شاحبةٌ أوراقُ الليلِ لا تصلحُ إلاّ للذكرى مُذْ رحلتِ وطيفُ الوجدِ يخبُو توهجُهُ يسبحُ صمتُكِ في الفراغِ يروّضُ موجَةَ الكونِ الصاخبةَ عوالمُكِ التي يسكنُها الغيمُ والمطرُ سقيايَ ونبعُ تدفّقي، المطرُ الذي لا يشبهُكِ ينزلُ كالغثيانِ علىٰ روحي يعزفُ علىٰ أوتارِ الوجعِ اليومي ألوانَ صبابتي..
لا غرابة لو خانَ الظلامُ حياتي أرنو إليكِ في الأقاصي البعيدةِ وأشتاقُ لمراهمكِ السنيّةِ ترياقاً لسمومي أصيخُ سمعي لترانيمكِ وأنتِ ترشّينَ عتبةَ باب الدارِ وأصواتُ تهجدكِ آناء الليلِ وتراتيلكِ أطراف النهارِ تعطّرينَ فضاءاتنا الخانقةَ بعبقِ أنفاسكِ السابحةِ في فراديسِ الضياءِ..
ليتني أطلقُ الريحَ في مداراتِ الحلمِ كي تنطفِئ شمعةُ الموتِ لا وجع يظاهي لسعةَ الفقدِ ولكننّي ما زلتُ أراكِ تشعلين قناديلََ الوصولِ ترتدينَ وشاحَكِ الأسود تنشرينَ شالكِ الأبيض علىٰ رؤوسنا تخضّبينها بحنّاءِ روحكِ اليوسفيةِ فيغادرُ الحزن عبرَ شواطِئ عينيكِ حاملاً ألفَ شراعٍ من أملٍ ورجاء.