ومحرّكا وحافزا للعمليّة الابداعيّة).

• وفي هذا الإطار ؛ تأتي أعمال الفنان ياسر نبايل لتركز دائما على قيمة «الألم» كمصدر للإلهام، ومحرك وموجه للإبداع، في لوحاته الفنية المدهشة.. والمتابع لأعمال «نبايل»، يلاحظ أنها تقطر وجعا، وتنزف ألما وهما؛ وهو يحوّل الألم- بمهارة مدهشة وإحساس صادق- من بعده الذاتي والنفسي الخاص، إلى أبعاد ابداعية تلخّص الواقع وتؤرّخ للحدث وتنطلق به الى الكونية.

• لم يقدم «ياسر نبايل» في أعماله، «لاند سكيب»، رغم الزخم الشديد لمواطن الجمال حوله، مبرراً ذلك باهتمامه الرئيس بمعاناة الإنسان، ودراما الوجع والألم، والصراعات، والدماء الناجمة عن الحرب الروسية- الأوكرانية، الدائرة بالقرب من الحدود السويسرية.

• وتتسق لوحات «ياسر نبايل» مع كونه فنانا صاحب قضية ووجهة نظر، يريد أن يعرفها جميع محبيه ومتتبعيه من الجمهور، وهذا ديدن الفنان الحق؛ فهو لا يمارس الفن من أجل متعة ذاتية أو من باب الترف الذهني، وانما يعتبر الفن رسالة بل سلاحا في معركة حضارية.

• وينسجم كلامنا السابق مع ما أوردته الناقدة الفنية والأستاذة الجامعية عواطف منصور، من أنّ الفن التشكيلي بكلّ أنواعه واحدا من أهمّ وأرقى الفنون الإنسانية لما يتميّز به من قوّة تعبيريّة تجمع الخيال بالعاطفة والعقل بالإحساس إذ يحمل في طياته بعدين:

(1)- أنه يشكّل الفكرة بجماليّة مدهشة تثير بسحرها الكثير من الأسئلة. (2)- أنّه رسالة تسخّر الألوان والأسلوب والمنهج والموروث لخدمة هدف نبيل إنساني.. ولا يختلف البعدان في ظاهرهما بل يتوازيان جنبا إلى جنب، مع اختيارات الفنان ومواقفه وأحاسيسه الجمالية، رغم البيئة والواقع وهواجس العقل وتفاعله مع العواطف.

========

بقلم:

د. محمود عبد الكريم عزالدين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى