لا بُدَّ لها أنْ تنصهرَ
أو تضمحلَّ
تلكَ الروحُ القديمةُ
المتّشحةُ بالسواد
فقدْ أزاحتها روحٌ
جديدةٌ متمرِّدَةٌ
كانتْ مُظلمةً حينما انجلتِ الغبرَةُ
عنْ شعاعينِ ساطعينِ يبرقانها
عندها كشفَتْ أسرارَها للفراغِ
لتتعلّمَ فنَّ الإشراق
ثَمَّةَ بياضٌ ينتصرُ
يدورُ ويدورُ ..
حتّىٰ يجد ألواناً أخرىٰ يقاتلها
ربّما لم تكن تبصر نصفها الوامض حينَ اندلعتْ
بل رأتْ نصفها القاتمَ وهوَ يحومُ
في وقتٍ كانتْ خارجَ أغلفتها
فتفتّقَتْ عن لحائها
تلفظُ كلَّ سلالاتِ الخشبِ
وأمجاده التليدة
هيَ لا تسطع لكنَّها تصلح أنْ تكونَ طعمةً لأفواهِ النيران
ها هنا ميسمٌ من كيمياء ميِّتَةٍ
يحييها بلسمٌ من إكسيرِ الحياة
يزيدُ الحرائقَ ناراً
ويخمدها ترياقٌ معاكس.
====
كامل عبد الحُسين الكعبي
العراق _ بغداد