إلىٰ الخزائن المتخمةِ يتسابقُ المترفونَ لنيلِ الجائزةِ وإتمامِ الصفقةِ ويكابدُ الفقراءُ ليكونوا علىٰ قيدِ الحياةِ في مذبحةِ الرغيفِ تدوفهُم كفّ الريحِ تسحقُهم أسواقُ البورصةِ تدوسُهم سنابكُ خيلِ المضاربينَ ويجردُهم قراصنةُ المالِ..
آخرَ زغاباتهم تحتَ خطِّ الكرامةِ ، هيّ الحظوةُ التي دقّتْ إسفينَ الفرقةِ ترسيخاً لمبدأ التفاوتِ أولئكَ لهُم السهمُ الأوفىٰ وهؤلاء لهُم الحجرُ..
كُلّ شيءٍ داخلٌ في حسابِ الأرقامِ إلاّ دموعَهم السخيّةَ المعجونةَ بزادِ الكفافِ يذوبونَ في أتونِ المعمعةِ تحترقُ سنابلُهم وجلّادُهم يسترقُ اللحمَ البشري يبيعُ الأجسادَ بالمزادِ العلني يرفعُ عقيرتهُ ويلوّحُ بسبابتهِ علىٰ مَنْ يلوك الهواءَ ويطبخ للصغارِ بقايا حصى.